تراسيم.. نشلوني الحبايب !! عبد الباقي الظافر صديقنا المصور البارع عباس عزت .. ورغم شنبه البارز إلاّ أنه تعرض إلى عملية نشل مُنظّم الشهر الماضي ..عباس الذي قبض المرتب ..واحتاط لكل الظروف الطارئة ..وجعل (الماهية) في جيبه السري ..والذي يحتاج الوصول إليه إلى خارطة طريق..لكنّ النشال المثقف .ما أن رأى عباس وكاميرته وسترة التيّار التي تغطي ظهره..حتى انهال عليه غزلاً .. عباس احتفى بضيفه ..الذي طلب صورة جماعية مع رفاقه ..وبعد أن خرج عباس من زفة المولد ..اكتشف أنّ جيبه أصبح أبيضاً .. وعلق على حادثة نشله الطريفة \"نشلوني الحبايب وقالوا لي أنسى\" . أما صديق آخر ..فقد جاء إلى السودان في إجازته السنوية ..يقود عربة فارهة ..ويبحث عن عروس (بت) حلال ..ولكن قابلته إحداهن ..وأوهمته بأنها شغفت به حباً ..الآنسة الدكتورة ..وبعد ما لغفت قريبى ..أرادت أن تدير له ظهرها.. وانسحبت من حياته بحجة الفارق العلمي ..الصديق (الشفت) كان للحسناء بالمرصاد ..وذهب إلى أهلها بكشف حساب لم يغادر صغيرة أو كبيرة ..وأحسب أنّ الحبيبة مازالت تدفع أقساط أيام الريدة . في الأسبوع الماضي ..اضطُررت أن أدخل إلى المناطق المحررة من سوق جاكسون بالخرطوم ..وهي محررة بسبب قلة التواجد الشرطي فيها ..دخلت إلى هناك ويدي على (جيبي ) ..انتبهت إلى شافع يافع يتبعني كظلي ..وقفت عند بائع فوقف إلى جانبي ..أردت أن أرسل له رسالة .فسألت صاحب البضاعة عن قبيلة النشالين ..الرجل لم يطمئنني ..وقال لي \"تتنشل هنا ولو لابس كاكي \" ..النشال اللطيف تدخل في المحادثات الثنائية \"يا عمك الزيك دا ما بيتنشل.. بس أدينا حق المواصلات \" ولم أجد بُدّاً من مكافأة الرجل على صراحته بمنحه واحد جنيه خصماً على بند الشفافية . النشل في السودان خشم بيوت ..ففي بداية عهد الإنقاذ الطويل ..صدر قرار بتعيين محافظ ..ويوم أداء القسم حضر إلى المناسبة رجلان يحملان ذات الإسم ..مسؤول رفيع اجتمع بالمحافظ (التايواني) وأراد أن يقنعه بمسألة تشابه الأسماء ..إلاَّ أنّ الرجل أصرّ على الاحتفاظ بالمنصب المرموق ..واقنع الحكومة أنّ قبيلته نحرت النوق ..واحتفلت بالتعيين ..ولا يمكن أن يرتد إليهم حسيراً..فما كان من الثورة المنقذة إلاّ أن ارتضت الأمر الواقع وتم تدبير وظيفة أخرى للمحافظ سيد الاسم ..و(عاشت الأسامى). هذه الأيام سانحة طيبة للنشل السياسي ..فإذا رأيت مسؤولاً سابقاً منسياً ..وقد عاد إلى واجهة الصحافة ..أو أطلّ على الشاشة البلورية..فاعلم أنّ الرجل يبحث عن فرصة وزارية ..المشكلة أنّ فرص النشل واسعة ..لأنّ الوظائف الوزارية على قفا من يشيل ..فنحن نقترب الآن بشدة من لقب بلد الألف وزير . التيار