بشفافية عندما سُرقت سيارة النجدة حيدر المكاشفي ٭ أن تُسرق أية سيارة مهما غلا ثمنها وأياً يكن موديلها وفخامتها ومهما بلغت مكانة مالكها، فانها تظل عادية ومعتادة إذا ما قورنت بسرقة سيارة في رمزية سيارة النجدة، فسرقة مثل هذه على صعوبة حدوثها فهى كذلك من الغرابة بمكان لا تثيره حتى لو سُرقت عربة مدير الشرطة نفسه. بالأمس حدّثت الغراء صحيفة الشاهد الوليدة، وهذه مناسبة نحييها عبرها ونهنيء طاقمها التحريري الذي يقف على رأسه النحاس ملك الاقواس، عن حادث غريب وهو ضبط عربة إسعاف كانت قد سُرقت قبل سبعة أعوام إستطاع سارقها طوال كل هذه المدة الاحتفاظ بها بعيداً عن أعين الشرطة الساهرة مخبأة داخل أحد المنازل، هذه الحكاية على غرابتها لجهة أن سرقة (الاسعافات) ليست مما إعتاده سارقو العربات، ذكرتني بما يفوقها غرابة وإثارة وهو سرقة سيارة النجدة التابعة لوالي ذات الولاية التي شهدت واقعة سرقة الاسعاف، وهل هناك غرابة وإثارة أكثر من أن تُسرق السيارة التي يهابها الشرفاء دعك من اللصوص، السيارة التي تتنحى لها كل السيارات جانباً عندما تطلق (السرينا) صفارتها المميزة وهى منطلقة كالسهم لا تلوي على شيء إلا عندما تقبض على لص هارب أو تنجد مستغيث، ولكبار المسؤولين فيها مآرب أخرى، فغير أنها تهش اللصوص وتغيث الملهوف وتنجد الضايق، فانها تفتح لهم مغاليق الطرق وتهش عن مسارهم كل دواب الارض، هذا غير أمارات العظمة ومظاهر الابهة التي تضفيها على مواكبهم بما يشع منها من الوان خضر وحمر وصفر زي شفق المغارب... كان ذلك على أيام التوالي وسؤال (أعيعلة البيلة) وإجابة (حبظلم)، وقبل نيفاشا وإتفاق القاهرة وتفاهمات جدة والتراضي الوطني، وإن كان لابد فهو اقرب الى مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية حيت كانت المعارضة تعرض وتستعرض عضلاتها قبل أن تضحى محض (معاردة) يعرّد كلٌ منها في إتجاه ثم يبدأ في التغريد لوحده بعد (فرتقة) الكورال الذي كان ينشد بصوت واحد، سلّم وما بتسلم، رحمت متين عشان ترحم، عليك الزحف متقدم، وليك الشعب متلملم ومتحزم، يقول سلّم، تراث أجدادنا سلّمنا، عقول اولادنا سلّمنا، بنادقنا البتضربنا، الموجهة لى صدورنا وبرضو حقتنا، سلّمنا، سلّمنا الزمان الضاع، ليل الغربة والاوجاع، أحزانا العشناها مع الوطن العزيز الجاع، ومن ساحات الفداء (تووووف) يأتي الرد من الجانب الآخر، نجضت نجضت ما تدوها بغاث الطير، ما تدوها الخانوا بلادهم وخانوا الشهداء، ديل أدوهم نار الدوشكا وديل قابلوهم بالتعمير، قيل ان من سرق سيارة نجدة تلك الولاية هى المعارضة في الايام تلك وقد كانت تنشط في كل الفراغ المحادد لدولة إريتريا أيا مذاك حين كان أفورقي أحد محاضنها وملاذاتها، ولكن حتى الآن لم يقل لنا أحد لماذا تسرق المعارضة عربة نجدة، هل بهدف إذلال الحكومة أم لاظهار البراعة ام لحاجتها الحقيقية لتلك العربة، لا ادري أى الثلاثة كانت تستهدف المعارضة إن صح أنها من سطا على تلك العربة التي لا تسع سوى أربعة أشخاص، ولكن لو كانت الاخيرة فلا نملك إلا أن نعبر بأسف عن هذا الحال الذي يشبه حال ذاك اللص البائس الذي تأسف على حاله المبدع هاشم صديق فقال فيه (حليلك بتسرق سفنجة وملاية وغيرك بيسرق ولاية).. تلك أيام مضت وأحداث إنقضت، تبودلت فيها الاتهامات والمكائد والمكايدات وربما السرقات المتبادلة، فهل يجوز ذلك الآن والوطن كله يوشك أن يقع في حبائل المكيدة القادمة والكل فيه سيصبح مسروقاً... الصحافة