حروف كروية رحم اللّه عامر الحاكم العادل عبد المجيد عبد الرازق منذ أن نال الاتحاد السوداني لكرة القدم عضوية الاتحاد الدولي (فيفا)، تَعاقبت على رئاسته العديد من القيادات الرياضية سواء عن طَريق الانتخاب أو التعيين، ولكن قليلين هُم الذين تركوا بصمة واضحة وإنجازاً زُيِّن به جِيد الوطن وأدخله التاريخ وحافظ على أهلية الرياضة، ومثّل دِرعاً لحماية القانون حتّى أصبحوا مَضرباً للأمثال وقدوةً لكل الأجيال المتعاقبة في كيفية الحفاظ على القِيم والأخلاق النبيلة في مجتمعنا الرياضي. قليلون من سَطّروا إسمهم بأحرفٍ من ذهب منهم من قَضَى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً، وقد فاجئنا القدر أمس الأول بإضافة عملاق آخر لقائمة الذين قضي نحبهم فشق نعيه كل السودان وبكاه كل رياضيي السودان الذين عرفوه رجلاً جميلاً في أخلاقه وفي عمله وفي كل خطواته التي مشاها في حياته المليئة بالمواقف الرائعة لشخصيته الرائعة. خَطفَ القدر أمس الأول قبل أن تكتمل فرحتنا بالعيد، القانوني الضليع والهرم الرياضي الكبير الأستاذ عامر جمال الدين ابن شندي وابن السودان البار بأهله وأحبابه وأصدقائه بعد حياةٍ حافلةٍ بأجمل الأعمال سواء في حياته العملية كقانوني مُتميِّز أو حياته الاجتماعية وهو يتواجد في قلب كل مناسبة ويسابق الجميع، أو حياته الرياضية من شندي الى شارع البلدية بقلب الخرطوم، المليئة بالمواقف التي تثبت عظمة عامر جمال الدين، التي تحتاج لمساحات أكبر من حروفي او حتى من مساحة كل الصحيفة. عامر جمال الدين تولى قيادة الاتحاد السوداني لكرة القدم بالإجماع، وزفته كل الاتحادات الإقليمية في انتخابات 1979م، ومثّل ثنائياً مع السكرتير د. كمال شداد في حماية القانون بعد أن رفع شعار (سيادة القانون)، بمعنى أنّ القانون يسود على الجميع لا مجاملة للهلال ولا المريخ ولا إتحاد الخرطوم الذي يمثل أكبر ثقل فني بين الاتحادات، فطبّق هذا الشعار عملاً لا قولاً. ويكفي أن نشير الى قضية شكاك الشهيرة التي حولت بطولة الدوري من الهلال الى المريخ وقضية رفض تسجيل المرحوم صلاح الأمين للمريخ، وكثير من القضايا التي تمسك فيها بسيادة القانون فعلم من أتوا بعده كيفية المحافظة على سيادة الاتحاد دون مجاملة وإعطاء كل ذي حق حقه. وتولى الراحل عامر العديد من المناصب في اللجان المساعدة وعلى رأسها لجنة الاستئنافات العليا، فأنصف الجميع وطبّق القانون واسْهم بفكره وعلمه في تقوية النظام الاساسي للاتحاد بتعديلات حسب المتغيّرات الدولية. عامر جمال الدين ترك إرثاً كبيراً من المبادئ في مدينة شندي وهو يقود نادي النيل ويجعل منه مدرسة، بل جامعة خرجت العديد من الموارد الادارية على اخذت مكانها على مستوى الوطن الكبير في الاتحادات والاندية، وتكفي الاشارة الى محمد الشيخ مدني وعصام الحاج وعبد المجيد منصور. رحم اللّه عامر جمال الدين بقدر ما قدّم لوطنه وأهله وأصدقائه وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين، وألهم أسرته الصغيرة والكبيرة الصبر وحُسن العزاء. (إنا لله وإنا إليه راجعون) وأعزّي كل أبنائه واعتذر بعد أن حكمت عليّ ظروفي الصحية الأخيرة اليوم الوصول إليهم هناك. الرأي العام