[email protected] مشكلة الكهرباء.. وما أدراك ما الكهرباء، عقود وسنوات مرّت ومازالت مشكلة الكهرباء تؤرق المواطنين، طرق وجسور وكباري وأبنية شُيدت وتنمية وتطور شمل مجالات عديدة، وهاجس الكهرباء لا زال يلاحق المواطن... منذ عام تسعين حينما كان شهر رمضان في الصيف اللهيب، كانت هناك إشكالية كبيرة في استمراريتها لحين حلول موعد الإفطار، وكان الصائمون يبللون الملابس لتلافي حرارة الجو، منذ ذلك الحين أي قبل نحو العشرين سنة ونحن نعاني مرارة الحرمان من الكهرباء والتي تعتبر من ابسط مقومات الحياة الإنسانية... وعود بعدد سكان السودان لحل تلك المعضلة، وهكذا تذهب الوعود أدراجها ( وعينك ما تشوف إلا النور.. دا لو في نور).. الحكومة استطاعت إيقاف حرب استمرت لنحو ربع قرن ولم تستطع توفير جزء هام لحياة إنسانية كريمة وهي الكهرباء.. وكثيراً ما سمعنا عن سد مروي الذي كان الأمل الكبير للمواطنين لحل مشكلتهم الكهربائية، وهيهات.. بل أحسب أن السد قد سحب الكهرباء المتبقية وبات الناس يتقربون من ضوء القمر ليشاهد بعضهم البعض... هل تعلم عزيزي القارئ أن الدول المتحضرة عندما تود قطع التيار الكهربائي لمدة عشرة دقائق يتم إخطار وإبلاغ المواطنين عبر وسائل الإعلام المختلفة ويتم تحديد موعد القطع وعودة التيار بالدقة والدقيقة، وكذلك الأمر بالنسبة لدول الخليج، وللعلم.. قطع التيار الكهربائي في تلك الدول يكون نادراً، ونحن نادراَ ما تستمر الكهرباء ليومين متتاليين، وحتماً.. القطوعات المستمرة لها آثار سلبية تنعكس على العملية الإنتاجية، وتسبب تلف للأجهزة الكهربائية، وتؤثر على التحصيل العلمي، تخيل.. أن هناك ممتحنين، وكانت الكهرباء مقطوعة طوال فترة الليل، حتماً ستؤثر على النتيجة، إن لم تكن النتيجة مخيبة للآمال.. انظر للكارثة إن كانت هناك عملية جراحية طارئة، وانفصل التيار الكهربائي والمريض داخل غرفة العمليات..أقتراح من أراد إجراء عملية جراحية أن يستأجر (مولد كهربائي) وصدقوني أضمن من سد مروي...عزيزي القارئ يمكن أن نفقد أرواح بسبب الكهرباء...والمواطنين قاموا بواجبهم، وأصبحوا يدفعون قيمتها مقدماً، لاحظ تدفع مقدماً نظير خدمة احتمال أن تجدها والاحتمال الأكبر أن تجدها على شكل.. رهاب.. والمواطنون بعد الجمرة الخبيثة باتوا أكثر الشعوب اقتصاداً للكهرباء، إن وجدت، حيث تجد المدن والأحياء تعبق في ظلام دامس، تحسبهم نيام، واختفت الإضاءة في الشوارع، ومن الممكن أن تسمع أصوات ناس يتسامرون ولا تجدهم... يا للعجب.. ننتج ونصدر النفط ونعاني من أزمة كهرباء مزمنة.. امكن أدونا عين.