هناك فرق بالضبط .. كحذاء السندريللا ! منى أبو زيد الأمير الذي أدرك بعد رقصة واحدة عاش تفاصيلها مع فتاة عابرة أن تلك الفتاة هي شريكة العمر التي يريد أن يقضي بقية عمره ثم يشيخ إلى جانبها لم يستسلم للظروف أو المنطق الذي القائل بضياع تلك الفتاة من يده ورحيلها عن عالمه إلى غير رجعة بل راح يقلّب في طوب الأرض بحثاً عن امرأة بمثابة قَدَرْ ..! مستعيناً على الواقع المُحبِط بمقاس فردة حذائها التي نسيتها - أو ربما تناستها عامدة - بخصوبة خيال المرأة الذي قد يخترق الحُجب ويبدد المستحيل، عندما يتعلق الأمر برجل اختارت هي أن تكون نصفه الأبدي ..! قصة الحذاء الذي لا يطابق مقاس قدم أي فتاة سوى (سندريللا) .. فكرة موغلة في الرومانسية على الرغم من سذاجتها إذا ما نحن أخضعناها لجفاف المنطق القائل بأنّ للأحذية مقاسات بأرقام محددة تناسب جميع الأقدام المتشابهة في حجمها، إنما تظل سذاجة الرومانسية اللذيذة تلك أقرب إلى نفوس البشر من رصانة المنطق (المسيخ) ..! الغريب أنّ الكثيرين يصرون على إسقاط فكرة أسطورة فردة حذاء (السندريللا) على واقعهم مع شركاء العاطفة .. فالبعض منا - والذي تُمثِّلُه رمزيَّة الأمير في تلك الأسطورة - يُصر على التمسك بفكرة أو رؤية وجدانية لمواصفات معينة قد تضيق على البعض وقد تتسع عن البعض الآخر .. إذ على الرغم من كل شيء يظل بعض الناس مخلصين لفكرة (الشريك المُطابِق) .. الأمر الذي تتضاءل معه فرص نجاح فتوحاتهم العاطفية .. ف مشكلة نظرية (فردة الحذاء العاطفي) تلك هي أنّ الأمير قد يتعثر ب (السندريللا) ذات المقاس المناسب وهو يسير جنباً إلى جنب مع شريكة أخرى .. منحته حياة عميقة متجذرة .. ومفعمة بالتفاصيل التي يصعب - أو يستحيل - معها – أن يخلع الحذاء عن قدم هذه .. لينحني تحت قدمي تلك .. لكنّ بعضهم – أي الرجال - رغم ذلك يفعلون ..! متناسين أنّ شريك الحياة ليس قالباً مصبوباً من الأسمنت المسلح .. كما وأنه ليس عجينة رخوة/لدنة .. نمتلك آليات عجنها وتشكيلها وفقا لمعطيات شديدة الخصوصية والأنانية .. وبالتالي فليس من العدل أبداً أن نلوم أحدهم على اكتشافنا المتأخر لعدم ملاءمة تفاصيله لمقاييسنا العاطفية ..! أسطورة فردة حذاء السندريللا تصلح كتأصيل طريف لكلمة (فردة) الدارجة عندنا - والمتحدرة من لغة الراندوك ربّما – والتي تعني الصديق الصدوق .. أو الشريك المطابق للمواصفات والمقاييس العاطفية .. والتي ترتبط في دلالاتها المتعددة بالمعايشة والالتصاق .. هي تجذير أنيق للفكرة على أية حال..! معظم أبطال حكايات الفرد العاطفية – أشقياء بالضرورة - لأنهم يؤمنون بأنّ الروح نصف دائرة هائمة تبحث عن نصفها – الوحيد - المفقود .. بينما يسعد أصحاب فلسفة (صناعة الشريك) .. الذين يؤمنون بأنّ القليل من (التصليح) والسمكرة لا يضر .. وأنه لا شيء في المقاسات العاطفية اسمه (بالضبط) ..! التيار