{ مازال الوقت مبكراً جداً/ في ظني/ لاصدار حكم قاطع حول وضعية الكرة السودانية (افريقيا)... ومدى استعادتها لعافيتها المنهوبة ب(خطل السياسات) وسيادة (الفكر العانس). { على مستوى الاندية نستطيع ايها السادة ان نُقيّم التجربة ب(القطعة) وفقا لنتائج هذا الموسم الذي ودعت فيه الكرة السودانية ثلاثة اندية دفعت بهم الى بوابات الخروج الى العدم دون ان نُراجع انفسنا او نناقش الاسباب التي جعلت بلدا مؤسس للاتحاد الافريقي يرضى من الغنيمة بالاياب. { ماذا علينا... لا عليكم... دعونا في امر الهلال الذي يستحق دعمنا جميعاً كهلالاب ومريخاب ومورداب ونيلاب ووطنيون احرار.. حتى يستطيع هذا الفريق الشاب والوثاب ان يُسهم في رتق نسجينا الاجتماعي ومداواة جراحنا المقيمة والموقتة... في زمن استطالت فيه الجراح وتمدد فيه صوت النواح... ولا احد يُحرك ساكناً في لُجة بحيرة طبرية السودانية. { عرف الهلال الطريق الى مجموعات الكونفدرالية المستحدثة من اندماج كاس الكؤوس الافريقية وكاس الاتحاد الافريقي.. في العام 2004 وهي الفترة التي كان يتولى فيها المدرب التونسي سفيان الحيدوسي المسئولية التدريبية في النادي الازرق.. علما بانها ذات الفترة التي بدأت فيها معالم طريق الاحتراف تتضح في الهلال بشكل واضح بوجود المهاجم النيجيري الابرز والاميز «قودوين نديبسي».. ثم كلتشي ويوسف محمد.. ولكن الشيء الملاحظ في تلك الفترة بالذات ان الهلال كفريق كبير وصاحب سمعة داوية في العالمين العربي والافريقي لم يكن يعتمد الا على عدد محدود من اللاعبين تتفاوت مهاراتهم وتتفق سلبياتهم حول الشرود الذهني وضعف الثبات الانفعالي وغياب الانضباط التكتيكي.. جزء من هذه الملاحظات كانت ترافق حتى هلالي 87 /92 وهي الحقبة التي وصل فيها الازرق الى نهائي البطولة الافريقية كاكبر انجاز يحققه فريق سوداني على مستوى البطولة الكبرى. { قلة اللاعبين وقلة جاهزيتهم ومحدودية القدرات.. في اعتقادي من العوامل التي حدت من فرص تقدمنا في قطاع البطولات الافريقية طوال السنوات الماضية.. لان الوصول الى المنصات بطبيعة الحال يحتاج للاعبين اصحاب قامات اضافية ويتميزون بروح القيادة وقوة الارادة والتأثير على الآخرين.. فضلا عن الاضافة الفنية المهولة وكيفية صُنع الفارق في المواعيد الكبيرة.. وهذه مقومات تتبدى بشكل واضح في لاعب مثل «موبوتو» مع مازيمبي الكنغولي.. حيث سخّر هذا اللاعب كل امكانياته لصالح المجموعة المتميزة من اللاعبين.. فكان الحصاد باهرا وشاهقا تُوج بالحصول على العروسة الافريقية المدللة على مدى موسمين متتاليين.. وكذا الحال بالنسبة ل«الدريم تيم» الاهلاوي الذي اعتلى منصات التتويج مرد الحضور الطاغي للنجم المتوهج دوما «محمد ابوتريكة» وقبله الحارس المخضرم «عصام الحضري». { اعود واقول ان الهلال لم ينجح عام 2007 في تخطي عتبة نصف النهائي لسببين لا ثالث لهما.. اولا محدودية لاعبيه رغم تميز ذاك الفريق وظهوره كمنافس اول للظفر بالبطولة.. الامر الثاني وله علاقة مباشرة بالاول وهو التفكير التجاري الذي كان يتعامل به المدرب البرازيلي ريكاردو بعد ان فشل في تجهيز بدائل جاهزة يسد بها نقص الاساسيين وقد تبدى ذلك عندما غاب المعز محجوب وريتشارد جاستن امام النجم الساحلي.. وتواصل الامر كذلك مع كل المدربين الذين تعاقبوا على الهلال بعد ريكاردو.. دي سانتوس.. كامبوس وميشو.. اذ توقف قطار الثنائي البرازيلي والصربي عند عتبة نصف النهائي التي نتهيأ هذا العام لتجاوزها والقفز عليها الى النهائي ومن ثم التتويج بتاج البطولة بإذن الله. { ما قلته اعلاه ليس جديدا عليكم ومعظمكم لمسه او تابعه عبر مسيرة الهلال الممتدة او طالعه في هذه الزاوية في فترات مختلفة لان الشيء بالشيء يذكر وهاهو هلال 2014 يتلمس الطريق لاستعادة تلك الامجاد. { يتحد هلال 87/92/2007/2009/20011 مع اختلاف قيمة الوصول ما بين النهائي ونصف النهائي في تلك الاعوام الزواهر.. يتحد مع الارادة الصلبة وروح الفانلة الزرقاء وحب الشعار كعلامات مضيئة تربط ما بين هذه الاجيال المتعاقبة اما الاختلاف فيبدو جليا في اختلاف المدارس التدريبية واكثر منها اشتعال روح التنافس في قائمة هلال اليوم وهذه لا تحتاج لاثبات اكبر من القاء نظرة سريعة على دكة بدلاء المدرب نصر الدين النابي لنجد المعز محجوب وسامي عبد الله ومالك محمد احمد وخليفة احمد وسيدي بيه وديفيد سيمبو وبشة ومحمد عبد الرحمن ووليد علاء الدين وصلاح الجزولي وستيفن وارغو... توفر الخيارات يمنح الهلال قيمة اضافية في الذهاب بعيدا في قطاع البطولات على الرغم من ان هلالي 87/92 اديا مباريات قليلة قياسا بنظام البطولة اليوم ووجدا نفسيهما في النهائي الافريقي الحلم. { يجب ان تستفيد اجيال اليوم من اجيال الامس التي حققت للهلال هذه الانجازات وان تأخذها قدوة حسنة من اجل الوصول الى الغايات ومداهمة الحاضر الارحب ببطولة افريقية تسد قرص الشمس. فيء اخير { هلال 87/ هلال 92/ تميمة العشق الازرق بالانسجام والاحترام والاخوة الصادقة ولا ازيد... التحية لذاك الجيل الجميل. { يا اخي المهذب حقاً وصدقاً عمر بخيت... متى دعوت اخوتك في الله والوطن والهلال لجلسة ود وحب وشاي وملح وملاح في منزلكم العامر.... ؟!! الاجابة على هذه السؤال يا اخي يحمل روشتة حقيقية لبعض اوجاعنا المصنوعة جفاءً وليس كفاحاً. ياسين الشيخ _ الخرطوم