تراسيم.. خلوها مستورة!! عبد الباقي الظافر في فبراير من العام 2001م.. وبعد عامٍ من المفاصلة الشهيرة التي شقت جسد الحركة الإسلامية، إلى جبهة القصر وزمرة المنشية.. خرج المواطن علي الحاج محمد من مطار الخرطوم بجواز سفرٍ عادي.. وجهته الى ألمانيا لحضور مؤتمر.. وقبلها فجر عبارته (خلوها مستورة) التي سارت بها الركبان.. عندما سألوه عن أموال طريق الإنقاذ الغربي المفقودة. حسناً.. ها هو رئيس الجمهورية يعيد فتح الملف المسكوت عنه.. المشير البشير أمام حشدٍ كبيرٍ من فعاليات دارفور.. جاءت محتفياً بإسناد أمر العدالة لأحد أبناء دارفور.. صرح أنّ الدكتور علي الحاج استلم نصف أموال سكر دارفور ولمدة عامين.. وأنّ طبيب التوليد الشهير ضلل الحكومة عندما مررها على جزء يسير من الطريق الكبير..! ولكنّ علي الحاج نفسه، وفي حوار أجريته معه قبل عامين ونُشر في الزميلة \"أخبار اليوم\" قال عن اتهامه بنهب الطريق المهم (أنا ما أكلت مليم واحد).. ودفع الرجل بدفوعات قوية.. منها أنه لم يكن المسؤول التنفيذي عن الطريق.. وكذلك تساءل: لماذا لم تقدمه الحكومة لمحاكمة..؟ ومن الصعب أن يتخيل المرء أن يتمكّن شخص واحد من ابتلاع طريق بحجم الإنقاذ الغربي..! من المفيد أن وزير العدل الجديد محمد بشارة دوسة وفي ذات الإحتفال، تعهد أن يجعل العدل كائناً يسير بين الناس.. ولن يجد الوزير دوسة شارعاً يقدل فيه ويرى فيه الناس نموذجه الرشيد أكثر من طريق الإنقاذ الغربي.. فإنسان دارفور الصابر دفع من قوته يومه ثمن هذا الطريق.. والحكومة تضرّرت من الطريق المغيب.. الذي استغله قادة الحركات المسلحة ليبينوا ظلم المركز.. فمشكلة دارفور أخذت نكهتها واكتسبت طعمها من مذاق السكر المفقود. حتى من الناحية العسكرية، ما كان لهذه الحركات أن تحقق نجاحاً يذكر في تمردها لو كانت الخرطوم موصولة بدارفور بطريق مُعبد، ييسّر من سهولة انتشار الجيش الوطني. الآن ملف طريق الإنقاذ الغربي غادر محطة خلوها مستورة.. فمن الأفضل تكوين لجنة مستقلة.. تعيد إستجواب كل المعنيين بهذا الملف.. وإن تعذر حضور علي الحاج إلى الخرطوم فلتذهب إليه في منفاه.. إن رفض التجاوب فاتركوه للتاريخ..! تكوين لجنة مستقلة يفيد كل الأطراف.. الحكومة تؤكد عبرها مقدرتها على إقامة كل العدل.. الأطراف المتهمة تتاح لها فرصة الدفاع عن النفس وتبيض وجهها أمام الشعب. الصمت لم يعد خياراً. التيار