د.زاهد زيد [email protected] ليس غريبا أن يطال الفساد واستغلال السلطة وزارة من الوزارات فغير المعتاد أن تجد مرفقا طالته يد الإنقاذ وسلم من فسادهم واستغلالهم ، ولكن أن تطال تلك اليد الملوثة وزارة يفترض أنها وزارة للتربية قبل التعليم وأن يكون ذلك على يد من يفترض أنهم تربويون فذلك مما يدل دلالة لا شك فيها بأن هذه الفئة ضالة مضلة وأنه لا حرمة لديهم ولا مبدأ وأن الفساد ينخر في جسدهم مثل الداء الذي لا برء منه . فالفساد أصبح سمة لكل ما هو إنقاذي وأصبح المنتمي لهذه العصبة عنوانا للسرقة واستغلال السلطة وأصبح الناس والدولة بأكملها لا تعرف الطهارة إلا نفاقا ودجلا. ولم يكن تصنيفها بأنها أفشل دولة عبثا بل اثباتا لواقع نعيشة كل يوم. لقد درج المتأسلمون منذ عهد مصالحتهم للنميري على تزوير إرادة المعلمين في انتخابات نقابتهم والاستيلاء على فرعياتها المختلفة خاصة نقابة المرحلة الثانوية وهي نقابة كانت تدر عليهم الملايين عبر فصول اتحاد المعلمين . وحتى يدرك القراء مدى الفساد الذي كان يرتع فيه هؤلاء فقط نذّكر بأن دخل مدرسة ثانوية واحدة من فصول اتحاد المعلمين كان يُعد بالملايين وكان المفترض على حسب اللوائح المالية أن يقسم الدخل بعد استيفاء مخصصات المعلمين على ثلاثة بنود الأول يذهب للمدرسة والثاني لمعلمي المدرسة والثالث للنقابة . إلا أن النقابة التي كانت تحت سيطرة المتأسلمين لم تنفذ طيلة مدتها إلا القسم الخاص بمخصصات المعلمين . أما بقية المبالغ الطائلة فلا يُعرف لها أثر ولسنوات عديدة ؟ إن معظم من كانوا على رأس نقابة الثانوي قبل انتفاضة ابريل 2005م هم من تولى بعد ذلك تنفيذ فصل زملائهم المعلمين ممن كانوا على خصومة فكرية أو سياسية معهم وعلى رأسهم كما يقول الأخ أبو كمال في رسالة بعثها الىَّ الوزير \"حميدة\" والذي كان يسمي الانتفاضة في أبريل ب \"الجوطة\" والذي لعب دورا كبيرا مع أعضاء نقابته من المتأسلمين في إفشال تحرك النقابة ضد نظام مايو . نفس هذه الوجوه التي شردت المئات من خيرة المعلمين من زملائهم هي التى استولت على وزارة التربية وحولتها إلي قطاع خاص بهم فقد عملوا على القضاء على مجانية التعليم وأصبحت حتى المدارس النموزجية طاردة للمعلم الكفء وللتلميذ المتفوق , وفي المقابل فتحوا الباب على مصراعية للاستثمار في التعليم لهم ولمنسوبيهم وعلى سبيل المثال نذكر المدرسة العالمية بالخرطومجنوب والتى استولى عليها أحد منسوبيهم والذي لا يعرف شيئا عن التربية ولا الإدارة وبمساعدة الوزير آنذاك محمد الشيخ مدني دون أن يخسر من جيبه الخاص مليما أحمر ونفس هذا المتأسلم هو الذي قام بفصل عدد من معلمي المدرسة التي استولى عليها عندما طالبوه بزيادة رواتبهم الهزيلة. يقول الأخ أبوكمال في رسالته إن الوزارة تقوم بابتعاث مدرسين ومديرين من المتأسلمين لمدارس الجاليات في الخارج بمرتبات تفوق الخيال حيث يبلغ راتب المدير أكثر من سبعة آلآف دولار بجانب التذاكرله ولأسرته وبدل السكن . وهي مرتبات تفوق مرتبات السفراء في تلك الدول. وبدورنا نتساءل عن مصدر تلك الأموال ولماذا تقوم الوزارة بمنح هذه الرواتب الضخمة ولمدة عامين وتحت أي بند ذلك الذي يتيح تجاوز سقف المرتبات حتي في وزارة الخارجية ، ومدارس الوزارة في الخرطوم نفسها تعاني الدماروالخراب ويعاني المعلمون فيها من الفقر والمسغبة؟ وفي سابقة لا نظير لها عمدت الوزارة إلى تجفيف بعض المدارس خاصة في مرحلة الأساس وبيع أراضيها لبعض منسوبي المتأسلمين لمواقعها المتميزة وكمثال لذلك مدرسة الأساس في الخرطوم وسط وأخري في الطريق للبيع في الخرطومجنوب. أشكر الأخ ابا كمال على رسالته وعلى المعلومات الوافية والتي قمتُ باختصارها وما ذكرتَه هو أمثلة فقط للفساد الذي يعم كافة مرافق الدولة وما وزارة التربية الا مثال آخر لفسادهم وسنوالى فضحهم ليعلم الناس طبيعة حكامه ولتوعيتهم استعدادا ليوم الفصل الذي يرونه بعيدا ونراه قريبا.