حروف كروية الهلال أجاد النزال واستحق الانتصار! عبد المجيد عبد الرازق من حق جمهور الهلال الذي احتل شوارع العاصمة المثلثة أمس وكسا ليلتها باللون الازرق، من حقه أن يفرح ويغني بعد أن أهداه نجومه نصراً مستحقاً على المريخ اعاد الثقة والروح والامل في الاحتفاظ باللقب للموسم الثاني على التوالي، ونال شرف أول فريق يعطل المريخ وينتصر عليه وكان يمكن ان يضاعف النتيجة لو ركز امبيلي في الفرصة الذهبية في الشوط الاول أو استغل هفوة طارق مختار التي أنقذها محمد كمال وهي حسنته الوحيدة في المباراة. حَقّق الهلال فوزاً مستحقاً بنجومه الذين قَدّروا المسؤولية وأثبتوا عملياً أنهم أهل لها بعد أن تفوقوا على المريخ وأدّوا المباراة بروح قتالية كان واضحاً انهم جاءوا بهدف واحد هو الفوز ولا شئ غيره، فكان الاداء الجماعي والمؤازرة في الدفاع والهجوم خاصة في الشوط الثاني وتوّج مهند الطاهر جهد زملائه بهدف من مَاركَته وأثبت البديل كاريكا انّه هداف خطير يستحق أن يكون في التشكيلة الرئيسية. وخسر المريخ المباراة لانه صدق ما يكتبه إعلامه رغم اننا حذّرنا وقلنا ان الهلال هو الهلال حتى لو تذيل الترتيب وان خسارته من هلال كادوقلي وحي العرب لا تعني انه اصبح ضعيفاً ويمكن ان يخسر من المريخ بكل سهولة. وخسر المريخ لان جهازه الفني لا يجيد قراءة مُنافسيه ولايعرف قدرات لاعبيه وهو في كل مباراة يأتي بتشكيل جديد خاصة في خط الدفاع ويلعب الفريق بدون خطة واضحة كل يلعب (على كيفه) ومن لا يحترم خصمه ولا يبذل داخل الملعب مصيره الخسارة وان كان المريخ قد فاز على كل فرق الممتاز فان الهلال غير ولاعبيه غير ومدربه غير!!! مبروك للهلال الذي اعاد الروح للمنافسة واشعل الدورة الثانية لان خسارته كانت تعني قتل البطولة، وقد اصطاد اكثر من عصفور بحجر اولاً بنيل الثلاث نقاط التي ضيقت الفرق بينه والمريخ وجددت أمله، وثانياً نال شرف اول فريق يهزم المريخ في الدورة الأولى ونال أيضاً شرف هزيمة المريخ بملعبه وحافظ على استقراره الاداري والفني. مبروك للهلال وهاردلك المريخ الذي نتمنى أن يستفيد من الخسارة وان كان هناك عذر فهو الغياب الجماعي لخط هجومه. (ماما آفريكا) ان كانت الشعوب المحبة لكرة القدم تنتظر كل أربع سنوات لتعيش المتعة الحقيقية مع نهائيات كأس العالم التي تعتبر مهرجانا لسحرة المستديرة والاستمتاع بفنهم الكروي وكل مايصاحب المونديال العالمي من زخم داخل وخارج الملاعب من اللاعبين والمشجعين والوقوف على آخر ما انتجته عقول المدربين من أساليب جديدة في خطط اللعب بعد أن أصبحت كرة القدم علما وتعددت المدارس ولم تعد الانتصارات تعتمد على المهارة، كما علمنا دوري ابطال اوروبا الاخير بخروج ريال مدريد صاحب اغلى النجوم وبرشلونة الذي يضم الافضل. فان نهائيات كأس العالم 2010 التي تنطلق اليوم في جنوب افريقيا لها طعم مختلف خاصةً لسكان القارة السمراء التي تحتضن هذا الحدث لأول مرة في التاريخ ولم يكن احد يتوقع ان تنال قارة افريقيا شرف تنظيم المونديال العالمي وهي القارة التي تعاني الفقر والحروب يصحو أهلها وينامون كل يوم على اصوات الرصاص وتتفتح اعينهم على شلالات الدماء ومن لا تأخذه الحرب والعصابات يكون ضحية للامراض. ولكن ظلت كرة القدم هي التي تعطي الامل لشعوب القارة فرغم المعاناة قدمت أفضل وأعظم اللاعبين للكرة العالمية الذين اثبتوا انها قارة غنية بالمواهب في كل الالعاب وعلى رأسها ألعاب القوى وكرة السلة وكرة القدم وقد وجدت دول اوروبا ضالتها في المهاجرين فمنحتهم جنسياتها فحققوا لها أعظم الانجازات دون ان نحدد. كرة القدم اعطت الامل للافارقة حتى اصبح حلم كل بيت ان يكون في أسرته نجم مثل جورج ويا وعبيدي بيليه وايتو ودروغبا ومايكل إسيان وغيرهم من النجوم الذين حققوا مجداً لأنفسهم ولبلدانهم واصبحوا يمثلون ثروة قومية، وقدموا الكثير لشعوبهم على مستوى المنتخبات أو مساعدات اجتماعية في الصحة والتعليم وغيرها من الاعمال الانسانية لكل شرائح المجتمع. بكينا مع شعب جنوب افريقيا بعد ان خسروا فرصة تنظيم مونديال 6002 بعد ان عشنا ذلك المشهد الحزين الذي نقلته الفضائيات من ساحات جنوب افريقيا، حيث كان الجمهور ينتظر لحظة الإعلان وذرفنا دموع الفرح لحظة إعلان الفوز بتنظيم مونديال 0102 وكنا نخاف أن تنتصر اصوات النشاز الذين لا يرون في افريقيا غير الحرب والفقر والامراض. وقد أوفى جوزيف بلاتر بوعده لافريقيا بمنحها فرصة تنظيم المونديال وقال كلمته الشهيرة: (إنّ الوقت قد حان لتأخذ أفريقيا فرصة تنظيم كأس العالم)، وكان احد بنود برنامجه الانتخابي عندما تقدم بترشيحه لرئاسة «فيفا» 8991 واكد لي شخصياً التزامه في حوار أجريته معه على شرف مونديال ذلك العام بفرنسا وقد رد له الأفارقة الجميل في الانتخبات الاخيرة حينما أعلنوا وبالاجماع من خلال الجمعية العمومية التي عقدت بالخرطوم على شرف احتفالات العيد الخمسين للاتحاد الافريقي دعمه لولاية جديدة حتى يحضر المونديال التاريخي الذي يبقى في سجله كاول رئيس ل «فيفا» شهد عهده مونديال في أفريقيا، ويحسب أيضاً إنجاز للسيد عيسى حياتو كأول رئيس للاتحاد الافريقي يقام كأس العالم في القارة في عهده. كأس العالم حدث كبير يسعد الأفارقة وستشهد القارة هدوءاً في الحروب وسيكون العرس بلسماً شافياً للمرضى ودعما للفقراء وابتسامة للشفاة المحرومة وسيؤكد الافارقة قدرتهم على التنظيم ونأمل ان يكون منتخب جنوب افريقيا (البافانا بافانا) او الاولاد في مستوى الحدث ليحققوا اليوم الفوز على المكسيك وان يصعدوا على الاقل للدور الثاني حتى لا يكون اول منتخب يخرج من الدور الاول في تاريخ كأس العالم من الدول المستضيفة ولنغني جميعاً (لماما آفريكا). ونأمل ان نشاهد اليوم رمز الحرية المناضل نيلسون مانديلا حاضراً لأنّه عريس الحفل بعد ان ضحى بشبابه وربيع عمره دفاعاً عن الحرية وكما قال بلاتر: اتمنى ان يكون مانديلا حاضراً رددناها معه وما زلنا نذكر مشهد رقصته وهو يرتدي قميص منتخب بلاده في نهائيات أمم أفريقيا التي استضافتها جنوب افريقيا في العام 6991 ونتمنى ان يتكرر ذلك المشهد العظيم. وأحزن اليوم وأنا بعيد عن الحدث الذي تَعَوّدت على أن اكون في قلبه وسأفتقد لقاء اصدقائي والاستمتاع بالمباريات من داخل الملاعب والهرولة نحو الأخبار وجلسات المراكز الاعلامية. الرأي العام