مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    مالك عقار – نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي يلتقي السيدة هزار عبدالرسول وزير الشباب والرياض المكلف    وفاة وزير الدفاع السوداني الأسبق    بعد رسالة أبوظبي.. السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بسبب "عدوان الإمارات"    السودان..البرهان يصدر قراراً    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    شاهد بالفيديو.. خلال إحتفالية بمناسبة زواجها.. الفنانة مروة الدولية تغني وسط صديقاتها وتتفاعل بشكل هستيري رداً على تعليقات الجمهور بأن زوجها يصغرها سناً (ناس الفيس مالهم ديل حرقهم)    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    الدكتور حسن الترابي .. زوايا وأبعاد    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فتيات الموساد وسط شموع غرف النوم الحمراء .. من أوكار الدعارة إلى أوكار الموساد
نشر في النيلين يوم 17 - 03 - 2014

اغتيال سلامة واختطاف موردخاي فانونو وسرقة أسرار السفارة الإيرانية في قبرص تمت علي يد فتيات الموساد وسط شموع غرف النوم الحمراء
هنا مملكة هائلة من العلاقات الغامضة، عالم كامل تختفي تحت سطحه الهاديء أبشع المخاطر.. كوارث وخيانات ومصائب وقتل واغتيالات وتصفية جسدية ومعنوية وأعمال تهدد أمن شعوب بأكملها، وكل ذلك تقوده باقتدار امرأة لكنها في الحقيقة مجرد مخلب مغلف بابتسامات ومداعبات وجمال وعلاقات حميمية، نوع من الدعارة المنظمة يقوده جهاز مخابرات مهمته الأولي التأسيس لكيان خرافي لا أساس له إلا في أذهان صانعيه، يعمل الموساد وفق قناعة لا أحد يعلم من أين تأتيه زاعما أنه أقوي جهاز مخابرات في المنطقة، وآلية العمل بالطبع لن تبتعد عن أعمال الإبادة وتصفية الخصوم بجميع الوسائل المتاحة، هنا تدخل النساء الدائرة الجهنمية، مثل فرس رهان رابح في معظم الحالات، سلاح ناعم يصيب الهدف بمنتهي البراعة، هنا يسقط الخصوم، خصوم الدولة وخصوم الموساد نفسه في حبال ناعمة وشراك حريرية تصوغها ببراعة فائقة نساء مجندات ومعدات بعناية فائقة للإيقاع بالعملاء وتنفيذ مخططات مشبوهة تتعلق بالأساس بكيان قاتل ومتعصب اسمه «الكيان الصهيوني».
النساء.. أهم الاسلحة التي استخدمها الصهاينة ولا يزالون لإقامة كيانهم وبناء دولتهم وكان أبرز الوسائل غير المشروعة النساء والجنس وهو ما يؤكده بحث اسرائيلي نشرته صحيفة «هاآرتس» في ملحق عددها والذي كشفت فيه الباحثة الاسرائيلية «دانئيلا رايخ» للحصول علي درجة الماجستير من جامعة حيفا تؤكد فيه أن جهاز الموساد الإسرائيلي يعتمد في عمله الرئيسي علي النساء وأن عشرين بالمائة من العاملين في هذا الجهاز من النساء وأن المرأة اليهودية لعبت دورا في تنفيذ العمليات العسكرية واليوم يعتمد «الموساد» الذراع الاستخباراتي للجيش الاسرائيلي علي المرأة في القيام بعمليات التجسس وإسقاط العملاء واعترف غالبية العملاء الذين سقطوا في أيدي المقاومة الفلسطينية أن الجنس هو الوسيلة الأكثر تأثيرا التي يستخدمها الموساد للإيقاع بهم.
وملخص البحث الاسرائيلي يتناول كيفية تنظيم عمليات البغاء واعتباره جزءا من العمل التنظيمي لمؤسسات الحركة الصهيونية ويشير البحث إلي أن هناك قرابة مائة ألف جندي بريطاني واسترالي وآخرين من جنسيات مختلفة ضمن جيوش الدول الاجنبية الذين خدموا في فلسطين في الثلاثينيات والاربعينات أيام حكم الانتداب البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية وكان هؤلاء الجنود والعساكر يبحثون في أثناء استراحة المقاتل عن اقتناص أي فرصة للمتعة والترفيه عن أنفسهم ولحسن حظهم لم يواجهوا مشقة كبيرة حيث وجدوا رهن إشارتهم نحو خمسة آلاف امرأة «يهودية» مستعدات بتشجيع من مؤسسات الحركة الصهيونية كالوكالة اليهودية لاستقبال واستضافة هؤلاء الجنود بكل حفاوة وترحاب.
وتتابع «رايخ» إن تل أبيب شهدت في فترة الاربعينيات ازدهارا كبيرا في مهنة «الدعارة» وذلك في ظل وجود أعداد كبيرة من الجنود الاجانب بالمدينة من جهة وبسبب الوضع الاقتصادي الذي واجهته المهاجرات الجدد وبنات العائلات اليهودية الفقيرة من جهة أخري.
ويضيف البحث إن الوكالة اليهودية قد كلفت مؤسسات أخري بالقيام بمثل هذه النشاطات وبمرور الوقت تحولت تل أبيب إلي ميدان استطاعت فتيات مجتمع الاستيطان اليهودي من خلاله تحقيق استقلالهن وحريتهن في الاختيار «حرية التصرف في أجسادهن ومع من يخرجن للمتعة» ووفقا لما كتبت «رايخ» فقد كان من الشروط التي وضعت لاختيار المضيفات اللاتي عملن في النوادي أن تكون المضيفة فتاة أو شابة صغيرة السن وأن تجيد اللغة الانجليزية بمستوي مقبول وألا تكون ملزمة بالتجنيد في الجيش البريطاني.. وتقول «رايخ» في هذا السياق كان هناك ميل لوضع الكل في سلة واحدة جميع الفتيات اللاتي عملن في خدمات الضيافة لصالح الدولة اليهودية العتيدة وضعن في نفس السلة مع النساء اللاتي تزوجن زواجا مختلطا «من غير اليهود» وتقول «رايخ»: إن زعماء مجتمع الاستيطان اليهودي سعوا إلي استغلال العلاقة مع الجنود الأجانب لاغراض النشاط الدعائي للمشروع الصهيوني في أرض اسرائيل أملا في تحول هؤلاء الجنود إلي سفراء للنوايا الحسنة لدي عودتهم إلي بلدانهم. وعن أسباب تجاهل وإخفاء موضوع نشاط «جهاز المضيفات اليهوديات» حتي الآن تقول «رايخ» لعل ذلك يعد سرا من الاسرار التي لا يجوز التحدث عنها.. كما أن حساسية الموضوع وما ينطوي عليه من مظاهر دعارة وزواج مختلط تجعله من الموضوعات التي يرغب المجتمع الاسرائيلي في تناسيها ، خاصة بعد مرور كل هذه السنوات.
إلي هنا تتوقف الباحثة الاسرائيلية في عرضها التاريخي لدور النساء وعمليات الدعارة المنظمة في نشأة دولة اسرائيل فيما تأتي صحيفة معاريف الاسرائيلية بتقرير يفيد بأن جهاز الموساد الاسرائيلي يقوم بتجنيد النساء الاسرائيليات بهدف استخدامهن في إغراء قيادات عسكرية وأمنية تهم الكيان الصهيوني.
وأكدت الصحيفة أن المجندات في جهاز المخابرات الصهيوني نجحن علي مدار الاعوام الماضية في تنفيذ عمليات عسكرية مهمة لصالح اسرائيل من بينها اغتيال القيادي الفلسطيني «حسن سلامة» وسرقة أسرار السفارة الإيرانية في قبرص ومكاتب حزب الله اللبناني في سويسرا واختطاف الخبير الاسرائيلي «موردخاي فانونو» من إيطاليا إلي فلسطين واسقاط العملاء من خلال استخدام وسائل الإغراء وقد اعترف غالبية العملاء بأن الجنس هو الوسيلة الأكثر تأثيرا والتي يستخدمها الموساد في توريطهم حيث تقوم المجندات الاسرائيليات باغراء العملاء بعد ممارسة الجنس معهم ويقوم أفراد الموساد بتصويره في أوضاع فاضحة يتم تهديده بها عند رفض الأوامر والجدير بالذكر أن المتدينين اليهود لا يمانعون في السماح للمجندات بممارسة الجنس من أجل إسقاط الأعداء وبعكس ذلك ويعتبرونه ذلك نوعا من العبادة والجهاد من أجل خدمة الوطن وهناك الكثير من الروايات تحكي قصص الموساد واستخدامه للنساء في الوصول لاهدافه ومشاركتهن في عمليات الاغتيال.
ولأن التجسس كما يراه الصهاينة يجب أن يأتي من الشعور بالواجب وحسب قاعدة «التطوع بالخدمة في سبيل الدولة» نجد أن مئات النساء في اسرائيل يتقدمن بطلبات للعمل في جهاز المخابرات الاسرائيلي «الموساد» سنويا فالصهاينة يعترفون في بروتوكولاتهم بأنهم سيجعلون من التجسس «عملا غير شائن بل علي العكس عملا محمودا» ولذلك نجد أن المرأة في اسرائيل تقبل علي أعمال التجسس ربما لشعورها بمهارتها في العمل في هذا المجال الذي يتطلب أولا وقبل كل شيء التخلي عن أي رادع أخلاقي وهو الشيء الذي ميز الكثير من اليهوديات عبر التاريخ البشري ولكي تستطيع القيام بدورها علي أكمل وجه يلزمها الجهاز بعدم الزواج لمدة تصل إلي خمس سنوات من تاريخ تجنيدها وتقوم بالتوقيع علي تعهد رسمي بذلك حيث إن الزواج والانجاب وفقا لما يراه مسئولو الجهاز سيؤثر سلبا علي عملها الذي يتطلب الدقة والحيطة والحذر والتركيز في المهام الموكلة إليها تجنبا للوقوع في الاخطاء.. ويذكر أن نسبة النساء في الموساد تبلغ 20 % من اجمالي العامين في الجهاز الاستخباراتي علي حد زعم الصحف الاسرائيلية.
إلا أن المتهمين بالشأن الاسرائيلي يؤكدون أن النسبة قد تكون أكبر من ذلك بكثير فالموساد يري أن النساء أفضل وسيلة للايقاع بمن يريدون وتاريخ جهاز المخابرات الاسرائيلي حافل بعشرات القصص والحوادث التي تشير إلي ضلوع فتيات الموساد بعمليات التجسس والخطف والاغتيالات.. ولعل قصة الرئيس الأمريكي السابق «بيل كلينتون» مع اليهودية المتدربة في البيت الأبيض «مونيكا لوينسكي» تدل علي مدي اعتماد اليهود علي النساء في تحقيق أهدافهم فالمرأة اليهودية كانت ولا تزال أداة جهاز المخابرات الاسرائيلي «الموساد» الذي اعتمد منذ تأسيسه وحتي اللحظة اعتمادا تاما علي أجساد النساء وتكمن خطورة فتاة الموساد في كونها حذرة للغاية فهي لا تقدم نفسها علي أنها اسرائيلية أبدا ولذلك يقوم جهاز الموساد بتجنيد النساء اللواتي عشن لسنوات طويلة في الدول الغربية قبل هجرتهن إلي اسرائيل لانهن سيجدن سهولة في التحدث بلغة البلد الذي ولدن فيها.
وفي سابقة فريدة من نوعها قامت الحكومة الاسرائيلية بتعيين عليزا ماجين في منصب نائب رئيس الموساد نظرا لخدماتها الكبيرة ونشاطها الارهابي اللا محدود وهي أول امرأة تتولي هذا المنصب منذ إنشاء الجهاز ومنذ توليها صرحت «ماجين» بأن الموساد يبذل جهودا شتي في عملية تجنيد العملاء. وأشارت إلي أن الموساد يجد صعوبة في تجنيد عملاء عرب مؤكدة أن تأهيل النساء للعمل كضباط يستهدف بالدرجة الأولي جمع المعلومات من خارج اسرائيل وتصف هذا النشاط بأنه «أهم وظيفة في الموساد الاسرائيلي» وتشير في حديثها إلي أن هناك وحدتين خاصتين في الجهاز هما:
- وحدة «كيشت»: المتخصصة في اقتحام المكاتب لتصوير الوثائق الهامة وزرع أجهزة التنصت في الأمكنة المغلقة بغية الحصول علي معلومات.
- وحدة «يديد»: ومهمتها حراسة ضباط الجهاز في مختلف دول العالم أثناء مقابلاتهم مع العملاء في الأماكن السرية المتفق عليها.
وهناك حوادث إرهابية كثيرة أبطالها مجندات في الموساد ويؤكد غالبية العملاء الذين سقطوا في أيديهم أن المرأة هي الوسيلة الأكثر تأثيرا وتقوم المجندات الاسرائيليات بإغراء العملاء ثم توريطهم بعلاقات جنسية وتخدم المرأة في جيش الاحتلال خدمة إجبارية حيث يعتبر الجيش الاسرائيلي أول جيش يجبر المرأة بالخدمة العسكرية من خلال قانون اسرائيل عام 1956 اضافة إلي خدمة الاحتياط وتمثل المرأة في الجيش الاسرائيلي ثلث القوات العسكرية وهذا يعطيها أهمية قصوي في الجيش ووجودها يمثل عاملا أساسيا في قوة الجيش الاسرائيلي وقد ألغي «إيهود باراك» ما كان يطلق عليه سلاح النساء الذي كان مخصصا للنساء داخل الجيش لرعاية شئونهن واحتياجاتهن ولكن لتقدير الجيش لما تقوم به المرأة داخل الجيش تم دمجهن في أفرع الجيش العسكرية مثل سلاح الطيران والمدفعية والمشاة وجميع الأقسام الأمنية والإدارية التابعة له. واعتبر هذا القرار من قبل المنظمات النسائية الاسرائيلية قرارا تاريخيا واعترافا رسميا بدور المرأة المجندة داخل الجيش..
وهناك الكثير من الروايات التي تحكي قصص الموساد واستخدامه للنساء في الوصول لاهدافه ومشاركتهن في عمليات الاغتيال والاختطاف ومن أشهرها حادثة اختطاف طائرة الميج العراقية.
في شهر آب عام 1966 قام الطيارالعراقي «منير رديف» باختطاف طائرة عراقية من نوع «الميج» وهبط بها في أحد مطارات اسرائيل.
وقد هزت حادثة اختطاف الطائرة العالم واحتلت الحادثة مكانا بارزا في وسائل الإعلام العالمية، هنا قررت اسرائيل التعرف علي سلاح العراقيين عن قرب.
وكما ورد في كتاب «الموساد أفعي الارهاب الاسرائيلية في العالم» للمؤلفين «دنس إيزنبرج ويوري دان وإيلي لاندو» فإن أجهزة الموساد اتصلت بإحدي عميلاتها في بغداد للايقاع بأحد الطيارين العراقيين بغية اختطاف الطائرة.. وكانت العميلة الاسرائيلية امرأة يهودية ولدت في نيويورك وتحمل الجنسية الامريكية وتتمتع بجمال أخاذ وإطلالة لافتة بالاضافة إلي امتلاكها لثقافة عالية وسرعة بديهة وحضور جذاب فتح أمامها الأبواب المغلقة في الدوائر العسكرية والسياسية وبعد مضي حوالي اسبوعين من تكليفها بالمهمة وقع اختيارها علي الطيار العراقي «منير رديف» المعروف بانه من أمهر وأفضل الطيارين العراقيين في سلاح الجو وقد تعارفا في حفلة كوكتيل وبسرعة غير متوقعة صنعت عميلة الموساد لغة مشتركة مع الطيار «منير رديف» وبعد فترة فتح الطيار قلبه لمستمعته الامريكية التي أخذت تنسج شباكها حوله ومرت الشهور والأيام ونشأت بين الاثنين علاقة حب فاقترحت العميلة علي «رديف» السفر معا إلي باريس وبعد مرح صاخب وحياة اغراء كشفت العميلة أوراقها له واقترحت عليه الذهاب معا إلي اسرائيل بحيث يبقي ذلك الأمر طي الكتمان وأخرجت من حقيبتها جواز سفر جديد باسم مستعار وهكذا استطاعت الجاسوسة اليهودية ترتيب كل الأمور بسرعة البرق وفي أحد أيام شهر آب عام 1966 تم تركيب خزانات الوقود الاضافية علي الطائرة التي سوف يقودها «منير رديف» بعد رحلته التدريبية الطويلة المقترحة وبعد فترة من الزمن أصبحت «الميج» تحت حراصة طائرة «الميراج» الاسرائيلية التي طارت بالقرب منها وعندما شعر «رديف» بأن مرحلة الخطر زالت وأنه قد أصبح في أمان تحت حماية رفاقه اليهود. أكتشف أن الشقراء الأمريكية التي جاء إلي اسرائيل وخاطر من أجلها اختفت تماما من حياته وغادرت البلاد لتمارس عملها كعميلة للموساد في جهات أخري ويعتبر اسمها الحقيقي حتي الآن من أكثر أسرار الموساد أهمية والبوح به من المحظورات بالنسبة لجهاز المخابرات الاسرائيلي.
أشهر فتيات الموساد
- «سلفيا إيركا روفاني»:
رسامة بريطانية أوكل إليها مراقبة المناضل الفسلطيني «علي حسن سلامة» الذي راوغ الاسرائيليين طويلا ونجا أكثر من مرة من الاغتيال وقامت الجاسوسة سلفيا برصد تحركاته في بيروت واستطاعت السكن بالقرب من منزله وكما هو متوقع جاءها أمر بتنفيذ عملية الاغتيال وتم تلغيم سيارة «فولكس فاجن» بعبوة تفجر لاسلكيا عن بعد ووضعها بالقرب من الطريق الذي اعتاد موكب «سلامة» المرور منه وعندما وصل الرجل إلي النقطة المحددة في الساعة الثالثة من عصر 22يناير 1979 ضغطت الجاسوسة علي زر التفجير لتنفيذ عملية الاغتيال.
«شيرلي بن رطوف»:
اشتهرت باسم «سيندي» وكلفها الموساد بالايقاع بالرجل الذي كشف اسرار اسرائيل الذرية وهو «موردخاي فانونو» الخبير الاسرائيلي «المغربي الأصل» والذي كان يعمل في مفاعل ديمونا الذري واستطاعت «سيندي» خلال وقت قصير اقامة علاقة خاصة مع الرجل في لندن ثم استدرجته إلي روما عقب نشره معلومات عن قوة اسرائيل النووية في الصحف البريطانية وهناك كان عملاء الموساد في الانتظار لتخديره واختطافه والزج به في سجون اسرائيل.
- «شولا كوهين»:
ولدت في الارجنتين لأسرة يهودية ثرية وكانت متزوجة من تاجر لبناني ولها دور بارز في تهجير اليهود العرب إلي فلسطين وكانت تزور القدس باستمرار وقد اعتقلتها السلطات اللبنانية عام 1961 وحكم عليها بالسجن مدة عشرين عاما واعتبر زوجها شريكا لها وحكم عليه بالسجن ايضا ثم أخلي سبيله بعدما استأنف الحكم لعدم وجود شهود.
-«إيرين تسو»:
ولدت في مقاطعة شنغهاي بالصين وأمضت معظم حياتها في حي فقير وكانت امرأة لعوب وكثيرا ما كانت تظهر عارية علي مسارح هونغ كونغ وهي ليست يهودية لكنها تعلمت أسرار الجاسوسية من أصدقاء لها كانوا يعملون في المخابرات السرية، دربوها علي استخدام الادوات السرية واستعمال السلاح كما دربوها علي استخدام جسدها لانتزاع الاسرار من السفراء والعسكريين ورجال السياسة والاعمال وقد جاءت «تسو» إلي المغرب وعملت في ملهي ليلي وهناك تعرفت بجاسوس اسرائيلي وتعلقت به إلا أن المخابرات المغربية اكتشفت أمرها وألقت القبض عليها مع رفيقها الاسرائيلي وصادرت منها وثائق عسكرية هامة تخص المغرب والجزائر وليبيا وبعد التحقيق معها أدينت وأعدمت بعد أن دخلت معظم قصور الرئاسة في العالم من أبوابها الخلفية.
تسيبي ليفني والموساد
ليفني التي تتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة وسليلة عائلة العصابات عملت في باريس التي كانت وقتئذ ساحة لمعارك؛ طاحنة بين الموساد وعدد من قيادات الفصائل الفلسطينية وطموحات صدام حسين النووية. مصدر في الاستخبارات الإسرائيلية ذكر أن ليفني انخرطت في صفوف الموساد عن طريق صديقة طفولتها ميرا غال التي خدمت بالموساد 20 عاماً وهي تعمل حالياً كمديرة لمكتب ليفني كباقي المتطوعين الجدد قامت ليفني بأعمال الطلاب وتنقلت في القارة الأوروبية حيث خاضت العديد من الاختبارات التي لا تخلو في معظمها من المخاطر وتركزت معظم مهامها بالعمل كخادمة أو مديرة منزلية لبيوت عدد من المطلوبين. بعد العمل في المنازل انطلقت ليفني للعمل الميداني حيث تلقت تدريبات حول كيفية تجنيد الجواسيس وجمع المعلومات في وقت كانت إسرائيل تواجه خصومها الكثر خاصة بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت وانتقالها إلي تونس. منذ حرب حزيران 1967 وإسرائيل تتخذ من باريس محوراً لعملياتها في أوروبا بسبب العلاقات الطيبة التي تربط جهاز الموساد مع الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية وأيضاً لأن عدداً من القيادات الفلسطينية اختارت باريس للعيش فيها.
وعند سؤالها عن حرمان نفسها من علاقة عاطفية طوال تلك السنوات، قالت ليفني: «العلاقة الرومانسية تتطلب الأمانة والصدق والإخلاص بين زوجين وأنا بالطبع لم أتمكن من بناء مثل تلك العلاقة مع أحد لكن وجود علاقة قصيرة وعابرة لا يسبب أي أذي أو ضرر إن انت التزمت بالقواعد والضوابط» تقول ليفني: «لو تسألني إن كان قد طلب مني أن أنام مع شخص ما في سبيل بلادي فسوف يكون الجواب لا لكن لو كان قد طلب مني أن أفعل ذلك، فلا أعلم ما الذي كنت سأقوله فبدت وكأنها تقول: نعم من أجل بلادي!».
دنيا الوطن
د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.