المليارات تتجول في شوارع الخرطوم.. والمليونيرات أيضاً.. وضاقت علينا العاصمة بما رحبت.. حتى الصبر صار يركض هرباً.. هناك في شارع المطار.. الى أين؟.. لا أحد يدري.. نهاية هذا المسلسل..؟! * حاجة التاية.. وأخواتها.. وبناتها.. اللائي امتهن بيع الشاي.. وقيام البكور وحتى المساء بين نيران المواقد.. ونيران المواقف.. ونيران المحليات.. ونيران وسخافة بعض الرجال.. من أجل العيش الكريم.. والعرق الطاهر النظيف.. والعفيف.. ومن أجل حماية أسرهن.. ومستقبل أولادهن.. (لهن) جميعاً.. هذه الحكاية.. * حاجة التاية مرقت بدري شايلة (العدة) جوة القفة عدة شاهي وقهوة وحلبة ماشة تفرش في سوق بحري وناس السوق بيشكروا فيها كلمتا حلوة.. وخدمتا زينة والما عندو بيشرب ساكت لمان يلقى.. يلقى ويدي ولما تقول يا حاجة استني كانت تضحك.. وضحكتا صافية كل أولاد السوق زي ولدي وكل بنات السوق زي بتي *** آخر اليوم ترجع فرحانة حامدا وشاكر.. وشايلة خدارا تخت الباقي جوة (العلبة).. الفي السحارة باقي المدرسة لي أولادا وباقي إيجارا *** واليوم داك المرقت بدري ولمان وصلت.. ويا دوب قعدت جات الناس بي جنبها تجري وجات (الكشة) ونزلوا عساكر من البوكسي وجاها وليداً لابس رسمي وشات (المنقد) وشال العدة وقال لها قومي وجوه (النقطة) شافت ناساً تدفع.. تدفع وتمرق تمشي وجاها موظف (كرشو) كبيرة ودقنو صغيرة وشكلو أفندي وقال يا حاجة.. عليكي غرامة خمسين (ألفي) قالت ما في.. الفي (المحفظة) ما بيغتي نادا الجندي.. شيل العدة جوة المخزن ويلا أمرقي **** قالت ما في.. لكين بس أرجوك أسمعني (راجلي) مبارك (صولاً) كان في الديش من بدري بدا من جندي طول أيامو.. يحارب ويدي وأحلى سنين العمر تعدي وهسي معاشو ما بيكفي قاعدة أبيع الشاي في (الموقف) عندي ولاداً.. دايرة أربي *** قام (الراجل) ينهر فيها.. يلا أمرقي نظرت ليهو بكل شجاعة ورفعت إيدا عليهو بتدعي وقالت حقنا ليك يا ربي.. ومرقت تبكي وأول مرة.. حاجة التاية دموعا بتجري وناس السوق السمعوا القصة جمعوا براهم.. خمسين ألفي وجابوا العدة وقالوا يا حاجة عشان خاطرنا قومي اشتغلي ولله (بيحرق) بلداً خلت جاجة (التاية) دموعا بتجري صحيفة الجريدة