تراسيم.. التاريخ لن يرحم غندور !! عبد الباقي الظافر أوردت الزميلة (الرأي العام) في عددها ليوم أمس صورة معبرة للأمين السياسي للحزب الحاكم .. الكاميرا ضبطت البروفيسور إبراهيم غندور وهو يجهش بالبكاء حزناً على وحدة السودان ..قال غندور وهو يمسح بعض دموعه مخاطباً جمعاً عمالياً\" التاريخ لن يرحمنا إذا انفصل السودان ولن يرحم من يقف على الرصيف \" . وفي ذات الصحيفة وفي صفحة أخرى ..كان الدكتور محمد يوسف المصطفى يبكي بلا دمع ..ويحمل حزبه مسؤولية الانفصال ..ويمضي الى أكثر من ذلك ويتهم من يدعو للانفصال من داخل صفوف الحركة الشعبية بالارتداد والخيانة ..وفي ذات اللقاء يقدم المصطفى شهادة وطنية للجنرال سلفا كير ويصفه بأنّه وحدوي .. ويتردد في وصم الدكتور رياك مشار الرجل الثاني في الجنوب بصفة الوحدة ويقول الثائر الأسبق والوزير السابق \"لست متأكداً من وحدوية مشار \" . إذا كانت الوحدة غالية على الأمين السياسي ..فها هو زميله الزبير أحمد الحسن الأمين الاقتصادي للحزب الحاكم ينشط فى رسم اتحاد اقتصادي في دولتي ما بعد الانفصال . فيما كان نائب الرئيس الأمريكي بايدن يصرح بأن واشنطن لا تحبّذ ميلاد دولة فاشلة جديدة في المنطقة .كان الأمين العام للحركة الشعبية يقول قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ..وعلى طريقة السودانيين في الرضى بالمقسوم يرفع أموم الفاتحة على السودان القديم . الحقيقة العارية أن أمر وحدة السودان غير محسوم داخل أروقة النخبتين الحاكمتين في جوبا والخرطوم ..ولكن وبلا شك أن الحس الوحدوي ارتفع في هذه اللحظات الى أعلى معدلاته . أهدر الشريكان زمنا طويلا كان بمكانهما جعل الوحدة فيه جاذبة ..الطرق التي تصل شطري الوطن مازالت حلماً لم يدق أبواب مدينة الرنك بعد ..ودبي الآن أيسر منالاً من مريدي ..والحركة لم تهتم بتخصيب التراب الجنوبي ..من أجل زراعة الوحدة الوطنية ..حتى مناسبات الدورة المدرسية الرياضية القومية تجد من يصدر أمراً بمقاطعتها وإن عقدت في أقصى الغرب المهمش . مادامت الريح تهب في صالح الوحدة الآن .. علينا الإقرار بأن تقرير مصير الجنوب في هذه الأجواء لن يثمر أبداً وحدة وطنية ..وها هو رئيس الجمهورية يستشعر الخطر ويدعو الى لقاء جامع يوم السبت القادم يلتقي فيه كل قادة الحركة السياسية في البلاد..المطلوب مبادرة شعبية يقدمها الإمام المهدي ويسندها ياسر عرمان وبونا ملوال وينظر لها فرانسيس دينق ..ويرضى بها باقان أموم ورياك مشار وقطبي المهدي ..مبادرة شعبية تمنح الوحدة فترة اختبار إضافية لا تقل عن عشر أعوام . إن فشلنا في امتحان الوحدة فالتاريخ لن يرحم السيد غندور ولن يرحمنا نحن جميعًا. التيار