أجندة جريئة. اشتعل السوق..أين الإطفاء..!! هويدا سر الختم إرتفاع أسعار السلع الاستهلاكية الذى صاحب فترة الحملة الانتخابية وانطلاقة الاقتراع..لا يزال حتى الآن.. بل إنّ هناك سلعاً أخرى غشيتها موجة ارتفاع الأسعار..الدكتور صابر محمد الحسن محافظ بنك السودان المركزي صرّح لوكالة رويترز للأنباء الشهر الماضي أثناء حضوره مؤتمراً مالياً بالبحرين بأنّ ارتفاع الأسعار في الخرطوم بسبب (مزيج من التضخُّم الوارد) ويُغذّيه ضعف العملة.. والأهم في الأمر تبريره بأنّ ارتفاع الأسعار يرجع إلى (سياسة نقدية توسعية لمواجهة تداعيات التباطؤ العالمي).. هذه التصريحات ذكرتني ب(اسكتش) كوميدى قدمته إحدى الفرق الفنية يحاول عكس واقع استخدام عبارات فلسفية مُعقدة أحياناً من باب( التتويه) من القضية الأساسية..وأحياناً أخرى من باب إدّعاء المعرفة..لست بخبيرة اقتصادية بيد أنني أعلم في الاقتصاد بالقدر الذي أتاحته لي دراستي له قبل تخصصي في الصحافة والنشر.. وأيضاً بالقدر البسيط الذى يعلمه أي مثقف..لذا اندهشت لتعبير(سياسة نقدية توسعية لمواجهة تداعيات التباطؤالعالمي).. نحن دولة مُتخلّفة لاتساهم ولو بمقدار 1% من حركة الاقتصاد العالمي.. بل إنّ تصريحات وزير المالية أثبتت أننا لم نتأثر بما يجرى في العالم من إنعكاسات الأزمة المالية العالمية..هذا إذا كان المقصود بالتباطؤ العالمي الأزمة التي يمر بها العالم المتقدم..عن نفسي أُحلل بأنّ الأمر يرجع إلى (سياسة نقدية توسعية لمواجهة الحملة الانتخابية) الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع التضخم.. والآن يريد محافظ بنك السودان (لخبطة) الأمور مرة أخرى بالتحلل من الدولار واستخدم سلّة جديدة من العملات وغيرها من السياسات التي وإن أصابت فهي سياسات طويلة بعيدة المدى.. ونحن في حاجة إلى سياسات عاجلة قصيرة المدى لمحاصرة التضخم وخفض أسعار السلع التي تشهد ارتفاعاً جنونياُ..المواطن السوداني تعب من كثرة الانتظار لصلاح الحال.. حلم بالبترول وبالرفاهية حتى تغنت بها الفرق الكوميدية(بيت ملك عربية صالون..وبتوغاز بدل الكانون).. وحينما استُخرج البترول وتم تسويقه سُوِّقت معه أحلام هولاء الغلابة.. ثم أُعلنت بعض السياسات(الغاشمة) مثل سياسة التحرير وغيرها فتعشم المواطن في رخاء المعيشة..واتضح أنّ (حلم الجيعان عيش).. ثم أتت الانتخابات وحلم المواطن بوضع جديد ووجوه جديدة تقف في وجه السوق الظالم..فلم تأت وجوه جديدة وحتى الآن ليس هناك وضع جديد والسوق يكشر عن أنيابه الصفراء.. ولا نريد أن نعجل بالحكم على الوضع الجديد.. ولكن في المقابل لن يستطيع المواطن انتظار ترتيب وتهدئة الساحة السياسة..لا بد من إجراءات عاجلة تحتوي إنفلات السوق واشتعال الأسعار.. وكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته. التيار