الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صرخة أطفال روضة السلام : (يا أهلنا هوووي...كفاكم!!.)
نشر في الراكوبة يوم 26 - 05 - 2011


بسم الله الرحمن الرحيم
صرخة أطفال روضة السلام
( يا أهلنا هوووي...كفاكم!!.)
محمد عبد المجيد أمين ( عمر براق)
[email protected]
الفصل الأول
المشهد الأول
الزمان : الصباح الباكر
المكان : ساحة روضة السلام
(الفناء الداخلي لساحة روضة السلام خاليا. في الخلفية نري أسوار الروضة العالية وقد تزينت بالنباتات المتسلقة وتحوطت ببعض أشجار الظل . علي جدران الروضة نري رسوما لحيوانات وطيور ، بينما يبدو من بعيد مبان سكنية للحي المجاور يتوسطها مئذنة جامع تبدو شامخة . علي جانبي الخشبة ، نري أبواب بعض الفصول ومكاتب الإدارة وغرفة الطعام وفي منتصف الساحة أرجوحتان وزلاقة. بعد قليل يسمع صوت جلبة لأطفال سرعان ما يخرجون من أحد القاعات ، جهة اليمين ، فنري أنهم مجموعة من الفتيات ، يشكلن ثلاثة صفوف خماسية تتقدمهن المعلمة . الفتيات ينتظمن في صفوفهن ويتقدمن في هدوء تام ، حتى يتوسطن يسار الخشبة).
المعلمة : ( للفتيات ) صباح الخير يا بناتي يا لسمحات ؟
الفتيات : ( بصوت واحد ) صباح الخير يا ماما عديلة.
ماما عديلة: ( تتابع ) إن شا الله ناس ماما وبابا في البيت وأخوانكم كلهم كويسين ؟
الفتيات : ( يردن بصوت واحد ) كلهم كويسين ياماما عديلة .
طفلة 1 : ( تنادي المعلمة ) ماما عديلة ... ماما عديلة
ماما عديلة : ( لطفلة1) أيوه يا نهلة !
نهلة : ( للمعلمة ) ناس جدو وحبوبة.. ما سألتي منهن يعني ؟!
ماما عديلة : ترتبك ولكنها تتدارك ) كيف ؟.... ناس جدو وحبوبة ديل أول ناس
نسأل منهن ... ونصبحهن كمان . ديل ناس الخير... كل الخير... ربو ناس
بابا وماما وعلموهن لمن كبرو وهم هسي بيعلمونا في الروضة .
طفلة2 : ناس حبوبة كرعينها موجعتنها ... الصباح بسوقها الحمام .
ماما عديلة : شاطرة يا نادية .... المفروض كلنا نساعد الناس الكبار .... صفقو
لنادية يا بنات.
( الأطفال يصفقن لزميلتهن ).
طفلة 3 : أنا بحصل جدو قبال ما يقوم الصباح.... أجيب ليهو السفنجة من تحت
السرير وأملا ليهو الإبريق وأفرش ليهو المصلاية.
ماما عديلة : يا سلام يا نجوي.... ده شئ عظيم ..... برضو صفقو لنجوي يا بنات
( الأطفال يصفقن لزميلتهن إلا أن صوت جلبة خارجية تغطي عليه . بعد قليل نري أستاذا يخرج من الجهة اليسري يتبعه ثلاثة صفوف خماسية من الأطفال الذكور. الأطفال يمشون بطريقة غير منتظمة ومتثاقلة الخطوات وسط هرج ومرج غير عابئين بتحذير الأستاذ).
الأستاذ : ( وهو يتقدم صفوف تلاميذه ملتفتا إلي الوراء قاطعا الخشبة حتي وسط
اليمين حيث أوقف تلاميذه) .... أسكت ياولد... اقيفو.... استعدلو... يا ولد
هوي...خش الصف
( صف البنات يبدو عيه القلق لهذا الازعاج بينما تهدئهم المعلمة)
الأستاذ : ( وهو يتقدم بمجموعته نحو مجموعة المعلمة) صباح الخير يا أستاذة
عديلة .
ماما عديلة : ( للأستاذ ) صباح الخير يا أستاذ بشري
أستاذ بشري: ( مرتبكا) معليش.... الأولاد المزعجين ديل أخروني شوية
ماما عديلة : معليش .. ما أتأخرتو شديد..( تنظر الي ساعتها)....ربع ساعة بس.!
أستاذ بشري : ( للمعلمة ) موعد التخريج قرب بالحيل ...يدوب نحصلو
ماما عديلة : إن شاء الله
أستاذ بشري : أهه... نواصل البروفات ؟
ماما عديلة: جدا ... أنا جاهزة
(الأستاذ والمعلمة يرتبان صفوف تلاميذهما بشكل متواز مقابل لبعضهما)
أستاذ بشري : ( لكل الأطفال ) السلام عليكم
كل الأطفال : ( بصوت واحد ) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
استاذ بشري : ( يتابع ) طبعا نحنا إخترناكم ... أولاد وبنات من فصول مختلفة... من الصف الأول لحد الصف السابع عشان نشارك أطفال الروضة الصغار في حفل تخريجهم . وان شاء الله ترفعو راسنا وتقدمو لينا عرض مشرف في حفل التخريج.
(يصمت قليلا ثم يتابع) ..زي ما قلت ليكم ... نحنا حندعم أطفال الروضة ونقدم كل العروض الخلفية والأناشيد.
أستاذ بشري : ( للمعلمة ) نراجع النشيد الجماعي ؟
ماما عديلة : ( للأستاذ ) جدا... استعدو يا بنات حنراجع النشيد
( الاستاذ والمعلمة يعطيان الاشارة للأطفال)
الاولاد : ( معا) أنا سوداني ....أنا سوداني
البنات : ( معا) وطني ..وطني ... أعز مكان
الأولاد والبنات : ( معا) وطني...وطني... هو السودان
الأولاد : ( يقوم بعضهم بتأدية حركات تمثيلية تعبيرا عن الزراعة والصناعة ) ...فيه أزرع...فيه أحصد....فيه أصنع
البنات ( يقمن أيضا بحركات تمثيلية تعبيرا عن المعني ) اجعل وطني عالي
الشأن...
الأولاد : ( معا) أدفع عنه العدوان
أستاذ بشري: ( يوقفهم بحركة من يده ) جميل ... جميل ...البنات ما شاء الله ...
متحمسات .. لكين..! دايرين حبة حماس شوية من الأولاد.
طفل1 : ( للأستاذ ) يا أستاذ ....يا أستاذ...؟
أستاذ بشري: ( للطفل ) نعم يا حسام
طفل1 : هو صحيح السودان انتهي
الأستاذ : ( باستغراب )... انتهي كيفن ؟
طفل1 : أبوي أمس قال لعمي : ( يقلد صوت والده).... السودان خلاص
...إتفرتك...قسمو نصين ... يعني ، بقي سودانين اتنين.
طفل2 : ( يتدخل ) أي يا استاذ... أمبارح جابو في التلفزيون أنو الجنوب ...داير
ينفصل خلاص..!!.
طفل 3: ( للأستاذ ) وكت ما السودان ده ما \" إنقرض\" مالكم قاعدين تحفظونا
في النشيد ده ؟.
طفل 6 : حنغني النشيد لايتو سودان يا أستاذ ؟
الأستاذ : ( مرتبكا لا يرد )..!!
طفل 4: أبوي قال : أخير ينفصلو..... العبيد ديل تاني ما دايرنهم
طفل 5 : ( يشد الاستاذ من يده) أستاذ .... أستاذ
أستاذ بشري : ( يلتفت إليه) نعم يا ابني
طفل 5: عبيد يعني شنو؟
الأستاذ بشري: ( يرتبك مرة أخري) يعني... يعني
طفل 6: ( مقاطعا ) يعني أزرق...عب
طفل7 : ( يضحك ) عاين....عاين... الأستاذ ما عرف يجاوب
طفل 8 : ( يرفع يده ) أجاوب أنا يا أستاذ؟
استاذ بشري: ( وقد غلبه الموقف ) جاوب
طفل8 : عب.... يعني بعاتي
( الأطفال يضحكون)
طفل 5 : ( منتهرا طفل8) ما تنبذ... شول ود حلتنا... ده صاحبي ... أحسن زول
فينا...نحنا نقعد نشاكل وهو يقيف بعيد يعاين لينا...ويضحك ساكت ... ولما
نضارب يقوم يحجز بيناتنا...زولا طيب خلاص. هسي شول دا أحسن
أصاحبي؟... دا حافظ قرآن زينا .
طفل10 : ( يتقدم وقد نفخ صدره) هوي يا زول...أنت عوير .... البلد دي حقت
العرب ...ناس البطانة... يشاكلو فيها زي ما دايرين.
كل الأطفال : ( بصوت واحد) كضبا كاضب
طفل 8 : أبوي قال لي : نحنا الشوايقة ...أسياد البلد... ناس مهيرة بت...
كل الأطفال : ( مقاطعين وبصوت واحد) كضبا كاضب
( الأستاذ والمعلمة ينظران إلي بعضهما في دهشة ولا يستطيعان إيقاف هذا السجال)
أستاذ بشري : ( مصححا) الكلام دا جبتو من وين ....البلد دي حقت كل الناس...
كلنا مواطنين في بلد واحد.... كلنا سودانيين .
طفل 7 : ( معترضا) وكت ما كلنا سودانيين .... الحكومة ليه قاعدة تعمل مشاكل
مع الناس ؟
طفل 3 : لكين يا أستاذ الرئيس ذاتو قال : البلد دي حقت العرب والمسلمين؟
طفلة4 : أبوي عندو كتاب فوقو صور الآثار والاهرامات في الشمالية ...اللي بناها منو يا أستاذ ؟
الأستاذ : بناها أجدادنا النوبيين ... هم أهل التاريخ والحضارة .
طفل2 : يعني البلد دي ما حقت العرب براهم ؟
ماما عديلة : ( ترد ) لا... البلد دي حقت كل الناس اللي عايشين فوقا.
طفلة 5: ( تغير الموضوع موجهة حديثها للأولاد) ... يعني أنتو بفصاحتكم دي ...
ما كتو تتفرجو علي سبيس تون والا توم اند جيري ؟.
طفل10 : ( معلقا ) الحاجات دي حقت الشفع الصغار.... نحنا قاعدين نتفرج علي
سيد الخواتم وهاري بوتر وفامباير...
الأستاذ : ( مستوضحا) ...فام...شنو؟
طفل 10 : فام باير.... يعني مصاص الدماء.
طفل 7: أبوي ذاتو جنو أفلام الرعب ...يكوسا من قناة لقناة
ماما عديلة : ( لنفسها) أعوذ بالله .... أولاد صعبين خلاص.
طفلة7: الأولاد ديل كعبين ... أصلو ما بسمعو الكلام ...ودايما يشكلو في الشارع
طفل4 : أخوي أمس غشاني في اللعب...قمت كسرت البلاي ستيشن.
طفلة 6: ( تشد ثوب المعلمة) ماما عديلة... ماما عديلة ...ليه البنات بقولو لي : يا
حلبية ؟!.
ماما عديلة : ( تمسح علي رأسها بحنان) عشان أنتي بت سمحة.
طفلة 7 : ماما برضو حلبية ... قالت لي : البنات بيغيرن منك لأنو لونك فاتح...
ونضيف... لون القمرة
طفلة 9 : ( محتجة ) ما نحنا برضو لونا سمح وجميل ... لون المنجه.
استاذ بشري : ( يشير اليهم بأن يتوقفوا وقد علته الدهشة )
...خلاص...خلاص...كفي ...انتو قاعدين تجيبو الكلام ده من وين؟
طفل 3: ( بمنتهي البراءة) من الدكان
( المعلمة لكل الأطفال وهي تنظر للأستاذ مستأذنة).... ياللا نتابع
التدريب ...( للأطفال) نشيد \" وطني\"...استعد
الأطفال : ( جميعا بصوت واحد)
وطني...وطني...فوق القمم
( في أثناء القاء النشيد تنتاب أستاذ بشري حالة غريبة فيعلق علي كل مقطع من النشيد بصوت مكتوم ولكنه يتحول إلي صدي مسموع للجميع)
أستاذ بشري : ( لنفسه ) والله نحنا كضابين كضب!!. الكلام ده كان زمان.
الأطفال : ( جميعا بصوت واحد)
رمز بلادي...فوق الأمم
أستاذ بشري : ( لنفسه ) يا حليلك ياوطن ...تعال شوف بقينا تحت الجزم.
الأطفال : ( جميعا بصوت واحد)
كل صباح ..أرفع علمي
أستاذ بشري : ( لنفسه ) علم شنو تاني اللي برفعوه ... واياتو علم؟
الأطفال : ( جميعا بصوت واحد)
راية ديني...أنا أحميها
أستاذ بشري : ( لنفسه ) راية شنو : هي الله ؟!!... ما خلاص الحكاية إنكشفت وبقت واضحة ...وفاضحة....وممهورة بختم الفساد.
الأطفال : ( جميعا بصوت واحد)
أدعو ربي أن يعليها
أستاذ بشري : ( لنفسه ) وين مع كل الظلم اللي عايشنو؟... بقينا أسفل سافلين.
الأطفال : ( جميعا بصوت واحد)
وبروحي دوما...أنا أفديها
أستاذ بشري : ( لنفسه ) والله روحي دي تاني ما ألعب بيها 00 ... أخير تمشي
بحقها...بدون غش!.
( الأستاذ بشري لا يتمالك نفسه فيبدأ بالضحك حتى يتحول تدريجيا إلي ضحك هستيري . المعلمة تحاول تهدئته وسط ضجيج الأطفال....الأستاذ بشري يتحول من الضحك إلي البكاء الحار ثم ينهار وسط دهشة الجميع ).
( يتبع... المشهد الثاني)
المشهد الثاني:
(نفس الروضة ولكن في مكتب الأساتذة . الأستاذ بشري يستريح علي مقعد بينما يحوطه ثلاثة من زملاءه المعلمين .بعض المعلمات يقفن من بعيد يهمسن مع بعضهن في انتظار الاطمئنان علي سلامة أستاذ بشري).
أستاذ خليل : ( للأستاذ بشري ) اها... كيف يازول هسي؟
أستاذ بشري : ( وهو يتنفس بصعوبة ) .... الحمد لله ... أحسن شوية
أستاذ مالك : ( للأستاذ بشري) ... كفارة يازول.... مالك؟.....الحصل شنو؟
أستاذ بشري : ( بتوجس وهو يخرج منديله ويمسح رأسه) ...الأولاد الصغار ديل
ما هينين.! ... يا أخي ديل قاعدين يقولو في كلام يحير!!.
أستاذ عبد الواحد: خير... مالهم ؟
أستاذ بشري : ( ينظر إلي المعلمات اللاتي يشعرن أن هناك حديث خاص بين
الرجال فينصرفن مستأذنات)
.... وأنا قاعد أحفظهم الأناشيد.... بشعر أنهم \" ناقشين\" حاجات كتير..(
صمت ثم يتابع)...كلامهم ذاتو يخوف..... أسئلتهم بقت صعبة علي أطفال في سنهم...
( يتنهد ثم يسترسل )... يومتها بحفظهم في نشيد \" أنا سوداني\" قام نط الواد سيد... قاطعني ... قال : السودان كلو ... حق المؤتمر وطني..!!
قلت ليهو: يا ابني السودان ده حق الجميع .... قام الولد حسن ...اللي لسه ما طلع
من البيضة ... قام رد عليهو...وقال : أبوي قال ....ناس المؤتمر الوطني ديل .....كلهم ( يقوم بحركة بيده توحي باللهط أو اللهف )... وتعال شوف.... الشكلة دورت. ... واحد يقول أبوي قال : هم أسيادا ....والتاني يقول البلد نصها ختمية.. وداك يقول ليك بلد الأنصار. وداك يقول : كلو الا العلمانيين....والحكاية جاطت.
أستاذ خليل : ( لاستاذ بشري ) الزي ديل تطلعهم بره الفصل طوالي
أستاذ بشري: ( ينهض من مقعده ) أطلعهم كيفن والمدير ما بيدور في وحدين
منهم الهبشة
أستاذ خليل : ( بحركة من يده ساخرا) الواد سيد أبوه ما مبكم المدير بالتبرعات .
أستاذ مالك : الأولاد ديل مجرد صور مصغرة لمجتمعاتهم الأسرية ... اللي
بيشفوه ويسمعوه في البيت والتلفزيون بحفظوه طوالي ويجو يدشوه
هنا في الفصل.
أستاذ سيسي: ( يتنهد) يا حليل التعليم في زمنا ..... من الخلوة للمدرسة
طوالي.
أستاذ خليل : الكلام ده كان زمان .... زمن الجد والعمل.... الناس كانت بتحب العلم
والدولة بترعاه... والمنافسة كانت بشرف .
استاذ مالك : وكلو بالمجان .... نحنا وقت ما غنينا \" أنا سوداني \" قبل كم
وعشرين سنة ... الكلام كان بيطلع حار .... صادق من القلب .
أستاذ عبد الواحد : ( يغني ) .... أنا سوداني أنا .... أنا سوداني أنا
( مجموعة الاساتذة يرددون وراءه و\"يبشرون\" له . بعد قليل تشاركهم مجموعة المعلمات وهن يرددن نفس المقطع مع المجموعة . الجميع يندمجون في الغناء حتى يدخل المدير ويقف علي مدخل الباب وقد أصر وجهه . الجميع يتوقفون عن الغناء ولكن المدير يفاجئهم بعد برهة).
المدير : ( يغني ويرقص منتشيا ) أنا سوداني أنا .... أنا سوداني أنا
( بعد انتهاء وصلة الغناء هذه التي يندمج فيها الجميع، رجالا ونساء بما فيهم المدير ، تخرج مجموعة المعلمات ، بينما يتوزع الأساتذة حول غرفة المكتب وقد اعتراهم قلق ما. المدير يجلس منهارا علي أقرب مقعد بينما أستاذ بشري يلوح بكراس علي وجهه كي يغير الهواء).
أستاذ بشري: ( للجميع ) المكتب ده سخن والا سخنت براي؟
أستاذ مالك : سخن....دا بقي فرن عديل
المدير : يعني كان لازم ترجًعو بذكرياتنا لورا؟
أستاذ سيسي: أخير نجتر الذكريات ... ما يهو نحنا في الزمن الحاضر... عملنا
شنو؟... بلا في بلا .
أستاذ خليل : نحنا ما جيلنا بيختلف .... رضعنا من ثدي الوطن ...رشفة ... رشفتين
المهم....طلعنا بحاجة.
المدير : ( ينهض من مقعده ) ذكريات ساكت... بقينا زي الجمل اللي بياكل من
سنمه.... والسنم ذاتو كمل.
أستاذ بشري : ما ناس الحكومة برضو من جيلنا.... رضعو من نفس الشطر
أستاذ سيسي : ( منفعلا) علي الطلاق ديل لا شمو ريحتوه ولا حتي شافوه
أستاذ خليل : ( محذرا) يازول هوي ..... (علي الطلاق) دي ما حقتنا...دي حقت
صاحبها وبقت ماركة مسجلة..عليها حقوق ملكية فكرية.
أستاذ مالك : الله يجازيهم..... ديل قطعو الشطر ذاتو بعد ما نشفوه .
أستاذ خليل : يعني..!! أديبنا المرحوم ما كان غلطان لمن قال :
أستاذ بشري : ( ينهض مقاطعا) من أين أتي هؤلاء ؟.
المدير : ( كأنه يتذكر) البلد دي كات ماشة زي الساعة ... اللي قلب حالا شنو؟
أستاذ مالك : ( ساخرا) لأنو الساعة ذاتها قلبوها.... خلو العقارب ترجع لورا....
غشونا .... قالو : ساعتكم دي ما ماشة علي الدرب العديل .... نحنا
ننقذكم ونصلحا ليكم عشان تعرفوا أوقات الصلاة .
أستاذ خليل : اها... وصلحوها ؟
المدير : ..... صلحوها شنو يا أستاذ؟ ...ديل شلعوها..... وباعوها ....خردة.. سجم
الرماد ... ما في زولا تاني بشتريها.
( مجموعة الاساتذة ومعهم المدير يزيحون المقاعد ويقدمون عرضا خاصا)
يا أهلنا .... يا ربعنا ....
يا ناس البوادي والحضر
من منكم كان قد حضر
لما الوطن كان وطن
رافع راياته وسط الأمم
وعزة شعبه في القمم
وسط إفريقيا...كان أسدا مهاب
وبين العرب ...حكيما لباب
والغرب ليهو...
حاسبين حساب
تقول سوداني ...وكفي
شعب واحد ما فرزوه
ما قطعوه... ما شلعوه
نزرع ونصنع...
بالعزة والكرامة نحصد رخا
قليل ..كتير..الشعب حمد مولاه...
وإكتفي
هسي... دا كله ضاع
....إختفي
حتي الهمة والأمانة
والوفا!!.
وين راحت..؟
المدير : ( ينادي ) يا خلق هوي..... عليكم الله .....ما لاقكم شعب ضايع في
الطريق؟. كايس أمانته وشرفه وعزته...
سرقوها الأبالسة ... الله يجازيهم ... قالو الرفيق قبل الطريق
وين نمشي تاني .... الطريق بقي كلو \" حسكنيت\" ...داير حريق
أستاذ سيسي: ( يرفع يده سائلا ).... أسال صديق؟
أستاذ خليل : ( يصرخ ) الشعب وين يا خوانا ؟
أستاذ مالك : شايل همومو.... حزين وهايم...مشتت جوه الديار...
هاجر... وصل يهوذا...قطع فيافي ...وخاض بحار .
وطن الحنين أداه قوة....هزم الصعاب
ما رمشت عيونه لناطحات سحاب...
عايش حياتو ..هناك ، متفاعل ، مندمج.. وقلبو وين ؟
أستاذ خليل : في جوفو قلب واحد
معلق بالحنين
زمن الطفولة والسنين
واااااااي...
كان ما بتعرف ألم الفراق....
كان ما قلة الحيلة ...ما كت بمرق براي
أستاذ مالك : ابشر يازول ..... ما إنت برضو في أرض الله ...والقدم ليهو رافع
أهم حاجة : \" كرب\" علي الشهادتين. وكان لقيت طريقة... بلغهن.
منو عارف ؟!.... أمكن نجيك نحنا!.... أو نتلاقي عند المولي.
أستاذ مالك : ( محتجا ) نمشي وين ؟ ....ما يهو دا اللي دايرنو الجماعة... نطفش
المدير : ( بحركة من يده ) بالكية...... قاعدين علي قلوبكم لمن تزهقو...
من وجوهنا ...تنكشحو بره وتمرقو .
( الأساتذة يجلسون علي المقاعد ويعتلون \"الترابيز\" في وضع تحد ظاهر).
المشهد الثالث :
( الأطفال في ساحة الروضة وحدهم . أكبر الأولاد سنا وأكبر البنات سنا يشيران كل لفريقه بأن يذهبوا ويتحسسوا لمقدم شخص ما . الأطفال يتوزعون يمنة ويسرة ، حتى إذا شعروا أنهم بعيدا عن الرقابة أخذوا راحتهم وراحوا يتنفسون بنفس عميق وكأنهم يشمون الهواء لأول مرة . الأطفال يقومون بتمارين إيمائية ويؤدون حركات رياضية بمنتهي الرشاقة والرقة. أكبر الأطفال سنا يتقدم إلي مقدمة الخشبة ويخاطب الجمهور .)
الطفل الكبير : سيداتي ... سادتي ،لا تستغربوا لمسلكنا ... أليس الله تبارك وتعالي يضع سره في أضعف خلقه؟( يصمت قليلا وهو يذرع مقدمة الخشبة جيئة وذهابا )
ما سترونه الآن هو مجرد حلم ، أردنا أن تشاركونا إياه وعليه ، لا نتحمل مسئولية تأويلاتكم ... كل الذي نريده منكم... إعمال العقل...وتشغيل الفص الثاني من المخ واتخاذ موقف.... ثم فعل.... فالحق أقول..وبكل احترام: ربما تحسنون القول .... ولكن!!..لا تجيدون العمل ... ولا تكترثون لما هو حاصل أمامكم... وهذه مذمة عظيمة... في حقنا .... قبل أن تكون في حقكم ... ألسنا فلذات أكبادكم؟...
مستقبل الأمة ...أحلامنا... ننسجها من أحلامكم.
فلم تضيعون علينا المستقبل ؟.... لم تقتلون الأمل في نفوسنا؟
لم تلقوننا إلي التهلكة بأيديكم ... وبأفعالكم ؟... بينما ...يفترض أن تكونوا لنا قدوة؟.... علي رسلكم... فقط...تابعونا...بإذنكم .
( الطفل الكبير ينسحب إلي الخلف بينما تتقدم أكبر الفتيات سنا وتخاطب الجمهور)
الطفلة الكبيرة : زهرة الشمس تبدو هكذا ( تشرح بيديها) جميلة اللون، عظيمة
الفائدة ....لماذا لا نزرعها في كل هذه الأرض الشاسعة...
نصنع منها زيتا للطعام ...وعلفا للحيوان ونصدر الباقي لكل العالم...
أين القطن ؟ ...أين الصمغ ؟ أين السمسم ؟.... ( ترد علي نفسها ) كلو بار
وانقرض؟
( تصمت قليلا ثم تنفجر) زهرة الشمس فاسدة....ومن جلبها فاسد
ومن لم يردع الفساد.... كل الفساد... سقطت هيبته ..حري أن يمرغ وجهه في التراب.
( تصمت قليلا) تقول الأرض وقد تشققت بفعل الظلم : نحن لا ننبت الفساد ..... فلا تلوثوا طهارتي...أرضا امتزجت بعرق الأجداد ... وفيها بركة الرب
وعليها الناس يعيشون ويزرعون.... وبترابها يتيممون ويصلون ...تلتصق جباههم بجبهتي وفي النهاية...فيها يقبرون .
( تصمت قليلا) يا لكم من كسالي ...كسالي.... كسالي ...
توكلون الأمر إلي شخص واحد .... يأتي عنوة ويطأ رقباكم بنعاله ....
تخنعون ...وتخضعون.......أجيبونا بربكم.... أأنتم عبيد ... أم شعب حر؟
لماذا هؤلاء يستعبدونكم إن لم تكونوا في نظهرهم أرقاء ؟
أنت أيها المهزوم في داخلك.... كيف ترضي لنفسك ما أنت فيه، إن كان ربك لا يرضاه لك؟!...أن تذل... أو تهان ....يالك من جبان!.
أو لم تعلم أن الله قد أعطاك كل الحرية لتنصر كل معاني الحق ؟
أفق يا هذا ...فقد ولي زمن العبيد ... وأشرقت شمس الحرية ( بحسرة ) الشمس تشرق كل يوم ... وأنت في عينك كل الغشاوة ...لا تري الوجود كما ينبغي والطغاة لا ينصرونكم......ولا ينتصرون
أوليس إبليس يتمظهر في ثوب الانسان ويضله؟...يعده ... ويمنيه.... تماما كما فٌعل بكم؟.
قوضوا حتى أحلامكم وأحلامنا معها ...وكأنكم.... لا تحسنون التمييز في أمور دنياكم.... فكيف ستكون آخرتكم ؟
علي رسلكم... فقط...تابعونا...بإذنكم .
( الطفلة الكبيرة تنسحب إلي حيث البقية . الأطفال يتشاورون فيما بينهم ثم يبدءون في تقديم عرضهم الصامت في شكل لوحات متتالية يدعون اليها كل الأساتذة والمعلمات الذين يساعدونهم في العرض).
اللوحة الأولي :
( الأطفال ومعهم الاساتذة والمعلمات وقد شكلوا نصف دائرة كبيرة توزعوا فيها في شكل مجموعات منها ذو الرهط الكثير العدد ومنها المتوسط ومنها القليل. نري لكل مجموعة زعيم يجلس علي كرسي وخلفه علم مميز بينما أتباعه يفترشون الأرض ويتملقونه وهو ينبذهم ويزدريهم بينما يزدادون تملقا وتمسحا به . بعض الزعماء يلقون بفتات خبز فيهرع رهطهم بالتهمها من الأرض . البعض الآخر يوزع بركاته علي رهطه فيتمسحون به ويقبلون يديه وهو فرح جزلا . زعيم آخر يقرأ من ورقة تلهب حماس رهطه . ينهض وهو يقرأ فيمشون وراءه في صف متلازم.
يعود فيجلس في مكانه فيجلسون تحت قدميه ويتمسحون بثوبه.
زعيم آخر يوسع رهطه ركلا وينهال عليهم ضربا بينما نراهم \" يتلذذون\" لهذا الفعل بل ويتقربون منه طواعية ليأخذوا نصيبهم من الضرب.
الزعماء ينهضون كل وراءه رهطه فيمشون في شكل تقاطعات .
منهم من يصطدم بالآخر ومنهم من يترك رهطه خلسة ويلتحق برهط غيره . الجميع يدخلون في مشادات ونقاشات مستعرة وأحيانا \" عراك\" وفي خلسة منهم يظهر رهط آخر ، فيستولي علي كراسي الزعماء ويخفونها بينما يتركون كرسيا واحدا لزعيمهم القادم بملابس الحرب وعلي صدره كل النياشيين الصدئة فيتحلقون حوله ويتملقونه وهم يهللون ويكبرون الا أنه لا يجلس ، إذ يدعو أكبرهم سنا وهو رجل ملتحي يحمل \" مصلاية\" و \"ابريق\" ولا ينفك من الابتسام ، للجلوس علي الكرسي الوحيد ثم يجلسون أمامه مستمعين . باقي الزعماء ورهطهم يتكومون في زاوية واحدة وقد أصعقهم فقد كراسيهم وظهور زعيم جديد وكرسي واحد فيحدثون جلبة احتجاج ظاهرة .
رهط الزعيم الجديد يغير علي الزعماء الأخريين فيتراجعون بينما تنسل جماعة من الرهط المٌسيطر خلسة فيقتلعون الزعيم الشيخ من مقعده ويسوقونه بعيدا ثم يجلسون زعيمهم ذو النياشين وسط التهليل والتكبير . الزعيم الجديد ينهض من كرسيه فيشرع أتباعه بتثبيته بالمسامير ثم يطلقون البخور عليه ويدسون الأحجبة والتعاويذ تحته. رهط من باقي الزعماء يبدءون في التقرب إلي الزعيم الجديد واحدا تلو الآخر وهم مطأطئي الرأس مؤكدين زعامته. الإضاءة تخفت تدريجيا حتي تتحول الي ظلام دامس)
اللوحة الثانية:
( الإضاءة تعود تدريجيا وتركز علي الزعيم الجديد وقد جلس علي كرسيه وقد أحاطه ممثلين عن الجند والقضاة ورجال الدين ورجال الأمن والشرطة بملابسهم المميزة . الجميع يتدارسون خطة ما ولكن سرعان يخفون ما كانوا يتدارسونه بمجرد سماع جلبة في الخارج .
الزعيم الجديد يتقدم رهطه فيؤمهم ويوحون بأنهم في صلاتهم خاشعين.
( بعد قليل) يدخل وزير المالية ومن وراءه صف من حملة \" الإيرادات\" فنري كل واحد منهم يحمل سلة فوق رأسه مكتوب علي كل منها مصدر الدخل: البترول ، الذهب ، الكروم ، الجبايات ، الضرائب. الجميع يضعون سلالهم أمام الزعيم الذي يبدو عليه ومن حوله الشره فيشرع في توزيع بعض \" الغنائم \" عليهم حتي تمتلئ جيوبهم ثم يأمر بأن يضعوا ما تبقي وراء كرسيه. الزعيم ينهض ويبدأ في الرقص فرحا .
( من الخارج ... يسمع صراخ وأنين الشعب . الزعيم يتجه إلي مصدر الصوت ليلقي خطبة صامتة ويبدو أنها مشحونة بالإفك ، لأن صوت الجماهير لا يتجاوب معها في البداية. أعوان الزعيم يهرعون إلي حيث مصدر الصوت فيلوحون بالسياط والرشاشات حتى نسمع بعد قليل صوت الجماهير وقد أتي مخنوقا:
الصوت : ( من داخل الكواليس) سير ..سير يا أمير
(صف من بعض الجماهير يظهرون من يمين الخشب ويقطعونها حتي المنتصف وقد بدا عليهم البؤس والشقاء. الجند يركلونهم ويضربونهم بالسياط ، ثم ينهبون ما في جيوبهم ويخلعون ساعات الرجال وحلي النساء والأطفال ثم يأمرونهم بمواصلة السير إلي جهة اليسار. في أثناء سيرهم نسمع همهمتهم التي تعلو تدريجيا حتى تختفي باختفائهم جميعا وانحسار الإضاءة تدريجيا حتى يعم الظلام).
الصوت:( موجها إلي النظارة بانكسار )....الخواف ربي عيالو....الخواف ربي
عيالو... الخواف ربي عيالو... الخواف ربي عيالو.
( يسمع صوت آخر من الداخل وهو يحوقل)
الصوت الآخر : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .... نحنا الشعب الوحيد في العالم اللي بيقول الجملة دي : الخواف ربي عياله..... ونعم التربية!!. عشان كدي طلعنا كلنا \" خوافين\".
( اضاءة خافتة تركز علي مجموعة الأطفال وهم يتقدمون نحو مقدمة الخشبة وقد بدا عليهم الاجهاد. مجموعة الأولاد يتخذون ركنا ، يفترشون الأرض ويغطون في نوم عميق ، بينما تتخذ مجموعة الفتيات الركن الآخر ويفعلن نفس الشيء. تعود الإضاءة فتخفت تدريجيا حتى يختفي المشهد بينما نسمع صوت موسيقي حزينة تنبعث من الخارج).
( يتبع الفصل الثاني بإذن الله )
الدمازين في : 2011/0527
محمد عبد المجيد أمين(عمر براق)
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.