واحد وعشرون عاماً من التسلط والقمع والفساد السياسي والاقتصادي، هي محصلة الإنقاذ منذ أن استولت على السلطة في ٣٠ يونيو ١٩٨٩ م وإلى الآن. وإذ لا تكفي هذه المساحة لعرض سجلها الحافل بالجرائم، والذي لم ولن يسقط عن ذاكرة الشعب، إلا أننا نعدد بعضاً من هذا السجل السيئ واﻟﻤﺨزي. منذ أيامه الأولى أقدم النظام على تصفية معارضيه بخسة ونذالة فأعدم الضباط والجنود واستشهد تحت التعذيب في بيوت الأشباح مناضلون شرفاء صمدوا حتى الموت في وجه زبانية الأمن بالعاصمة والأقاليم. وقتل طلاب احتجوا سلمياً على ممارسات صندوق دعم الطلاب وجرى إطلاق النار على مواطنين عزل فاستشهد العشرات منهم في بورتسودان وكجبار وأمري والفاشر والدلنج ومدن أخرى. ولأهداف لم تخف على أحد شن النظام حربه العنصرية في دارفور وارتكبت مليشياته العسكرية جرائم القتل الجماعي والاغتصاب وحرق القرى بهدف الإبادة، ولا تزال الحرب مشتعلة في ظل إصرار المؤتمر الوطني على خيار الحسم العسكري، والذي أثبت فشله تماماً. وظلت أصابع المؤتمر الوطني ولا زالت وراء تصاعد النزاع واشتعال الحروب في مناطق التماس بين الشمال والجنوب وفي بعض الولايات الجنوبية بهدف تكرار نسخة دارفور ٢٠٠٣ في زمان ومكان مختلفين. طوال هذه السنوات العجاف ظل هذا النظام الفاسد معزولاً ومتقوقعاً داخل أجندته الأمنية خائفاً ومرعوباً من الحركة الجماهيرية وانتفاضتها الشعبية. لن يثني القمع والإرهاب شعبنا عن النضال لاسترداد الديمقراطية ووأد الشمولية والحفاظ على وحدته، أرضاً وشعباً. الميدان