أصدقائي ......رجاءً لا تحلفوا ولا تقسموا علي فلست مؤهلا للترشح لمنصب رئيس الجمهورية ! ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه ! صراع بيني وأصدقائي ....قالوا : لماذا لا تترشح ؟ " طه سليمان " ليس أفضل منك ! قلت : ولو ! فأقله " طه" يعرفه الناس ...مع أن المعرفة ليست كافية ....ولا مؤهِلة . قالوا أنت تمتلك لسانا وقلما .... قلت لهم : حتى لو كان لسانا صيرفيا صارما ...كحسام السيف ما مس قطع لساني ؟! ...انظروا للسياسيين ....ما أفصح ألسنتهم ! ولكن هل نفعتنا تلك الألسنة؟ ...فاللسان لن يسقط للناس ذهبا ! وقلما ؟! لعلكم تحسبوني مارك توين ...أو فيسك ...أو رولو ...أو فروست !! وهل سأحقق متطلبات الناس بجرة قلم ؟ ! ثم وإنه ويا عجبي ......أنا لست " المحجوب " ! قالوا : ومؤهلا ....وما ينفع الناس من مؤهلي ؟ ويا لكثرة من يحملون مؤهلات أفضل مني بكثير ....والقلم مابزيل بلم ....وهل بالضرورة أن يكون الرئيس طبيبا ؟ أستاذا جامعيا ؟ قانونيا .....الخ فلا ضرورة لأي مؤهل ....ولا يلزم للترشح سوى أن الدستور يكفل هذا الحق ! وهو حق مكفول للجميع ...إذن دعونا نترشح جميعا وما فيش حدا أحسن من حدا "بلهجة الشاميين " فهي معبرة في هذا المقام ! وفعلا عندما تطلع على شروط الترشح تجدها : 1- أن تكون سوداني الجنسية " لايهم بحسب أصلك أو ميلادك أو بالتجنس" 2- سلامة العقل وهو نحن كووولنا بقينا ما عارفين حالنا " ياصاحي هل جنينا أم عقولنا نصاح" 3- البلوغ " مع إنه لا يكفي " فكم من بالغين ينطبق فيهم : أجسام البغال وأحلام العصافير 4- لم تسبق الإدانة في جريمة مخلة منذ سبع سنوات !! يعني قبل ثمانية سنة مامهم يعني ممكن تكون مسجوووون وخرجت ؟ تترشح زي السلام عليكم ! إذن فما أسهل الترشح للمنصب الخطير ....وما أصعب الحصول على وظيفة عادية ! فهل ضاعت هيبة المنصب وأضحى هملا يترشح له كل من هب ودب وفق هذه الشروط الدستورية ؟ أنا أعلم بما لدي وإليكم سيرتي الذاتية : 1- بين جنبي قلب نابض بالوطن ونفس مترعة بحب الخير لأهلي في كل بقعة في خارطة بلادي 2- لا أحب البهرجة ولا المظاهر الكذابة ....فلا أحب رؤية الحرس الذي يرافق الرؤساء...فلماذا لا ينتهجون السيرة العمرية في العدل فيقال لهم " عدلت فنمت يا فلان" ؟ 3- لا تعجبني عربات الرئاسة ....وما أحلى الركوب في الحافلات العامة ! وخاصة حين يكون هناك أزمة مواصلات وتستطيع أن تدخل من زاوية ضيقة كأهداف " بيليه في زمانه " وتتحكر على مقعد ...فينتابك إحساس بأنك فزت بمقعدك في الجنة ! .... فلما يرى الناس رئيسهم يدافر معاهم يعظم في نظرهم ومن أجل عيونه يتحملون صعوبة الأوضاع ....ويهتفون له " بالروح بالدم نفديك يا ...." 4- أحمل شهادات وخبرات عديدة وموثقة من جامعة " المعاناة " تجربة في نفسي.. وإحساسا بغيري ...أحمل هم نفسي وأهلي وهموم البؤساء ...الفقراء ....اللقطاء ...المشردين ...العجزة ...المغتربين . 5- لم ولا أنتمي لأيٍ من تنظيماتنا العقيم ...إذ لم يقنعني أيٌ منها بالانضمام إليه فلطالما وجدت أقوالهم تناقض أفعالهم ..و " كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " 6- مطلع على البنود الخاصة بالسودان وهي : الدولة والمبادئ الموجهة ....الحريات والحرمات والحقوق ....أما التفاصيل فليراجعها كل واحد منكم بنفسه . 7- خبرة في إقامة الندوات والإلقاء الشعري والخطابي وإجراء المناظرات " في دي نوموا قفا من ناحيتي " أناظر لكم مرشحي الحزبين الأمريكيين "الجمهوري والديموقراطي " هذا ما لدي من مؤهلات !! فإن رأيتموها كافية فهذا شأنكم ! أما أنا فأضمن لكم أني حتى لو تابعت فكرتكم المجنونة فلن أحصل على أي صوت ...فلا قاعدة جماهيرية ولا هم يحزنون ...حتى أصواتكم لا أضمنها فالإنسان قُلّب ...وما بين طرفة عين وانتباهتها ....يغير الله من حال إلى حال ... بل حتى صوتي لأني أعرف نفسي ! فقد أجد من بين المرشحين من أتوسم فيه الخير فأعطيه صوتي ...وأخرج من مولد الرئاسة دون صوت . ولكنني سأضمن الحصول على شرف الترشح لرئاسة الجمهورية ...والقيد في جدول المرشحين وأجعل ذلك في سيرتي الذاتية لأضمن به الحصول على عقد خارجي . بقيت كلمة أخيرة ....فلنفترض أنه حصلت معجزة وفزت ....هل تضمنون لي البطانة التي تعينني على الخير ...تسددني إن أصبت ...وتقومني إن أخطأت ؟ ما من ضمانة ...إذن عفوا أصدقائي اعفوني من هذا الشرف ... لا أريده .... فأن تكون رئيسا لبلد مثل السودان فتلك لعمري مهمة خير منها أي شيء آخر .... وأنا لو قدامي خيار بعرف والله كيف أختار