هناك فرق مشاوير النجاح والتَعاسة! منى أبو زيد لحن وطني.. جديد.. قادم بقوة.. تتشارك نساء السودان كتابة نصه الموسيقي في دأب.. وعزم.. وثقة.. ولا غرو ف العقل العظيم لا يحمل نوعاً.. وإذا ما تم الانصهار النوعي المطلوب يغدو العقل أي عقل في ذروة خصوبته.. واللحى والشوارب ما عادت بفضل الله علامات فارقة في تقييم أثاث العقول! وقد تمكنت بنات جنسي من إرساء ثوابت الندية الأكاديمية.. وتذليل وعورة الندية المهنية.. وهاهن اليوم يتهادين على مدارج النجاح.. ويتاخمن الغلَبة في كل شأن.. رموز ناجحة في إدارة شؤون المؤسسات الحكومية.. وسواعد لا تنوء على رقتها بحمل الحقائب الوزارية.. وعقول واعدة محافظة على احتكار لقب أولى الشهادة السودانية.. ولا ضير أبداً على هذه البلاد إذا ما جاء عليها يوم، أصدرت فيه هيئة علماء السودان، فتوى سارَّة تُجيز تنصيب المرأة رئيسة للبلاد! ولكن!.. إذا ما سألتم عن فتوحاتهن الأسرية ونجاحاتهن الاجتماعية في ذات المضمار.. مضمار الندية الفكرية في تقييم أحوالهنّ الوجودية.. وموقع خطواتهنّ من مسارات الرأي والمشورة.. وأثمان خياراتهنَّ وملكاتهنَّ في سوق الأزواج.. فأنتم تسألون عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم! ذات الرجل الذي يتقبل رأي الأستاذة الكاتبة.. ويثمن خبرات ومواقف سعادة الوزيرة.. ويقدر ويحترم قرارات السيدة المديرة.. يقلل من شأن ذات المرأة إذا ما تصادف أنها (حقته!).. أي نصفه الآخر! وهكذا تقف ذات المرأة الفاعلة المؤثرة أمام موقفين متناقضين بطلهما ذات الرجل.. رجل واحد يقر بأهمية.. ومقدرات.. وجدارة أنصاف الدوائر المكملة لرجال الآخرين.. بينما يغمط نصف دائرته حقها.. ويتفنن في تبخيس منجزاتها التي يقدرها بدورهم رجال آخرون.. وهكذا! فما بال الرجل العصري.. وهو يعلم كل العالم أن لكل نوع مزاياه وكبواته؟!.. هنالك دراسات تفند بعض الفروقات.. وكيف أن المرأة تتفوق عادة في الطبيعة اللغوية، والعلاقات الشخصية، والذكاء الاجتماعي، بينما يتفوق الرجل بالمجالات الآلية والإلكترونية والحرفية.. وكيف أن اللغة أكثر نمواً عند المرأة، بينما إدراك الصور والأشكال والحركة في المكان الأكثر نمواً عند الرجل.. وهكذا.. وكلها أبحاث علمية جديرة بالاحترام.. إنما يبقى التشدق غير المسئول ببعض المعلومات العلمية المبتورة حاضراً في نقاشات المثقفين قبل العامة! فتوحات المرأة المهنية تبقى دوماً ناقصة بلا نجاحات اجتماعية موازية.. والسؤال الكبير هو.. متى سوف يكف مجتمعنا الذكوري عن إنتاج نساء ناجحات مهنياً وتعيسات أسرياً؟!.. أعتقد أنه سوف يكف عندما يدرك نصفه الخشن أن العقل الذكوري الصرف لا ينتج شيئاً أكثر من العقل الأنثوي الصرف.. وأن المرأة ليست فأساً.. وليس مطلوباً منها أن تقطع رأساً! التيار