تعليقاً على المصالحة التي تمت الأربعاء الموافق 27 أبريل في القاهرة بين حركة فتح وحركة المقاومة الإسلامية حماس، قال محمود الزهّار أحد أعضاء وفد حماس في المحادثات التي أفضت إلى المصالحة «إن الحكومة الفلسطينية المؤقتة المزمع تشكيلها لن تكون قادرة على الدخول في مفاوضات سلام مع إسرائيل!». لكن الحكومة المؤقتة لن تُشكَّل من حماس وحدها وإنما معها فتح التي سوف تكون الشريك الأكبر في أقوى الاحتمالات، وموقف فتح التي هي أبرز مكوّنات السلطة الوطنية التي يقودها الرئيس محمود عباس أبومازن من المفاوضات مع إسرائيل مختلف كثيراً عن موقف حماس. فقد دخلت السلطة الوطنية في مفاوضات مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية ثم انسحبت منها بعد عودة الإسرائيليين لبناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية ومازالت مستعدة للعودة إلى هذه المفاوضات إذا ما توقّفت إسرائيل عن بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية. أما حركة المقاومة الإسلامية حماس فإنها ضد هذه المفاوضات، هل تُغيِّر فتح موقفها من المفاوضات مع إسرائيل بعد تشكيل الحكومة المؤقتة ويصبح موقفها من الدخول في مفاوضات سلام مع إسرائيل مماثلاً لموقف حماس الذي عبّر عنه محمود الزهّار، أم تتمسك بموقفها القديم الذي يقبل بالعودة إلى المفاوضات بشرط توقف إسرائيل عن بناء المستوطنات؟ وعلى الجانب الآخر قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان تعليقاً على اتفاق فتح وحماس «إن المصالحة التي تمت بين المنظمتين المتنافستين فتح وحماس جاءت نتيجة للاضطرابات السائدة الآن في الشرق الأوسط وأبدى مخاوفه من أن تُسيطر حماس على الضفة الغربية، وأضاف أن ما يجري في سوريا من اضطرابات وقمع شكّل ضغطاً وأثار خوفاً مما جعل حركة حماس التي يقيم رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل في سوريا تتفق في القاهرة مع حركة فتح. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يخشى أن تزيحه حماس من «حكم» الضفة الغربية بعد أن ظلت تحكم قطاع غزة وقال: إن هذه الاتفاقية التي وقّعتها حركتا فتح وحماس تُعد تجاوزاً لخط أحمر، فمنذ عام 2003م صنّفت اللجنة الرباعية الدولية حركة حماس على أنها منظمة ارهابية هذا فضلاً عن حقيقة أنه لا يمكن إجراء محادثات مع من يدعون إلى تدمير إسرائيل». إن الاتفاق الفلسطيني الفلسطيني بين أكبر فصيلين على الأرض هما حركة فتح أكبر مكونات السلطة الوطنية وحركة المقاومة الإسلامية حماس التي تحكم قطاع غزة خطوة على الطريق الصحيح الذي لن يكون ممهداً وسهلاً، وسوف تقابلهم كثير من المعضلات والعقبات التي منها الموقف من إسرائيل ومن التفاوض معها.