[email protected] يحكى أن رجلا نهبه الناهبون فلم يبقوا عليه غير طاقية على رأسه فلما قِدم القرية عاب عليه أهل القرية جبنه و عدم مقاومة الناهبين فابتدرهم قائلا بإنتفاخ:- \" كان يلحقوا يلمسوا الطاقية دي و الله كان يسيل دم!!\" و هذا ما حدث تماما للشعب السوداني من حكومة النهب (المصلح) هذه للدرجة التي استولت فيها على كل شيئ و قد كنت في معية أحد الجنوبيين جمعتني به ركشة فصرنا بلا مقدمات نتباكى و نشتكي فقلت له \" يا أخوي ديل مسّكونا قرون البقر و هم بحلبوا ساكت!!\" ضحك الأخ الجنوبي ضحكة صادقة ثم قال:- \" و الله إنت راجل طيب بشكل .. يا أخي أنحنا إتعدينا حكاية مسك القرون دي من بدريييي .. ديل بقوا يحلبوا فينا انحنا ديل !!!\" يا للروعة .. يا للجمال .. يا للإبداع!!! هي الصورة الصادقة التي صور فيها هذا الأخ الواقع المرير الذي صار ضحيته المواطن المغلوب على أمره... ما الذي بقى؟ بلد ينتج السكر و لكنه يستورده؟ الطماطم أكثر غلاء من اللحمة و التفاح؟ يسيل لعاب المواطن إن رأي بامية أو بطاطس؟ يصرخ الصبية في البيت رغبة في السلطة التي إستأسدت على المرتب \"المهدود و المحدود\" .. و نخشى ما نخشى مرض السعار الناتج من عدم تناول الطمام ... و يا حليل أيام الوفرة و حكاية الأم الهددت ولدها بالصمت عن البكاء أو إعطائه طماطم و يا حليل أيام كان من فرط وفرته يقدم مع شاي الصباح!! رئيس الدولة لا يستطيع منع الجبايات المتمركزة على بعد كل عشرة كيلو!!! لقد اصدر الرئيس قرارا بتقنين مسألة الجبايات و لكن كسابقها ضُرب بالقرار عرض الحائط!!! و إذا كان الرئيس عاجزا فالوزير أعجز و المواطن مطحون و ليس ثمة من يستصرخه إلا رب العالمين. أقول إن للمرابطين في مراكز الجبايات مليون حق في فرض جنيه كامل لكل حبة طماطم في كل مركز و السبب يرجع لكثرة الولايات .. المحافظات .. المحليات التي تحاول جاهدة لتوفير مرتبات موظفيها المتوفرة أصلا لولا الترهل في الوظائف و المخصصات غير المقننة... دعوة جادة لكل أسرة .. بدل الحدائق و الزهور في البيوت أزرعوا ليكم طماطم و جرجير و ربّوا دجاج .. يعني تكونوا أسر منتجة \"و خلوا ناس الجبايات كان يدفعوا الناس في النفس الطالع و النازل ده!!!