هناك فرق إصبع تُشير نحو السماء ..! منى أبو زيد صحيفة ال \"ديلي ميل\" البريطانية نقلت \"قراراً بالفصل عن العمل\" أصدرته إدارة مستشفى \"الملكة إليزابيث\" بحق إحدى الممرضات، بعد أن وصف المتحدث باسم إدارة المستشفى الخطأ الذي قامت باقترافه بأنه \"سلوك مهني مُرعب\" ..! فماذا فعلت ؟! .. استمرت في الحديث عبر هاتفها النقال مدة \"ست دقائق\"، في أثناء وجود مريضة حضرت إلى المستشفى لسحب عينة من الدم، مكتفية خلال تلك الدقائق الست بإعطاء إشارات بيدها للمريضة، عوضًا عن مخاطبتها بوجوب وقوفها على الميزان لقياس وزنها، أو ضرورة رفع أكمام سترتها توطئة لسحب الدم ..! كان هذا هو السلوك المرعب الذي استوجب طردها .. ولا تعليق – بالطبع - ..! أما في الفلبين فشعار مدارس التمريض (نحن نقوم بتمريض العالم) .. الممرضة عندهم سلعة هامة على قائمة صادرات البلاد .. في ظل الطلب الدولي المتواصل عليها .. وحيث تكسب خارج بلادها عشرة أضعاف ما تكسبه الطبيبة داخلها ..! وهي تعمل كآلة مضبوطة على مقاييس الجودة التي لا مكان معها لتعكر المزاج .. أو تذبذب العاطفة .. أو عشوائية السلوك .. أو \"شخصنة\" المواقف .. آلة خارقة (تعمل بكفاءة عشر من ممرضات بعض الدول الأخرى) ثم لا تنسى – بعد كل ذلك – أن تضع على وجهها ابتسامة ..! وقد بات معلومًا أن الأخطاء الطبية الناتجة عن إهمال التمريض أكثر فداحةً وشيوعًا من تلك الناتجة عن أخطاء الأطباء .. والدليل أننا عندما نذكر أن أول عملية (زراعة كلية) أُجريت في السودان لا بد أن نذكر أن (فشل التمريض) كان السبب الرئيس والمباشر في وفاة المريض .. على الرغم من نجاح العملية نفسها ..! كلية التمريض في السودان التي تم تأسيسها في خمسينات القرن الماضي بالتعاون مع هيئة الصحة العالمية، عمرها اليوم عمر سيدة حكيمة وخبيرة لا يجب أن يعجزها شيء .. لكن الحقيقة هي أنها وبرغم عراقتها لمّا تزال تفتقر إلى التطور المطلوب في التخصصية .. والمنهجية .. وجودة الأداء المهني لخريجيها مقارنة بزملاء مهنتهم في الدول الأخرى، ودعونا من الفلبين لأنها قمة الهرم ..! حين تشر إصبع إلى السماء ينظر الناس إلى السماء وليس الإصبع . ف الإشارة - أي إشارة - ليست حدثاً بل دلالة على وقوع حدث .. هذا هو (الفَهَم) الذي يجب إسقاطه على السؤال القائل (لماذا الممرضة الأجنبية أفضل وأوفر)؟! .. \"ننظر إلى الاستفهام باعتباره إشارة أو دلالة على وجود قصور واضح في (كم) و(كيف) أداء التمريض المحلي .. ثم نجيب بنزاهة .. لأنها تتقاضى أجر واحدة وتعمل بكفاءة باقة ممرضات محليات .. وعوضًا عن التحديق في الإصبع الممدودة نحو مواطن القصور الأفضل أن نسعى إلى تداركه ..! حبّذا – بالطبع - أن لا تكون الممرضة أجنبية .. إنما شريطة أن لا تكون المحليَّة مُضربة عن الذوق .. (صارَّة وشّها) .. ومُركِّبة (مكنة دكتور) ..! التيار