تراسيم.. الوزارة التي فقدت رأسها!! عبد الباقي الظافر زينة كانت ترنو ببصرها لتصبح طبيبة.. استناداً على تاريخها الأكاديمي المشرف ..أسرتها الكريمة أنعمت عليها بلقب دكتورة ....الحظ لم يكن حسناً ..والبنت الشاطرة تجد نفسها في كلية المختبرات ..مهنة لا تبعد عن الطب كثيراً ..غيرت النجيبة من إستراتيجيتها ..وأرادت أن تصل الى الهدف من ناحية أخرى ..تتصدر الدفعة لتجد نفسها عضو هيئة تدريس ..ثم تبتعثها مؤسستها لنيل درجة الدكتوراة ..فعلت الذي يليها ..انتظرت عاماً وبعض عام ..الجامعة تعتذر لا وظائف خالية الآن ..قللت من سقف طموحها ..وأصبحت غاية مناها وظيفة في الدرجة التاسعة. عندما أعلنت ولاية الخرطوم خمسة آلاف وظيفة قبل أشهر معدودات ..ابتسمت وجذبت نفساً طويلاً ..ذهبت فجراً الى موقع التقديم.. الصف طويل جداً .. ولم تتمتع بمقابلة الموظف إلا ظهراً ..ولما أدركت أنها تنافس خمسين ألفاً آخرين ..يئست من الأمر.. وقلبت الصفحة. قبلتها قبل أيام ..وقرأت الحزن في عينيها ..قالت لي بحسرة أخيراً أصبت وظيفة مساعد ممرض في الدرجة (14)..لم أتجاسر لأعيد البصر كرتين ..هذه بلاد (تكش) فيها الأحلام ..ويهزم فيها الشباب في كل عام. وزارة العمل التي نقصت من أطرافها ..وفقدت مواردها البشرية ..وقبل أن يتعرف وزيرها الجديد على طاقمه الإداري ..تريد هذه الوزارة رفع مقترح يطيل من عمر شاغل الوظيفة المدنية ..ومن قبل كانت سن المعاش الإجباري خمسة وستين عاماً .. وحينما رأت الحكومة جيوش العاطلين عن العمل.. خصمت خمس سنوات ..ولكن قبل أن تجتاز الفكرة فترة الاختبار الضرورية ها هي وزارة العمل تتراجع. في بلد أغلبيته شباب ..كان من المفترض أن تمضي الوزارة الى الإتجاه المعاكس .. وتصبح الخدمة المدنية مثل رصيفتها العسكرية ..الترقي الى أعلى مربوط بالشواغر الوظيفية ..والجلوس على كرسي المعاش لا يحتاج إبراز شهادة ميلاد. الإنسان الذي تنفق عليه الدولة نحو أربعة قرون ..وتستثمر فيه كل هذه السنوات ..ثم لا يستطيع الفطام من (الميري).. ولا يقوى على المنافسة في سوق (الله أكبر) ..هو مورد بشري محدود القدرات ..وبما أن الخدمة العامة ليست جمعية خيرية ..إنما البقاء فيها يجب أن يكون للأفيد ..وعليه مد عمر العامل السوداني بهذه الكيفية ..يعني تطويل قعود الخدمة المدنية. فيما أحسب أن وزارة العمل سارت في الاتجاه المعاكس ..وكان عليها السعي والاجتهاد ..لجعل المعاش جاذباً ..برفع المعاش الشهري.. والعكوف على سياسات تجعل الذين يصلون سن المعاش لهم القدرة على المنافسة في القطاع الخاص ..أو العيش بكرامة بين الناس. الشباب يحتاج الى فرصة ..والمشكلة أن صوت زينة لا يصل إلى هؤلاء الشيوخ. التيار