يواصل الانفصاليون في الحركة الشعبية مقاومة الجهود التي تبذلها الدولة ومعها قطاعات واسعة من الشعب السوداني ممثلة في منظمات المجتمع المدني واحزاب حكومة الوحدة الوطنية والتي تستهدف جعل الوحدة أمراً جاذباً.. ومشروعاً وحدوياً للسودان. ولم يقتصر هؤلاء الانفصاليون وعلى رأسهم الامين العام للحركة الشعبية.. وهم في تقديري اقلية.. لكن تقف خلفهم قوى أجنبية ضاغطة وكبيرة، لم تقتصر جهودهم على التحريض على الانفصال، بل ذهبوا لكسب ود العديد من الدول.. وتكوين لجنة لاختيار اسم للدولة الجديدة في جنوب السودان. هؤلاء الانفصاليون مهدوا للانفصال اولاً بعزل العناصر الشمالية التي خاضت معهم معاركهم ضد الشمال.. حكومة وشعبا وجيشاً. وفي التكوين الجديد للحكومة خلت قائمة الحركة للوزارات الجديدة من اي عنصر شمالي وعلى رأس هؤلاء الدكتور محمد يوسف احمد المصطفى احد عقلاء الحركة الشعبية والذي يتمتع بوطنية عالية وبايمان عميق بوحدة السودان.. مثله مثل الدكتور الرائع الواثق كمير.. والذي سجل مواقف سياسية وفكرية واضحة منذ فترة ليست بالقصيرة وهما من ابرز العناصر المستنيرة في الحركة الشعبية وهناك ايضاً وليد حامد ومحمد المعتصم حاكم. ايضاً الحركة قررت وبشكل غير علني حرق ياسر عرمان مسؤول قطاع الشمال، لان نجوميته قد طغت، واصبح نجماً ساطعاً، لذلك قرروا حرقه بترشيحه لرئاسة الجمهورية، تمهيداً للتخلص من الكاريزما الطاغية التي يتمتع بها ياسر، وهذا يؤكد انفصالية الحركة، لانها لو كانت تؤمن قيادتها بالوحدة، لرشحت عنصراً جنوبياً لرئاسة الجمهورية وهناك رياك مشار.. ومالك عقار. وغيرهما. وصديقي دكتور منصور خالد.. بوطنيته العالية وباستشارته وتجربته العميقة، وثقافته المتدفقة، لا يمكن إلا ان يكون مع السودان الموحد. هؤلاء جميعاً لا أحد يدري ماذا سيكون مصيرهم اذ لا قدر الله ان ينتصر اولئك الانفصاليون ويعملون بكل الاساليب لصالح الانفصال، هل ستقبلهم دولة باقان الجديدة، وهي التي عملت على عزلهم قبل اعلانها. ام سيكونون مثل العشائر التي تسكن في الحدود بين الكويت والعراق.. تعيش داخل الكويت ولكنها لا تحمل الجنسية الكويتية.. ويطلقون عليهم اسم «البدون» -اي بدون جنسية- وهو الامر المتوقع لهم.. اذا ما قرروا الذهاب الى الدولة الجديدة.. ولا اعتقد انهم سيذهبون الى هناك، لقد عبرت الحركة بهذه العناصر الشمالية المتمرسة في العمل السياسي العديد من المراحل الصعبة وعندما تمكنت قررت الاستغناء عنهم بشكل تدريجي. بعض هؤلاء يدور في ذهنهم تكوين حزب آخر في الشمال، بل ويقول العديد من المراقبين ان اجتماعات رسمية قد عقدنا في الفترة الاخيرة لمناقشة وبلورة فكرة الحزب الجديد. وليس غريباً على انفصاليي الحركة الاستغناء عن العناصر الشمالية التي ناضلت معهم.. فقد خانت هذه العناصر الشمالية احزاب التجمع الوطني الديمقراطي حينما رفضت مشاركتها ولو بصفة المراقب في مباحثات نيفاشا.. وقبلها ماشاكوس لكن ضعف التجمع.. وضعف قيادته وتشتت جماهيره لم تستطع قيادته اتخاذ اي مواقف ضد الحركة بسبب موقفها من مشاركة التجمع في تلك المناقشات، التي اوصت تلك الاتفاقيات المهمة في التاريخ السياسي للسودان. بل لم تتعظ تلك الاحزاب من تجربتها مع الحركة الشعبية ولم تستفد من تلك الدروس وعادت وتحالفت معها فيما يسمى بأحزاب تجمع جوبا.. ومرة ثانية تطعنها الحركة الشعبية في مقتل. رغم جهود تلك العناصر الانفصالية.. إلا ان بالحركة عناصر قيادية تؤمن بوحدة السودان وتعمل من اجل ان تكون الوحدة جاذبة بحيث يحافظ ابناء الجنوب على وحدة السودان هذا السودان الذي سلمنا له اجدادنا في دولة واحدة وموحدة. وهذه العناصر الوحدوية داخل قيادة الحركة الشعبية بالتضامن مع جهود ابناء الجنوب الوحدويين ممثلين في احزاب جنوبية عديدة.. وفي قبائل جنوبية عديدة ستعمل بمشيئة الله على هزيمة الانفصاليين في الحركة والانتصار لوحدة الشمال والجنوب لقد قالها الامريكان.. ان الحركة الشعبية لا تستطيع ان تحكم الجنوب.. ولا تملك مقومات لدولة جديدة، وقالها القائد معمر القذافي لهم.. وقالها الجميع. ان التاريخ لن يرحم باقان ومجموعته اذا ما انتصروا في معركتهم الإنفصالية لا قدر الله، كما ان التاريخ سيسجل للعناصر الوحيدة داخل الحركة شهادات باحرف من نور. ان على كافة القوى السياسية السودانية، وكافة قطاعات الشعب السوداني المشاركة بقوة في حملة التنوير بمزايا الوحدة التي تقودها قيادات الدولة وعلى رأسها السيد النائب علي عثمان محمد طه والذي قدم درساً عميقاً أمام القوى السياسية السودانية أخيراً بقاعة الصداقة ووضعها امام مسؤولياتها الوطنية التاريخية بعد ان كشف لها التحدي الكبير الذي يواجهه السودان بعد الاستفتاء. وهنا لابد من ان نقول للقوى السياسية السودانية ممثلة في احزابها السياسية ومنظماتها الجماهيرية ان تنهض وتلعب دورها التاريخي وتواجه التحدي الاكبر موحدة ومتماسكة، كما لابد ان نهمس في قطاع الشمال بالحركة الشعبية والذي يقوده الصديق ياسر سعيد عرمان ومجموعته الشابة المستنيرة.. ان عليهم دوراً تاريخياً وان التاريخ لن يغفر لهم اذا ما تساهلوا في الحفاظ على وحدة السودان، اذا لم يشاركوا في ان يكون الاستفتاء لصالح الوحدة، ولصالح السودان، واذا لم يشاركوا في هزيمة الانفصاليين والعنصريين الذي تحركوا في الخارج لدعم فكرهم الانفصالي. ان على قطاع الشمال دوراً كبيراً في وحدة السودان، وان مصيرهم في الحركة مرتبط بالانتصار على الانفصاليين وبانتصار اهل الجنوب لصالح الوحدة وبانتصارهم على اعداء الوحدة.. لن يكونوا «بدون» بل سيكونون مواطنين اصليين وصالحين وسيسجل لهم التاريخ هذا الجهد الذي حافظوا به على وحدة السودان. وحول ماذكرته عن محاولات الحركة وبالتحديد العناصر الانفصالية بتهميش وتحجيم جهود القوى السياسية نحو الوحدة.. ارجعوا الى تصريح مولانا حسن ابوسبيب القيادي البارز بالحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل.. وهو يحكي عن تحجيم الحركة لكافة القوى السياسية نحو الوحدة والذي نشرته الزميلة «آخر لحظة» في عددها أمس الجمعة.