سعيد عبدالله سعيد شاهين/كندا تورنتو [email protected] أولا لا بد أن نزجى التهنئة لكم على هذه الثقة التى أولاكم إياها السيد/ رئيس الحركة الشعبية رئيس حكومة الجنوب النائب الأول لرئيس جمهورية السودان . كما أن إختيار إسم الوزارة وتسميتها بوزارة السلام جاء لتأكيد مدلولات ومحاولة إلباسكم حلة (الزفاف) القادم والذى سيتم عقد قرآنه رسميا فى التاسع من يناير 2011 وسيحضر هذا الحفل أهل الإختصاص شعب الجنوب . إن إختياركم جاء من قبل القائد سلفاكير ميارديت ،لإرواء ظمأ حب السلام المتمكن فى كيانك بالكامل ، وهذا الحب للسلام أقولها بصراحة شديده ، مسألة نسبيه إلى أن ترسى سفينة (الليله ديك) أمام( منزل الزوجيه) . ونتمنى أن يكون ضمن (البيت الكبير) والذى يمتد (حوشه) من نمولى إلى حلفا ومن شواطىء البحر الأحمر إلى ألجنينه . عزيزى باقان ، أنت اليوم الأمين العام للحركة (القابضه) زمام السلطه والمال فى الجنوب ، هذا الجنوب ومعه كل السودان صار يلهث وراء سلام مستدام منذ إنهيار( سد) المناطق المقفوله الوهمى والذى أتمنى حقيقة مراجعة دفتر يومياته بكل تأنى وأعنى تحديدا فترة إصدار قانون المناطق المقفوله حتى إنهياره بعد إستقلال السودان . ماذا حقق هذا القانون للسودان ككل ؟ وماذا إستفاد إنسان الجنوب تحديدا من فترة الإنغلاق تلك ؟ ومن دفع فاتورة الحرمان من التواصل بين شطرى الوطن فى تلك الفتره ؟ كمية الفاقد التربوى والوظيفى والإقتصادى ومواكبة التطور والرقى ، لدرجة وصل العجز فى إيجاد الكفاءات الجنوبيه لملىء الوظائف عند السودنه . بل حتى ما هو المردود بنسبة التواصل مع دول الجوار الإفريقى بحجة الإبعاد من تسلط الإستعمار العربى !؟ وتواصل هذا بكل أسف حتى يومنا هذا نسبة للشتات التى أصاب المواطن الجنوبى نتيجة الحروب طيلة فترة ما بعد الاستقلال . ولا بد لنا جميعا أن نتجاوز ما أصبح يسمى بالمظالم التاريخيه لإنسان الجنوب ، وهو حقيقه أريد بها باطل الحقيقة فى ما جرى من بعض أبناء هذا الشعب فى مرحلة تاريخيه عالميه مر بها كل الشعب الإفريقى وهى مرحلة من مراحل الأنانية البشريه القذره والتى تتوجت بالآلة الراسمالية الطاغطه اليوم على أنفاس الضعفاء فى كل أنحاء المعمورة ، وهى (عولمة) ذلك الزمان بمقاييس التسميات . تلك الحقيقه أن( فعلا قذرا) يتنافى حتى مع الدين الذى يدين به من مارسوا هذا الفعل القبيح بكل ماتحمل الكلمة من معنى ، أما الباطل فى هذا الأمر هو إلباس هذا الأمر لكل شعب السودان بإعتبار أنه مارس هذا الفعل بكل ألوان طيفه وفئاته .إن المحاسبة التاريخية يجب أن تطال الجناة وليس كل الشعب السودانى وتحديدا الشمالى . وإلا وبنفس المنطق فيجب محاسبة كل الشعب الألمانى عن جرائم هتلر ، وكل الشعب الروسى عن جرائم ستالين . حقيقة سيدى باقان وزير السلام ، أقولها بصراحة إنه تجنى واضح لصفوة لها مصالحها الآنيه لإلباس أمر الرقيق لكل مواطنى الشمال ومنهم من لم يعايش هذا الفعل . والدليل على براءة مواطنى الشمال من هذه الجريمة القذرة فى حق إخوانهم بالجنوب هو هذا التواصل الشعبى بين المواطنين فى الحياة اليومية وفى أقصى درجات الإحتقان إبان الحروب التى كانت تدور رحاها فى الجنوب وكمية الأرواح الشمالية التى كانت ضحية تلك الحروب خلاف المذابح التى حدثت للتجار والموظفين الشمالين بالجنوب ولم يقابلها ردة فعل فى الشارع الشمالى تجاه إخوتهم الجنوبين بل كانوا يأكلون طعامهم معا . فقط الإنفلاتات التى حدثت بخصوص شائعات مقتل بوث ديو ابان اكتوبر وعند مصرع الراحل د/ جون قرنق ، وكانت هذه ردود فعل طبيعيه للدفاع عن النفس وإنتهت بأقل الخسائر واسرع وقت ، لأن الحقد أساسا لم يكن متمكنا فى قلوب أهل الشمال تجاه إخوتهم بالجنوب ، و لقد شهدت بنفسى أن هناك أسر حمت بعض الإخوة الحنوبين إبان تلك الفتنه الهوجاء . بل حتى فى تاريخنا المعاصر ، ألم تكن ثورة إكتوبر بسب شعور مواطنى الشمال بالظلم الواقع على أهل الجنوب إبان حكم نوفمبر ؟ هذا الحكم الذى إضطهد أهل الشمال أضعاف مما إضطهد أهل الجنوب ويكفى مدينة حلفاالجديده شاهد على الإبادة الحضاريه للتراث السودانى الضارب فى عمق التاريخ . وحتى إنتفاضة أبريل كانت بسبب حرب الجنوب أيضا، إذن مواطنى الشمال كانوا يشعرون حتى النخاع بكل آلآم إخوتهم فى الجنوب ، مما إستدعاهم للقيام بإنتفاضتين أذهلت العالم ، ضد طغم عسكريه من أجل مظالم لحقت بإنسان الجنوب خاصة والسودان عامة . نعم الجنوب عانى من كل إفرازات التهميش ، والحقيقة أيضا أن كل السودان إجتاحه نفس الفايروس ، ويكفى أن أحد قادتكم السياسين ، عندما زار الشماليه إكتشف سر عدم تمرد الشماليين ، لأنه لا توجد لديهم غابات !؟ إن التاريخ يثبت إن الإسترقاق لم يطال الإنسان الجنوبى وحده إنما طال كل أهل المديريه الشماليه بمسماها السابق بجانب كل مواطنى شرق وغرب السودان بل حتى الوسط ، وحتى تارخ يومنا هذا ما زال هذا الإسترقاق ساريا ، وهو من قبل ما أصطلح على تسميته بالطائفيه ، والمتمثله فى بركات (ناس) سيدى !؟ حيث يؤخذ ناتج عرق وجهد المزارعين وغيرهم لصالح آل البيتين الكبيرين ، وبركاتك يا سيدى ؟وكانوا رصيدا إنتخابيا ثابتا فى عهد الديمقراطيات المبكى عليها !حيث الإشارة هى السائده وسيدى قال هى كلمة السر والتعليمات ؟ حتى كان التفاخر فى عز وهج الديمقراطية أنه لو رشحنا (حجر) فى هذه الدائرة لفاز (الحجر) وليس البرنامج . هل عرفت أو إكتشفت حقيقة إلإستقبال الخرافى لكم بقيادة د/ جون قرنق عندما وصل مطار الخرطوم وضاقت به الساحة الخضراء ؟ أقول لك السر لأنكم أعتقدتم شىء آخر ! السر فى ذلك أنهم كانوا يبلغون رسالة لقائد الحركة أننا كلنا فى الهم سيان ، وكلنا مستعبدون ومهمشون ، وأنت أمل صياغة السودان الجديد لأنك تشعر بقضايان . كانت رساله وإدانه تاريخيه لكل النخب التى حكمت السودان أيا كان لباسها عسكريا أو مدنيا لأنهم كلهم مارسوا الديكتاتوريه وفى أبشع صورها . ألم تحدث إباده جماعيه مع بواكير الإستقلال وذلك العنبر المسمى جوده شاهد على ذلك من حوكم فى هذا الجرم ؟؟ من أجبر أهالى الشماليه الى المنافى والمهاجر البعيده فى زمن كان سفر الواحد منهم للعاصمه إلا للشديد القوى لقوة إرتباطهم بالأرض. وإذا فى الوقت الراهن وكظرف آنى كما كانت نوفمبر ومايو ، يحكم السودان ذو إتجاه لأغلبية شعب السودان رأى فيهم إكتشفوه بنفسهم دون مساحيق تجميل سياسى إبان إنتخابات أبريل وهكذا عودنا أبريل كشف المستور دوما ؟ فما ذنب هذا الوطن الشامخ نساعدهم هم فى تمزيق أوصاله ؟ كيف نواجه التاريخ مستقبلا ؟ لماذا لايتحد الناس ليعيدوا لإكتوبر الأخضر وأبريل الباذخ مجدهم ؟ ألا يعتبر هذا نوع من الجبن التاريخى وهروبا من إستحقاقات هذا الوطن الذى أبتلى بطغاة مدنين وعسكرين وعندما لاح الأمل بإطلالة د/ جون قرنق وصحبه ، نرى أن الحلم يكاد أن ينزوى وبذرائع لا تحتمل التبرير ناهيك عن المجاهرة بها . بل حتى الحديث عن طمع أهل الشمال فى بترول الجنوب هو ستار أهل المطامع الحقيقية فى الإستحواذ على ثروات إنسان الجنوب وذلك ببساطه أن إنسان الشمال عندما قدم الأرواح فى قلب العاصمة القوميه الخرطوم من أجل الوحده الوطنيه وإطاحته بديكتاتوريتين باطشتين ، لم يكن هناك لفظة بترول تدور فى الألسن ، فلا تلبسوا الحق بالباطل ، ولا تكونوا مطية لشركات إستثمار عالميه تتخذكم مطيه لأغراضها ثم ترميكم فى مزبلة التاريخ ويكفى ما لحق بأكبرإمبراطور فى العهد الحالى شاه إيران الذى كانت بلده وحكمه أكبر ترسانه أمريكيه فى العالم ثم إنتهى مشردا فى الأجواء ؟ ويا للعنة التاريخ لمن يخون قضايا وطنه ولا نحسبك منهم يا سيادة وزير السلام ولقد واتتك الفرصة التاريخية لتكون رمز توحيد هذه الأمة ومساعدة شعبك فى الشمال لتبنوا معا السودان الجديد الخالى من العبوديه وأقساها الطائفية؟ فهلا كنت قدر المسؤلية التاريخيه ؟؟؟ بل لا أبالغ لو قلت أن إنتهاء ملحمة الإستفتاء لصالح الوحده ستكون هى الطريق نحو الإنعتاق من كابوس القهر الجاسم فى الصدور الآن ، وأن الثورة قادمة من الجنوب ردا لإنتفاضتى إكتوبر وأبريل . فهل وضعتم أياديكم مع أيادى القطاع العريض من شعب السودان ، الذى لم يخذلكم فى كل صيحة صحتموها فى وجه شريككم إبان الفترة السابقة . أم ستلوذون بالفرار وتواجهوا لعنة التاريخ وغضبة الشعب الصابر جنوبا وشمالا ؟ سيادة الأمين العام للحركة الشعبيه (لتحرير) السودان ، هلا صرت (أمينا) حقا على وحدة هذا الوطن بكل تنوعه الثقافى والعرقى والإنسانى ، ليسجل تاريخ السودان كما سجل لعلى عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ ثباتهم ضد الموت من أجل وحدة السودان ، والسودان لا يطلب منكم غير قيادة السفينه الى بر أمان الوحده .