جنوبيون تعلمت منهم ! عادل كبار - الرياض [email protected] أحببت جنوب الوطن منذ أن كنت صبيَّا بالمدرسة الأولية أردد مع رفاقي بصف رابع نشيد : صديقنا منقو: أنت سوداني وسوداني أنا ضمنا الوادي فمن يفصلنا ؟ منقو قل معي لا عاش من يفصلنا ..لم يشرح لنا المدرس مضمون أبيات الأنشودة . وكذلك سافرت الجنوب مستمتعًا بضيافة منقو زمبيري من خلال رحلاتي إلى أصدقائي في السودان : القولد في الشمال ، وود سلفاب ، وريرة بشرق السودان ماقد كان وما سيكون . واصلت مشوار التعليم بالفاشر الثانوية ( 71/1974م) منارة دارفور التي تتلمذت فيها على يد مربي الأجيال الفذ : كلمنت سبت مدرس اللغة الإنجليزية وتيوتر داخلية علي أبوسن . حصة الإنجليزي لم نكن نفوتها ولا نتجرأ على ( دكها ) أبدًا نظرًا للتشويق ، وأسلوب التدريس المتميز من كلمنت برغم وجود خواجة آخر .. يستخدم معلمنا كلتا يديه في الكتابة على السبورة .. منه تعلمنا طريقة التعلم التعاوني في تلخيص الكتب ومناقشتها معًا . تخرجت إلى الحياة مدرسًا أقتدي به وسوف أظل ... إنسان الجنوب لمسته عن كثب في ذلك المعلم ، ونخبة جمعتهم بنا الفاشر .. تلبية لرغبة أستاذنا انضممت إلى فريق الشعلة درجة ثانية آنذاك ، أتذكر كلماته أيام دوري الداخليات : كابتن السوكي ورينا فنك الكروي .. في صنعاء منتصف التسعينات التقيت حارس مرمى داخليتنا (بخيت ماوين )ظننته نسيني ! تعانقنا ثم دعاني لزيارة عائلته بمدينة (ذمار ) وفي طريقي إلى تعز لبيت دعوته ، وجدته طبيبًا ماهرًا زادني فخرًا ... وذات يوم لحق بنا المعلم ( سبت ) لتهنئة زميل من الروصيرص رزق مولودًا بقرية يمنية ، التقينا في داره ونحن معلمون من شتى نواحي السودان ..بكت الأم المهاجرة !رغم ولادتها بسلام في الغربة ! ما لاأنساه ريالين دفعهما عني أخ جنوبي ترجل عن البيجو قبلي في مدينة تعز قائلاً للسائق : هذا أخي . لحظتها بادرني اليمني : عندكم مشاكل مع الجنوبيين فكيف يدفع لك ؟ من أين تعرفه ؟ ضحكت لعدم معرفة اليمني بطبيعة ملامح الشعب السوداني ..على الفور أسمع السائق الركاب إحدى أغنيات وردي يقول لهم : السودانيون شعب واحد ... النماذج كثيرة لإخوتي من جنوب بلادنا الذين نتفيأ معهم ظلال الوحدة والسلام ، فنحن خارج حدود الوطن تلاحقنا أسئلة العاملين معهم : هل سينفصل الجنوب عن الشمال ؟ نتمنى للسودان كل خير لأننا نراه من خلالكم ، على عكس ما يصوره الإعلام المعادي ، وطائفة من المعارضين ... اللهم اجعل وطننا آمنًا موحدًّا يعمه السلام .