تراسيم.. الحزن قصة اسمها زينب!! عبد الباقي الظفر الأوكرانية زينب وجه جديد على حي أمبدة الشعبي بأمدرمان.. عيناها الزرقاوان تخبئان حزنًا دفينًا.. المأساة طويلة في حياة الشابة زينب التي تعود إلى أصول تركية.. زينب كانت تبحث عن الجذور.. تريد العودة إلى مجد الاستانة.. وتسأل بإلحاح عن الفارس محمد الفاتح. وجدت بغيتها في سوداني اسمه عمر بن عبد العزيز .. وعمر أيضًا هو قصة مثيرة.. ذهب إلى أصقاع أوربا داعيًًا بالحكمة والموعظة الحسنى.. واتخذ من العمل فى المنظمات الخيرية الإسلامية وسيلة للتقرب من الله. هو في عمله وهي في بحثها ..التقت الأعين.. نيل يبحث مصب.. وأرض جدباء تنشد السقيا .. الحب يتحول الى زواج على سنة الله ورسوله ..زينب تظن انها وصلت الى المراد .. وعمر يحسب ان الله قد استجاب الى دعائه بالزوجة الصالحة فى ارض الهجرة ..الزواج يثمر عن ولدين وبنت.. الذرية الجديدة فيها شيء من سمرتنا الرائعة.. وبعض من بسالة الأتراك ..وكثير من بهاء السلاف. فى مساء بارد كان عمر يتجول بين فقراء الجالية الاسلامية فى اوكرانيا .. وعطفًا على موقعه فى المنظمة الخيرية .. كان يجود على هؤلاء البؤساء بشيء من المال .. ترصده اعين مجرمة .. وترديه قتيلاً يسبح في دمائه .. ويتم نهب ماتبقى في يديه من مال. زينب يكاد الحزن يقتلها .. تفقد شريكها وبين يديها زغب صغار .. لا تريد لهم ان ينشأوا في بلد يُقتل فيه الأخيار .. الحيرة تسد عليها الآفاق .. وهنا يطل بطل اخر .. الملازم خالد عبدالعزيز .. شقيق الشهيد عمر .. خالد يخلف شقيقه الراحل على زوجته وابنائه .. وتختار زينب الرحيل الى السودان. في هذا البيت الصغير في هذا الحي الشعبي.. تقرر زينب ان تكمل بقية عمرها مع زوجها الشرطى خالد.. المولى الواهب يهب للزوجين اثنين من البنين. في مثل هذا الوقت من رمضان وقبل ثلاث سنوات ..يودع الملازم خالد اسرته الصغيرة ذاهبًا في مهمة الى الفاشر .. زينب تسأله ان كان من الممكن ان ترافقه .. وابنة اخيه تلح عليه الا يطيل الغياب. يقع الفارس خالد اسيرًا فى رمال دارفور .. رحلة الأسر تنتهى به الى حصون العدل .. زينب ببعض الأمل تقول (انهم متدينون ولن يؤذوا زوجها).. ولكن ليالي الغيبة تطول .. يموت رب الدار ابو خالد وعمر .. وتظن زينب ان الدنيا قد احكمت حصارها .. كل الذين احبتهم غابوا عن عينيها. الاخ الكريم جبريل ابراهيم .. فى هذا الشهر الكريم شهر الرحمة .. فك اسر زوج زينب .. وان لم تتمكن فتصدق عليها باتصال من زوجها .. ارجوكم يا سادتي في العدل ان تؤكدوا للضيفة زينب بأننا امة مازال الخير فيها. التيار