حديث المدينة حكومة ال(77) ..!! عثمان ميرغني وزارة جديدة.. لكنها قديمة (لنج).. بعض الأسماء المؤسسة لحكم الإنقاذ احتفظت بذات المناصب التي شغلتها سنين طوال.. وبعض الأسماء تحولت إلى مواقع أخرى.. وقليل من الأسماء التي ربما دخلت لأول مرة.. وأسماء أخرى أطلقوا عليها مصطلح (شباب).. رغم أنّ السيد ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا بحالها عمره ربما أصغر من أشبّ وزير في وزارتنا الجديدة.. مع ذلك المشكلة لا يجب أن تكون في الأسماء.. على الرغم من القاعدة المتبعة في السودان والتي تنص ( الوزارة بالوزير.. يا طارت يا يطير).. لكنها في العدد الكبير والجيش الجرّار من الوزراء (35 وزيراً) ووزراء الدولة (43 وزيراً) ليبلغ الإجمالي (77) وزيراً.. المشكلة الأكبر في الفلسفة التي بُني عليها تحديد عدد الوزراء.. الترضيات السياسية والجهوية بل والقبلية.. توزيع (الكيكة) بما يُرضي الساسة لا بما يرضي الشعب.. وكأني بالتشكيل الوزاري هو حل لمشكلة الوزراء لا مشكلة المواطنين. وليست المشكلة في أنّ هذ االجيش سيحتاج إلى مُخصّصات وسيّارات.. وأنّ ما يُصرف على جيش الوزراء كافٍ لحل مشكلة مدينة كاملة وعدّة قرى في أقاصي السودان- وما خُفي أعظم- فحسب.. بل في مفهوم منصب الوزير.. فالطريقة التي سُميت بها الوزارات تعني أنّ الحكومة افترضت أنّ الوزير هو (الموظف التنفيذي الأول) في الوزارة.. صاحب القلم الأخضر الذي بيده تسير أو (لا) تسير الوزارة.. رغم أنه وصل إلى الوزارة بحكم (التسويات والترضيات) لا بحكم الكفاءة والتخصص.. عدا القلة التي تصادف أنها في ذات التخصص وتسندها الكفاءة.. فكأنما حُكم على الشعب أن يدفع (مخصصات ترضية!) لوزير هو نفسه (ترضية!).. ومع ذلك لا يقبض الشعب ثمن ذلك كفاءة في العمل والعطاء.. فيغرم الشعب مرتين .. مرة في كلفة مخصصات الوزير.. وأخرى في أخطاء الوزير في تسيير الوزارة. الحكومة الكبيرة تصنع شعباً صغيراً.. والحكومة الصغيرة تهب شعباً كبيراً.. فلماذا نسير عكس عجلة الزمن.. الوزارة في حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية من (15) وزيراً فقط.. ويطلقون عليهم اسم (السكرتير) وليس (الوزير).. لبلد تعداده أكثر من (300) مليون ويمثل القوة العظمى الرئيسة في العالم.. لماذا نُدمن الترضيات السياسية رغم أننا نبكي ونعاني من رهق الجهوية والقبلية والطائفية؟.. لماذا نصرُّ على مبدأ (وداوني بالتي كانت هي الداءُ)؟.. ألم يكن جديراً بنا ممارسة نوع آخر من التسويات والترضيات.. مع الشعب لا الوزراء؟.. فالمواطن يبحث عن حل لمشاكله الحياتية لا لبهجة وجاه تمثيله جهوياً في الحكومة.. من الأجدر أن تعيد الحكومة النظر في هذا العدد الكبير من الوزراء.. أضعف الإيمان أن نفترض أنها حكومة لنصف عام.. حتى موعد الاستقتاء على مصير جنوب السودان.. وبعدها لا بدّ من حكومة جديدة وفق الواقع الجديد..!! التيار