أبوذر الأمين وإخوته في زمن سياط (الإنقاذ).. !! ياي جوزيف لا دهشة, ولا غرابة, ولا عجب في اعتقال صحفيين (رأي الشعب) وتعذيبهم تحت أسقف زنزانات بيوت (الأشباح) الانقاذوي،، فهذه فضيحة جديدة تضاف إلي قائمة فضائحهم.. وكلما نبتعد عن (نبش) فضائح سلطة المؤتمر الوطني و(مآسيها) ، يعودون بنا مرة أخري اغلى عملية النبش، خاصة بعد انتخاب المرشح ، (القوي الأمين) الذي سيكون غدا الرئيس الأوحد، تفاجئنا هذه السلطة كل مرة ، وهي تتراجع بخطوات سريعة إلي الخلف بتخبطها. الإنقاذ تمارس تكميم لأفواه بالسياط وتضييق الخناق علي الحريات، فكيف تتم الوحدة التي تتغني بها (الإنقاذ)؟!.. وها هو جيل جديد من رجالات (بيوت الأشباح!) يظهر مرة اخري فتُعلق عليهم دولة بقايا الإنقاذ المظلمة الفاشل آمالها. نلمس نهضة عالمية كبيرة في مجالات حرية التعبير وحقوق الإنسان ومناهضة التعذيب وغيرها من الجوانب التي تصون كرامة الإنسان وتحفظ له إنسانيته كقيمة عليا لا يضاهيها شيء.. و بلا مقدمات تذكر ها نحن نقرأ ونسمع ونشاهد التعذيب والجسدي والنفسي والحبس اللا قانوني تمارسه الإنقاذ ، أهي عادة تمكينية، أم (نافعية) ؟ أم اننا يتوجب علينا أن نتقبل كلّ شيء ، ابتداءاً من فتاوى (شيخ!) مجلس الصحافة والمطبوعات و (نقيب) الاتحاد التيتاوي في خنق الحريات.. لماذا تصر (الإنقاذ!) على أن تغرد خارج سرب الرقي الإنساني؟!.. ولماذا إصرارها على نهج الهمجية و القمع والترهيب وكبت الحريات ومصادرة الرأي الآخر..؟ ولماذا عمليات الدهم والاعتقال والاستنطاق والتعذيب والاغتصاب وإصدار وتنفيذ الأحكام الصورية ضد من يخالفهم في الرأي أو الفكر .. هذه هراء مضحك، وكأن قيصر (القصر) هو من يمثل سلطة السماء يأمر بتعذيب هذا وحبس ذاك. منذ أن نشرت صحيفة (رأي الشعب) خبرًا مفاده أن: (الحرس الثوري يبني مصنعاً لأسلحة ....... في السودان)، قامت أجهزة الأمن باحتجاز ومصادرة الصحيفة وممتلكاتها وشرد الصحفيين والعاملين فيها، وأظن ان الشكوى تقدم بها (.......!)، وبالتالي قبع الشيخ حسن الترابي فى السجن مع كوكبة من صحفيي (رأي الشعب): ناجي دهب مدير العام للصحيفة وأبوذر علي الأمين نائب رئيس التحرير واشرف عبد العزيز (دوشكا) وأبو جوهرة الطاهر .. قبعوا في زنازين لا تصلح حتى للفئران، ينتظرون (مصيرهم) المجهول و يتعرضون لشتى صنوف التعذيب الجسدي والنفسي... الذي دعاني لكتابة هذا المقال، هو التعذيب والاعتقال للصحفيين وعودة الرقابة القبلية الاستثنائية ل (أجراس الحرية)، وثانيها تصريح (النفي) الذي جاء علي لسان (نقيب) الاتحاد للصحفيين السودانيين، و نشرته صحيفة الإحداث العدد (926) ، اليوم 23مايو2010م، قال النقيب: (أن الحديث عن تعرض الصحفي ابوذر وبقية صحفيي صحيفة \"رأي الشعب\" ومشرف الطباعة السماني دون الوقوف على الحقائق كاملة ليس دقيقاً).. (يا للمأساة) ... الصور كشفت الفضيحة.. والنقيب تيتاوي يرهن موقف الاتحاد من التعذيب بتوفر الأدلة الدامغة!.. ونحن نستغرب عندما يطالب (نقيب) الصحفيين بأدلة دامغة أكثر من صور الاذى والتعذيب على جسد أبوذر الأمين؟!.. هل نسيتم الجرائم البشعة التي ارتكبت في سجن (أبو غريب) العراقي ؟ يوم خرجت الخرطوم بمسيرات تضامنية هادرة وبالطبع ال (هادرة!) تعني ال (شللية!) لدي أهل الإنقاذ،، وكانت الصورة هي الدليل الوحيد الدامغ والأكيد؟؟ واعترف بهذا (الأمريكان) بعد أن هزت الصورة ضمائرهم الحية.. أين ضمائركم يا سادة؟!.. قال سبحانه وتعالي: (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا) .. و حدث ولا حرج .. فقد شارك (النقيب) تيتاوي في مظاهرة (الحذاء!) والدفاع عن الصحفي العراقي (الزيدي) .. من باب أولي كان يجب أن يتظاهر سعادة ال (نقيب) تيتاوي مطالباً بالإفراج عن الصحفيين المعتقلين من (رأي الشعب) قبل المطالبة بالدليل الدامغ على تعذيبهم.!.. كيف لهذا النقيب أن يتضامن ويقود مظاهرة للدفاع عن صحفي قذف بالحذاء، ولا يطالب باطلاق سراح صحفي اعتقل وعُذب بسبب مقال ؟!.. كيف نفهم هذا؟!.. أهي ازدواجية المعايير والنفاق؟!.. ونتساءل.. هل الصورة المنشورة ليست صورة (أبوذر) أم ماذا يقصد السيد (......)؟!.. للأسف.. ما زال التعذيب الوحشي مستمراً في زنازين أمن السلطة الانقاذاوية.. الشيء المدهش ايضاًهو رفض رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات (شمو) لواقعة التعذيب قائلاً: (لم يثبت للمجلس صحة واقعة التعذيب...) سبحان الله .. هل الأستاذ أبوذر علي الأمين وإخوته (كووا) أو حرقوا أنفسهم بأنفسهم بالحديد الساخن؟ أم ماذا؟!.. هذا حديث فيه شيء من الخذلان والتواطؤ ، ومن الأجدر الا يصدر من أشخاص عاديين ، ناهيك من ان يكونوا منتمين لجهاز إداري للصحفيين.. كيف تنتظر ان يدلى الناس امامك بواقعة التعذيب تعرض له (أبوذر) وها هو الضحية أمامك؟!.. يتحدث ويروي قصته ولم تنف أو (ينكر) جهاز الأمن الواقعة حتى لحظة كتابة هذا المقال..؟ خلاصة القول.. في الوقت الذي تبارك فيه للدول المتقدمة منجزاتها العظيمة في مجال حقوق الإنسان فان نظام الإنقاذ مازال يتمسك بفاشيته، وبالتحامق والتغابي يرتكب الجرائم الوحشية التى باتت مفضوحة في وسائل الاعلام .. العالم اليوم مطالب بموقف واضح إزاء هذه العصابات الحاكمة في (الخرطوم) وإجبارها على الرضوخ للمواثيق الدولية واحترام حرية التعبير، لا سيما وأن التعامل مع حكومة وصلت إلى سدة الحكم بالتزوير شيء مخجل، بل هو إساءة للشعب الذي عبر عن رفضه لهذه الفئة (المفسدة) والفاقدة الشرعية .. نطالب بمحاسبة الذين تورطوا في التعذيب بفتح بلاغات جنائية ضدهم ، والافراج عن الصحفيين: ناجي دهب وأبوذر الامين، وأشرف عبدالعزيز وأبوجوهرة الطاهر والعامل السماني، نطالب باطلاق سراح الشيخ الترابي أو تقديمه للمحكمة عادلة.. نطالب ب (فك تجميد) صحيفة راي الشعب حتي تعاود الصدور .. كيف يكون طعم الاحتفال بتنصيب ( القوي الامين) رئيسا منتخبا ونظامه يبطش بالآخرين..؟ أجراس الحرية