فارس الأحلام .. أين هو؟ الطاهر أمين [email protected] ما أجمل نعمة الأحلام، حيث تجعلنا نحلق في عالم رائع خيالي مبتعدين عن الواقع بكل مآسيه واحباطاته، والأحلام تريح النفس وتبعث الأمل وتجسد لنا التفاؤل والراحة النفسية.. ولنا هنا أن نفرّق بين أحلام قد تتحقق في الواقع وأحلام صعب واستحالة تحقيقها، ولعل الظروف الاقتصادية العسيرة أكثر ما يجعل تحقيق الأحلام أمراً صعب المنال.. على سبيل المثال، الفتيات كنّ أكثر الحالمات الهائمات على وجوههن، حيث ارتبط في أذهانهن وتعشعشت في عقولهن (فارس الأحلام)، وعلى أساس هذا الفارس أصبحن يضعن مواصفات (للعريس) بمقاييس عالمية، مواصفات قد لا تنطبق إلا في كتب القصص التي تخاطب الخيال وتتجاهل الواقع، كيف تكون الواقعية عندما تشترط بعض الفتيات في (العريس) أن يكون ثرياً وسيماً أنيقاً فارع الطول عريض المنكبين العيون عسلية مائلة للكبدية، جامعي متشدد (المتشدد هو من يحسّسك كل ثلاثة دقائق أنه خريج) يمتلك أسطول سيارات وعمارات فخمة مؤجرة محلات تجارية في الأدوار الأرضية وشقق مفروشة في العلوية، ومن الشروط أن يكون لزوج المستقبل أرصدة بالبنوك بالدولار واليورو والفرنك الفرنسي، والأهم قضاء العُطل والإجازات في الدول الاسكندنافية، تلك بعضاً من الشروط... وبسبب الضائقة الاقتصادية، والتي انعكست بدورها على كل مجريات الحياة، تراجعت شروط الفتيات، واقتصر طلبهن على أن يكون العريس ميسور الحال وجامعي ويملك منزلاً وسيارة، تدنت بورصة الشروط إلى ميسور الحال حتى لو كانت شهادته الدراسية خريج ابتدائي، التدني متواصل إلى طلب عريس رزق اليوم باليوم ويسكن بيت (جالوص) ولو بقرية الجدادة بيضت، الشروط تهبط لأدنى مستوياتها فالمطلوب فقط (ذكر)، ومع ذلك الإقبال أصبح من ناحية الشباب ضعيفاً لأسباب كثيرة منها عدم توفر فرص العمل، غلاء المعيشة، والتجهيزات المكلفة للزواج، مع أن الفتاة أصبحت واقعية وقدمت الكثير من التنازلات، حتى أصبحن الكثير منهن يعملن ويساعدن أزواجهن في تحمل أعباء المعيشة، وتلك المشاركة لم تكن في السابق وفرضتها الظروف الحالية، في مصر النساء يشاركن الرجل في تجهيزات الزواج كعرف وعادات سائدة، وهناك في الهند المرأة تقوم بدفع المهر لأهل العريس (وممكن أم العريس تقول المهر شوية وبسببه تفركش العرس).. إن الواقع الاقتصادي فرض علينا تغيير مفاهيمنا، وما عادت الحياة سهلة كما كانت.. يا قُراء الفتاة السودانية وصلت مرحلة (راجل مرة).