دعا الرئيس عمر البشير الحركات المسلحة بدارفور، للاستجابة لنداء السلام والدخول في وثيقة الدوحة لسلام دارفور، وذلك حتى يتم تنفذ الوثيقة بصورة كاملة، وأعلن رعايته لكل مؤتمرات الصلح بين القبائل في دارفور، حتى ينعم أهل دارفور بالأمن والاستقرار. وأكد البشير - لدى مخاطبته الجلسة الختامية لملتقى أم جرس الثاني حول السلام والأمن والتعايش السلمي في دارفور بمدينة أم جرس التشادية امس - أن العلاقات السودانية التشادية علاقات تاريخية، وتستند على الإرث التاريخي والاجتماعي بين الشعبين الشقيقين، وثمّن جهود الرئيس التشادي إدريس ديبي في حل مشكلة دارفور، وقال إن استضافة تشاد لأعمال الملتقى يعد دليلاً على مدى التقدم الذي وصلت إليه علاقات البلدين. وأكد البشير دعم بلاده للقوات المشتركة السودانية التشادية، مبيناً أنها تمكنت من بسط الأمن والاستقرار على جانبي الحدود بين البلدين، وقال سنقدم تجربة القوات المشتركة كمثال لجيراننا في المنطقة، وذلك حتى نعمل على حفظ الأمن والاستقرار في الإقليم. وقال إن ملتقى أم جرس يمثل خطوة هامة لتنفيذ المحور الأول من الوثبة التي أعلنها في يناير الماضي وهي السلام، مبيناً أن الدولة ماضية في مساعيها نحو تحقيق السلام في جنوب كردفان والنيل الأزرق.كما أشاد البشير بجهود دولة قطر لإرساء السلام في دارفور، وقال أنها عملت بصدق وأمانة من أجل حل قضية دارفور، مشيراً إلى أن قطر قدمت الكثير للسودان لا سيما دعمها لعمليات الإعمار بدارفور. وأجاز ملتقى أم جرس للسلام والأمن والتعايش السلمي بدارفور أمس توصياته ومقرراته. وأعلن المشاركون في المؤتمر انحيازهم التام للسلام ورفض الحرب، فضلاً عن دعمهم للتعايش السلمي بين القبائل و استعدادهم للمساهمة في إيقاف الدمار والاقتتال بالإقليم. وطالب الملتقى الذي عقد بمدينة أم جرس التشادية بحضور الرئيسين عمر البشير وإدريس ديبي، بتعزيز دور القوات المشتركة السودانية و التشادية في تأمين الحدود وحسم المتفلتين والخارجين عن القانون، ودعا المشاركون لعدم الإضرار بالمدنيين و المشروعات الحيوية في دارفور. وأوصى الملتقى بضرورة نزع السلاح من الجميع في دارفور مع الإبقاء عليه بيد القوات المسلحة، وناشد بالتسريع بتسريح القوات غير النظامية أو دمجها في القوات المسلحة، كما أكد ضرورة فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون. وجدد الملتقى الدعوة لحاملي السلاح للاستجابة لنداء السلام.وأشاد الملتقى بجهود دولة قطر في تحقيق التسوية الشاملة لقضية دارفور من خلال رعايتها ودعمها لوثيقة الدوحة، ودعا إلى ضرورة التأكيد على المجهودات القطرية التي تهدف إلى دعم حالة السلام والاستقرار بدارفور، مشيراً إلى الإسهامات الكبيرة التي ظلت تقدمها الدوحة في إنشاء المشروعات التنموية وقرى العودة الطوعية للنازحين. ودعا الملتقى إلى إعلاء قيم الحوار والعفو والتسامح ونبذ الحرب والعنف والتعصب القبلي والعمل على تقوية التصالحات بين قبائل دارفور. كما طالب الملتقى بضرورة إكمال الترتيبات الأمنية مع الحركات المسلحة الموقعة على السلام والعمل على الإعادة الطوعية للنازحين و اللاجئين وتوفير مطلوبات العودة لهم، وشدد على ضرورة تفعيل دور الإدارات الأهلية وتعزيز وجودها في مناطق النزاعات والتوترات. صحيفة آخر لحظة