تراسيم.. من حفر حفرة!! عبد الباقي الظافر اتّهم الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي الفريق كول ديم رصفاءه في الجيش السوداني، بدعم القائد المنشق العميد قلواك قاي، وأسند اتهاماته بأسر شاويش يتبع للقوات المسلحة. الاتهام الجنوبي تَصَدّى له الناطق باسم الجيش المقدم الصوارمي خالد سعد.. ونفاه قائلاً: (القوات المسلحة والجيش الشعبي هما نواة للجيش السوداني في المستقبل ولا يُعقل أن نقوم بمجاربته).. إلاّ أنّ المقدم الصوارمي استدرك نفيه قائلاً: (حتى في حالة اكتشاف ذلك، فإنّ الإجراء المُتبع هو رفع شكوى اللجنة العسكرية المشتركة)..أهمية الاستدراك تُؤكّد احتمالية حدوث مثل هذا الأمر. على صعيدٍ آخرٍ، اتهم الأستاذ ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية، حزب المؤتمر الحاكم بالتلكؤ في تكوين مفوضية استفتاء أبيي، وقال عرمان إنّ المؤتمر الوطني رفض أكثر من اسم لرئاسة المفوضية المُقترحة. ليلة الأمس فقط، بدأ مجلس شورى الحزب الحاكم مُناقشة رؤيته حول الاستفتاء.. وأكّد رئيس مجلس الشورى أبوعلي مجذوب أبوعلي ثقته في تصويت أهل الجنوب للوحدة حَال توافر خيار الحرية الكاملة للمقترعين في أرض الاستفتاء، وفي توقيت غريب بدأت نُذر حرب قد تمنع الحياة دعك عن الاستفتاء.. ففي معركة واحدة حَدَثت يوم الجمعة بين الجيش الشعبي والقائد المنشق الفريق جورج أتور وقع ما يزيد عن السبعين قتيلاً.. وفي معركة أخرى ضد المنشق العميد قلواك قاي، احتسب الجانبان نحو \"عشرين\" من الأنفس، بل إنّ نيران صديقة التهمت ما يزيد عن \"عشرة\" أفراد من الجيش الشعبي وهم يتعقبون العميد المتمرد قلواك قاي. ليست الحرب وحدها التي تحصد أرواح أهل الجنوب.. مساعد الأمين العام للأمم المتحدة وصف الأوضاع هنالك بأنّها في غاية الخطورة.. وان ربع أهل الجنوب يُعانون المسغبة الآن.. والربع الآخر في الانتظار.. بمعنى أنّ كل المشاركين في الاستفتاء القادم.. ما بين الموت حرباً أو الموت جوعاً. من الخطر أن يسعد الحزب الحاكم وهو يرى شريكه الجنرال سلفا كير في حالة حصار.. ومن الأخطر ان حسبتها الخرطوم خطأً، وظنّت أنّ مثل هذه الأوضاع قد تعرقل الاستفتاء القادم، أو تُغيّر في نتيجته المتجه نحو الانفصال. مَخاطر هذه الإستراتيجية سَتُعجّل من الانفصال.. وربما جعلت إعلان الانفصال يأتي من برلمان الجنوب، ويجد المباركة والتأييد من العالم.. الوقت أصبح مُتأخراً جداً لإنقاذ الوحدة.. عليه يجب أن يعمل الجميع من أجل انفصال سلسٍ وسلميٍ. الحرب تحتاج لطرفٍ واحدٍ لاشعالها.. والسلام يحتاج لطرفين لصناعته، وأطراف عديدة لصيانته. أيّة كوارث في دولة الجنوب القادمة ستتم إعادة تصديرها للخرطوم، نزوح ولجوء، والأخطر دعم حرب جديدة في دارفور. للأسف بيتنا السوداني كُله مَصنوع من زجاج شَفّاف وقابل للكسر..! التيار