تراسيم.. رئاسة سلفاكير.. إلاّ قليلاً !! عبد الباقي الظافر في مؤتمر باندونق 1955 الذي التأمت فيه كتلة عدم الانحياز احتار الزعيم إسماعيل الأزهري .. كيف يخطف الكاميرا وينتزع اعترافًا دوليًا باستقلال السودان وخروجه من كنف الوصاية الثنائية المشتركة .. الزعيم إسماعيل أخذ خرقة قماش- ربما منديل أبيض- ورسم عليه علم السودان القديم، ووضع العلم أمام طاولته .. تصرُّف إسماعيل الأزهري اعتُبر سابقة عالمية فب انتزاع السيادة . يغادر الخرطوم مطلع الأسبوع القادم وفد سوداني رفيع المقام .. يرأس شقّه العام نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه .. فيما يرأس وفد حكومة الجنوب النائب الأول للرئيس الفريق سلفاكير .. الوفد المعني سيشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة .. ومن ثم يشارك في مؤتمر ترعاه وزيرة الخارجية الأمريكية لتفعيل الشراكة بين الشريكين في السودان .. ومن المنتظر أن يخاطب المؤتمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما . النظرة الأولى تسترعي التعجُّب .. وتجعل المراقب العام للشأن السوداني يتحسّس رأسه .. كيف لا يكون النائب الأول الجنرال سلفاكير رئيسًا لكامل الوفد خاصة أن سيادته سيكون موجودًا على الأرض الأمريكية عشية كل هذه الأحداث .. ربما يمنح هذا الاختلال البرتوكولي نبوءة السيدة هيلاري كلنتون بحتمية انفصال الجنوب صدقية أكبر، إلا أن استحضار مشاهد سابقة سيجعلك عزيزي القارىء أكثرة قدرة للحكم على الأحداث .. في زيارة سابقة للسيد سلفاكير لما وراء المحيط الصاخب .. وجد مستشار رئيس الجمهورية مصطفى عثمان نفسه في وضع حرج .. اسم وزير الخارجية الأسبق لم يكن مضمنًا في قائمة الوفد السوداني الذي سيقابل مساعدة وزير الخارجية جنداي فريزر .. الجميع حاول التبرؤ من هذا الوضع الغريب جدًا . معظم وفود الحركة الشعبية التي تزور الولاياتالمتحدة .. كانت تنظر للسفارة السودانية باعتبارها ممثلاً للمؤتمر الوطني .. وبناءً على هذا الافتراض تنأى هذه الوفود الزائرة عن تلبية أي دعوات من ممثلي الدبلوماسية السودانية .. هذا الوضع لم يتغير حتى عندما كان د.لام أكول وزيرًا للخارجية .. كل تفاصيل حركة هذه الوفود يقوم بها مكتب بعثة حكومة جنوب السودان في واشنطن . في تقديري رغم هذا الواقع من الأفضل أن يكون النائب الأول رئيسًا للوفد السوداني .. رئاسة سلفاكير تقدم إشارات متفائلة بمستقبل الوحدة في السودان .. وفي ذات الوقت تزيل ازدواجية أن تكون رئيسًا وفي ذات الوقت مرؤوسًا .. هذه الوضعية المزدوجة تصنع وضعًا مُربكًا لأهل المراسم في وسط يهتم بالتفاصيل ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وصنع منها حدثًا كبيرًا. هنالك شيء مهم .. الفريق سلفاكير والحركة الشعبية لديهما علاقات واتصالات في تلك الجزيرة وصوتهما مسموع جدًا .. ربما تكون هذه الزيارة مثمرة لو ارتدى الجنرال سلفاكير قُبعة وطنية .. وهذا ممكن جدًا إن أصبح النائب الأول رئيسًا للوفد السوداني .. وباندونق لن تتكرر .. الجنوب يدرك مساره جيدًا. التيار