شهدت ولاية الخرطوم الأيام الماضية هطول أمطار غزيرة وانخفضت درجات الحرارة .. وتمتع الصائمون بأجواء معتدلة .. بيد ان عدم تشييد مواعين التصريف المثلى و تراكم النفايات والقاذورات .. خلق البيئة الموائمة لجيوش البعوض التي تبقى في كامل استعدادها بانتظار حلول المساء لممارسة غاراتها الليلية في النيل من دماء العباد لتبدأ ملامح الخريف تظهر .. زيادة معدل شراء الناموسيات والمبيدات الحشرية .. وصفوف مرضى الملاريا ، ( الصحافة ) قامت بجولة في بعض انحاء الولاية لرصد معامل تفريخ البعوض وشكاوي المواطنين . بدأت الجولة من الخرطومجنوب التي شهدت امطارا متتابعة حتى امس الاول وان كانت بعض اجزاء الولاية لم تحس بها ، وعلى مدى اسبوعين هطلت امطار في المنطقة من الصحافات الى العزوزاب ومن الشجرة الى الكلاكلات ومن الشقيلاب والدخينات الى جبل اولياء .. وعلى مد البصر كانت مياه الخريف الراكدة تتمدد بالشوارع الخلفية للاحياء ، وتمتلئ المصارف الخرسانية بمياه الخريف الراكدة بانتظار دفعات جديدة من مياه المطر لتساعدها على التحرك ، وفي ود العقلي احد احياء الكلاكلات العريقة كانت بقايا الخريف في كل مكان. ويقول محمد الحسن نعاني في ود العقلي من صعوبة تصريف مياه الخريف وابان محمد ان المشكلة تواجه سكان شرق زلط القبة ودالعقلي مؤكدا انتشار البعوض في المنطقة ، وفي سوق اللفة مازالت بقايا مطر الايام الفائتة تكحل ناظري المارة . بينما شكا مواطنو الحلة الجديدة والقوز من شدة البعوض مؤكدين انهم يعانون منه بسبب مصارف الاسمنت المغلقة المتكدسة بمياه كسورات هيئة المياه ، ويقول بدرالدين علي ان خور المنطقة الصناعية يمتلئ بالمياه طوال العام لدرجة نمو شجرة (البرمبيطة ) التي لا تنمو الا في مياه المستنقعات ومن امدرمان كان اللافت للنظر و البائن للعيان اكتظاظ المراكز الصحية الحكومية والخيرية والمستوصفات على حد سواء باعداد غفيرة من المرضى يبدو على وجوههم الاعياء والارهاق .. ومن داخل احدى المراكز الصحية وجدناه خارجا لتوه من المركز شابا فى العقد الرابع من عمره وقال منتصر احمد : انه شعر باعراض الحمى والصداع واعتقد ان ذلك ربما يرجع الى تأثير الصيام حيث انه يفضل شراب الماء على الاكل وبدأ يشعر كذلك بدوار رأسه خاصة فى منتصف اليوم .يواصل منتصر حديثه قائلا : شككت فى اني مصاب بداء الملاريا وتجاهلت الامر ولكن عندما ساءت حالتي قررت الذهاب الى الطبيب وهناك كانت النتيجة ايجابية : الاصابة بالملاريا ..ويستذكر منتصران هطول المطر و تراكم المياه فى منتصف الشوارع كان السبب في توالد البعوض واعاب منتصر على عمال المحلية الذين قاموا بفتح المجارى تاركين الاوساخ والنفايات على طرفي المصارف مهيأين البيئة لتوالد الذباب والبعوض. وعلى نغمات اصوات الضفادع وبالقرب من مستنقع مياه آسن باحد الميادين صادفناها بصحبة ابنها البالغ من العمر ثماني سنوات وقالت ام محمد تضررنا من عدم تصريف مياه الخريف وانتشار اسراب البعوض ليلا واكدت ام محمد انعكاس تلك الاوضاع باصابة ابنها بالملاريا. وناشدت الجهات المختصة بضرورة الاهتمام بمكافحة الطور الناقل للملاريا و بتصريف المياه ورش البعوض بالحملات المستمرة .