كتّاحة الخرطوم (2) هاكم دي ووراها دي!! منى سلمان [email protected] طال بي الانتظار حتى جاء الفرج عندما خرجت من البيت لبعض شأني فرأيت مجموعة من عمّال الحفر يعملون على جدول في شارع مجاور .. حمدت الله وشكرت الله وحدثت نفسي بشكرة (الزبير ود رحمة) بعد تحويرها لتلائم الموقف .. (جيتا جيت يا ود رحمة قبال الخريف شفناك) !! ولكن لم تدم هناءتي طويلا فسرعان ما حمل العمال معاولهم وغادروا الحي .. يبدو أنهم (قنعوا من خيرا فيهو) وكل ما أنجزوه كان(خويّر) (ويحيد) امتد (سبعة وتمانية) كثعبان طويل (ملولو) .. فكلما اعترض طريقهم حجر انزاحوا عنه ذات اليمين، وكلما اعترضت سبيلهم شجرة نيمة انزاحوا عنها ذات الشمال وقبل أن يصلوا لتقاطع الشارع، اكتشفوا انهم في حاجة لكبري أو قنطرة فتركوه وغادروا ليبقى الحال على ماهو عليه وعلى المتضرر اللجوء للقضاء .. سمعنا عن انذار السيد الوالي للشركات المنفّذة ولا حياة لمن تنادي، ثم جاء القرار بالتوقيف والعقوبات وبرضو .. لم يمر على جدولنا الحزين أحد!! طالعت بصحف الامس خبراً عن تفقد عدد من المسؤولين بالوزارة والمحلية وأعضاء المجلس التشريعي الولائي والمحلي، صباح الجمعة لمصارف الأمطار بالمحليات، حيث وقفوا على الجهود التي بذلت في حفر وتطهير ونظافة المصارف وتسويتها .. ووجه وزير التخطيط بالإسراع في عملية فتح المصارف معلناً استعداد وزارته لتسهيل كافة العقبات التي تعترض سير العمل.. الخبر يبشر بوجود غرف عمليات، مع تفعيل غرفة للطواريء ستعمل خلال الاربعة وعشرين ساعة من أجل استقبال شكاوي وبلاغات المواطنين والعمل على إيجاد حلول لها. يمكن اعتبار ما طرحته هنا بلاغاً وشكوى ومعاها (مكوتين) زيادة خير، لكن يبدو لي أن اعتداءات اصحاب البيوت على الشارع في غياب (معول المحلية)، ومحاولة كل منهم حل مشكلته بمعزل من البقية، دون أن يعي أن ذلك التصرف يماثل وجهة نظر شمسون عندما قال (علي وعلى اعدائي يا رب) !! غايتو باقي لي خرطومنا دي معضلة مجاريها ما بتتحل إلا يهدموها ويبنوها من جديد، وإلى أن يتم ذلك يا ناس الخرطوم هاااكم دي ووراها دي!! الرأي العام