تراسيم.. سبع كاميرات سمان عبد الباقي الظافر الشبح يُدوِّخ شرطة منطقة سياتل الأمريكية.. وفي أشهر معدودات يتمكن الشبح وبإتقان تام من نهب أربعة مصارف أمريكية ..والنهّاب الأمريكي لم يكن يتكلم .. بل يلقي للموظف بورقة تهديد تحمل عبارات خادشة للحياء .. ثم يحرك مسدسه في الهواء .. والموظف المرعوب يجمع كل ماعنده من مال ويرميه في حقيبة الزائر الشرس .. والكاميرا كانت ترصده في كل مرة .. ولكنها ومن فرط تنكُّره تفشل في الوصول إليه. وبما أنّ الجرّة لا تسلم في كل مرّة .. وفي الزيارة الأخيرة يفشل الشبح في إحكام تنكُّره .. ومصدر يتصل بالشرطة .. ويدلّهم من واقع مشاهدته للصور المنشورة .. إنّ شبحهم لم يكن إلاّ الصبية شانيل كينبرو .. شانيل ذات الستة عشر ربيعاً وعشيقاً لها فعلوا بسياتل الأفاعيل .. ولم تردّهم عن بغيهم سوى كاميرات سمان . اليوم تمكنت ولاية الخرطوم من أن تنتزع منا إشادة .. وهى تفتتح مشروع الرقابة الإلكترونية بخمسين كاميرا .. تنتهي في مرحلتها النهائية إلى نحو ثلاثمائة .. والخرطوم على سعتها وتمددها الأفقي .تنتهي إلى شيء صغير داخل غرفة المراقبة المركزية بالمقرن .. المشروع الطموح والذي رصدت له الولاية الفقيرة نحو خمسين مليون من الدولارات .. يجعل الخرطوم تخطو بثبات نحو مدينة بمواصفات عالمية .. ومواصفة المدينة الحديثة ليست أمراً يسيراً .. بل تحتم على العاصمة أن تجتهد في مخبرها ومظهرها. ليس من الإنصاف النظر إلى مشروع الرقابة الإلكترونية في إطار ضبط حركة المرور .. فهو يمضي إلى ما وراء ذلك .. إلى خلق مدينة آمنة ومسالمة .. قبل أن تحدثك نفسك العجولة بتخطي الإشارة الحمراء .. ستضطر إلى استشارة جيبك المعدم .. وبين هذه وتلك ستعود الإشارة خضراء سالكة للعابرين. الآن وبعد أن أصبحت الحركة والسكون مرصودتان في الخرطوم .. سيتردد ألف مرّة كل من تسوِّل له نفسه بارتكاب كبيرة .. الأيدي التي ذبحت شهيد الصحافة محمد طه .. كانت مهمتها ستكون أكثر صعوبة .. لو أنّ في مدخل كبري الجيش كاميرا .. أو في مسشفى الأمل عيناً راصدة .. حتى الذين هربوا من سجن كوبر مؤخراً كانت مغامرتهم الجريئة انتهت إلى فشل ذريع في دقائق معدودات .. لو أنّ في الخرطوم عيناً تبصر. أخشى على هذا المشروع الكبير من المدخل الخطأ .. ستُصاب هذه الفكرة في مقتل .. لو حسب المواطن أنها تأتي من أجل تطوير آلية الجباية الحكومية .. والتي كانت تنام ليلاً .. أما الآن فهي مستيقظة على الدوام .. محاربة هذا الشعور الشعبي تأتي بوجهين .. تمديد فترة السماح والتجريب إلى أطول فترة ممكنة ..وفي ذات الوقت تكثيف الجرعات التثقيفية. منظر السيارة التي تخطّت الإشارة الحمراء.. وعُرضت لقطتها في مؤتمر الوالي الصحفي وسببت الأذى الجسيم لثماني سيارات .. ربما يكون أفضل رسالة يمكن أن تُبث إلى المواطنين ..لتؤكد للناس أنّ الكاميرات لهم لا عليهم. التيار