د. عبد الباقي دفع الله أحمد [email protected] لم أكن أتصور أن يصل حال قريتي (الكريمت) إلى ما وصلت إليه من تدهور بيئي مريع صباح ذلك اليوم، عندما استيقطت كعادتي فى مرتع الصبا على صياح ديك يوم العيد، معلنا بداية يوم جديد، وأى يوم.. إنه يوم العيد، حيث الشعيرية واللبس الجديد (جلابية دبلان رائعة) مع شبط (شدة) تعلن فرحة طفل لا يتوقع من الدنيا كثيرا، نتحلق منذ الصباح الباكر حول الوالدة علنا نحصل على دبل كباية شاى (استثناءا) انه يوم العيد، مع لبس الجديد، وتصبيح الوالد مع أخذ حق العيدية (قرش) بالكثير. هاجمتنى جيوش البعوض مساء بصورة لا يمكن أن تحتمل، وبعدها بقليل علمت أن الوالدة وبنات الأخ مصابون بالملاريا، وفى نفس المساء تم استدعاء د. سامي الشريف أكثر من مرة لوجود عدد من المرضى بالمركز الخاص بالحلة يعانون من استفراغ الملاريا واسهالاتها، تأملت قليلا الموقف والحال، عندما كنت صغيرا لا يوجد بالحلة مركز خاص أو طبيب واحد بطول الحلة وعرضها بل قل المنطقة بحالها (غرب الجزيرة)، الآن يوجد بالكريمت فقط (33) ممرضة، وعدد لا يقل عن (10) أطباء، والمتعلمين من كل حدب وصوب، ولكنهم جميعا عاجزون عن صد جيوش الناموس ليلا، ومطاردة الذباب نهارا، وها هى مودة وآيات ومحمد يعانون من الملاريا، وجبّرت ايديهم بفراشات لتناول جرعات الدواء بساعات منتظمة. ماذا حدث، لماذا بعد كل هذا التقدم الكهرباء الماء. ولكن عمال الصحة لا يعملون، لا يستطيعون تصريف المياه الراكدة، عربية الأوساخ تعطلت، عربية الرش لا تعمل، وزارة الصحة لا تعرف أن هنالك اسهالات وبائية، وملاريا مستشرية بمنطقة غرب الجزيرة، قال أحدهم إن توقف طائرات الرش قد توقفت لانه لا يوجد قطن.. ولكن بالرقم من ذلك يمد مرض السرطان لسانه ليعلن عن حالات جديدة عند اشراقة كل شمس، اين المسئولين؟؟ لا أدرى!!!!، أين اللجنة الشعبية؟؟؟ لا أدرى!!! هل يعقل أن يعيش المواطن هذا الهلاك خصما على فرحة العيد، ويصبر؟؟؟ يجب أن يصبر،، لأن الصبر مفتاح الفرج. بدأت أحلم وأسال نفسي: هل بالامكان أحسن مما كان؟؟ نعم يمكن أن يسهم المواطن بنظافة بيته، واخراج الحيوانات خارج منزله، وضرورة رمى الفضلات، وتصريف مياه الامطار قبل أن تفعل فعلتها التى رايتها، ولكن بعلم وزارة الصحة وتخطيطها، ومن هنا اقول لوزير الصحة بولاية الجزيرة، اتق الله فى المواطنين، وفى الأطفال فإن البعوض قد مزق أجسادهم الغضة، ولوث الذباب أطعمتهم، على اقل تقدير يجب أن تعمل الحكومة على توفير الحد الأدني ليتمكن المواطن من لعب دوره، ولكن هزم الذباب والبعوض أهالى الكريمت بالضربة القاضية، فهل من مجيب يا حكومة الاقليم الأوسط. أرجو أن تكون الاجابة سريعة لأن الأمر لا يحتمل