حضر (غاضبون) وغاب (درع السودان) وآخرين    السهم الدامر والهلال كريمة حبايب في إفتتاح المرحلة الأخيرة من الدوري العام    شاهد بالصورة والفيديو.. تيكتوكر سودانية تثير ضجة غير مسبوقة: (بحب الأولاد الطاعمين "الحلوات" وخوتهم أفضل من خوة النسوان)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تظهر بدون "مكياج" وتغمز بعينها في مقطع طريف مع عازفها "كريستوفر" داخل أستوديو بالقاهرة    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن حفل "جرتق" بلوغر معروف بعد ظهورهن بأزياء مثيرة للجدل    "الجيش السوداني يصد هجومًا لمتمردي الحركة الشعبية في الدشول ويستولي على أسلحة ودبابات"    يبدو كالوحش.. أرنولد يبهر الجميع في ريال مدريد    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    غوغل تطلب من ملياري مستخدم تغيير كلمة مرور جيميل الآن    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    وجوه جديدة..تسريبات عن التشكيل الوزاري الجديد في الحكومة السودانية    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    (برقو ومن غيرك يابرقو)    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوباما يتفرج على نساوين البيت الابيض يتشاكلن حول الرئيس البشير ... بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 04 - 07 - 2009


[email protected]
مقدمة
اضطر البروفسير أندرو ناستيوس ، الممثل الرئاسي الأمريكي الخاص للسودان (2007-2006) للاستقالة من منصبه , والرجوع الى التدريس في جامعته , بعد أن وضع موظفو وزارة الخارجية الأمريكية الخوازيق في جميع مساراته وخططه لحلحلة مشكلة دارفور والجنوب.
وتبعه في موقع الممثل الرئاسي الخاص ، السفير ريتشارد وليم سون (2009-2007) الذي انتهى عمله بانتهاء فترة بوش وقدوم اوباما.
وقد كان الخلاف مستعراً بين السفير وليم سون من جهة , والجهامة جنداي فريزر مساعدة الدكتورة كوندي رايس للشئون الافريقية في وزارة الخارجية . كان وليم سون يدعو لاستعمال العصا الغليظة ضد نظام الانقاذ ، وكانت جنداي تصر على استعمال الجزرة . كان وليم سون يؤمن بان العين الحمرة هي ما يفهمه نظام الانقاذ . فلذلك كان وليم سون يدعو لحظر الطيران فوق دارفور , وقصف الطائرات العسكرية السودانية في مدارجها على الأرض ، ومحاصرة ميناء بورتسودان , ومنع تصدير البترول السوداني , وتعطيل اتصالات المحمول , ضمن اجراءات عقابية اخرى ضد نظام الاتقاذ. وكانت جنداي تقدر لنظام الانقاذ تعاونه مع ادارة بوش في حربها ضد الاسلام ((الارهاب)) والمسلمين ، خصوصاً تعاونها في القضاء على ابو مصعب الزرقاوي في العراق . ونعطي أدناه مثالاً لحدة الخلاف بين هذين التيارين في ادارة بوش .
القرار 1593
في مارس 2005 تم عرض القرار 1593 أمام مجلس الامن . وهو القرار الذي يحول ملف دارفور الى محكمة الجنايات الدولية تحت الفصل السابع . اعطت الدكتورة رايس تعليماتها لممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن بالتصويت ضد هكذا قرار ، أي استعمال حق الفيتو لقتل هذا القرار ، لأن ادارة بوش لا تعترف بمحكمة الجنايات الدولية . عرف وليم سون في الدقائق الأخيرة بهذه التعليمات ، فاتصل بالمندوب الأمريكي في مجلس الأمن طالباً منه الامتناع عن التصويت , بدلاً من استعمال الفيتو ضد القرار. ولكن المندوب الأمريكي اعتذر له بان التعليمات واضحة , ولا تقبل المراجعة . عندها تلفن وليم سون لاليوت ابرامز في مجلس الامن القومي الأمريكي , الذي اتصل مباشرة بالرئيس بوش , الذي أصدر قراره بالامتناع عن التصويت .
لولا تدخل وليم سون في الدقيقة ال 59 , لم يكن محمد احمد السوداني ليسمع بأوكامبو ومحكمته ، ولم يكن ملف أمر قبض الرئيس البشير ليجنن عبد الباقي ، ولم يكن توب اوكامبو ليظهر في أسواق الخرطوم ، ولكن .......
بعدها ختتها ( صرتها ) جنداي للسفير وليم سون . وبدأت تشتغل ليه شغل جد جد . وسرعان ما وجد وليم سون نبيذه مليئاً بالماء , وصحن أكله كله طين في طين . واستمرت جنداي في مساختها الى ان وصل اوباما الى البيت الابيض ، فاستراح وليم سون من كجور جنداي وصحبها الابرار.
الجنرال قريشن
عين اوباما الجنرال قريشن مبعوثاً رئاسياً خاصاً للسودان ، وبالأخص لحلحلة عقدة دارفور. أوصى اوباما صديقه قريشن بان يكون ناعماً مع جلاوزة الانقاذ ، حسب سياسة اوباما الجديدة التي تدعو للدبلوماسية الناعمة , بدلاً من المواجهة الخشنة , في التعامل مع اعداء اسرائيل وامريكا الحقيقيين والوهميين.
وجد الجنرال قريشن دعماً من المستشارة سمانتا باورز المسئولة عن ملف السودان في مجلس الأمن القومي الامريكي ، وكذلك من الجنرال جيمس جونز رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي . اختارت الدكتورة باورز جميع مساعدي الجنرال قريشن من الرجال الذين تعرفهم معرفة شخصية , وتطمئن الى ولائهم لها , ولسياستها التصالحية مع نظام الانقاذ ، ومنهم روب ساتروم الذي يحكي في التلفون مع الدكتورة باورز أكثر من حكيه مع رئيسه الجنرال قريشن.
وصل الجنرال قريش الى الخرطوم، وأعلن , على رؤوس الأشهاد , صداقته وحبه لأصدقائه الانقاذيين . كما انكر عدم وجود ابادات جماعية في دارفور. وتعلم الجنرال قريشن السلام والتحية على الطريقة السودانية بالحضن والقلد والذي منه . وكانت الدكتورة باورز تراقب كل ذلك وهي جد سعيدة , بان خطتها سوف تكلل بالنجاح . ( سوف نستعرض خطتها لاحقاً في هذه المقالة ) . ولكن , ولعن الله هذه اللكن . نسيت الدكتورة باورز غريمتها هيلري كلينتون وزيرة الخارجية وكذلك السفيرة سوزان رايس في مجلس الأمن .
كلينتون ورايس
السكرتيرة هيلري كلينتون خاتاهو قرض مع المستشارة باورز ، منذ ان شتمتها الأخيرة باقذع العبارات اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية الاخيرة . فقد كانت باورز مستشارة لحملة اوباما الانتخابية , وعيرت هيلري بانها مجرد صرصورة . طلبت هيلري من اوباما أن يطرد مستشارته لأنها (( هيلري)) ليس عندها طين لكي تقذف به باورز. وكان ان استقالت باورز من عملها كمستشارة , واستمرت في عملها مع اوباما كمتطوعة دون أجر. بل كانت تدفع مصاريف أكلها واقامتها في الفنادق من جيبها الخاص , طيلة حملة اوباما الانتخابية . وعليه فان العلاقة بين هيلري وسمانتا كما العلاقة بين الشحمة والنار. كل واحدة تحمر وتحدر للاخري اذا تلاقيتا .
عينت هيلري نائبها في وزارة الخارجية ديفيد استنابيرغ لكي يتابع ملف السودان , ويكون شوكة حوت في حلق المستشارة باورز وارجوزها الجنرال قريشن . شمر ديفيد سواعده , وبدأ في حفر الحفر أمام مسار الجنرال قريشن .
صرح الجنرال قريشن ذات يوم بان دارفور خالية من الابادات الجماعية ، وهناك بواقي جرائم حرب سببها المتمردين . رد عليه ديفيد استنابيرغ صبيحة اليوم التالي بتصريح ناري , يؤكد بان ادارة اوباما لا تزال تؤمن بوجود واستمرار الابادات الجماعية في دارفور. واتصلت هيلري برامبو مدير مكتب اوباما الذي يكجن نظام الانقاذ كما يكجن الرئيس البشير المدعو اوكامبو. وامتثل رامبو لطلب هيلري وقام بتضمين فقرة في تصريح لأوباما يؤكد فيه وجود واستمرار الابادات الجماعية في دارفور. واسقط في يد الجنرال قريشن ، اذ ان الحصان ذاتو قد نطق بالمحظور.
وبلعتها المستشارة باورز من هيلري الصرصورة ، ولبدت لها في الكورنر.
مؤتمر واشنطون
التقى ثلاثون من قيادات المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في واشنطون يوم الثلاثاء الموافق الثالث والعشرين من شهر يونيو المنصرم , وبحضور 170 مراقباً ينتمون الى 32 دولة ومنظمة دولية من دول الايقاد واصدقاء الايقاد , بالاضافة الى اربعة رؤساء وزراء افارقة سابقين . دعى الجنرال قريشن لهذا المؤتمر لبحث تطبيق اتفاقية السلام الشامل والعمل على حلحلة المشاكل المتعلقة بتنفيذ الاتفاقية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.
بدأ الجنرال قريشن في تقديم المتحدثين ونادى على نائب وزيرة الخارجية ديفيد استنابيرغ ليخاطب المؤتمر. ولكن كان ديفيد خارج قاعة المؤتمر في ونسة دقاقة مع معالي الدكتور غازي صلاح الدين ومعالي الفريق مالك عقار، رئيس وفد المؤتمر الوطني والحركة الشعبية على التوالي. تم اخطار الجنرال قريشن بان ديفيد خارج قاعة المؤتمر يتونس مع دكتور غازي ومالك عقار. عندها رفع الجنرال قريشن الجلسة وطلب من المشاركين اخذ ((عشرة ونسة)) ريثما ينتهي ديفيد من ونسته مع دكتور غازي ومالك عقار , ومافيش حد احسن من حد . رجع ديفيد مع دكتور غازي ومالك بعد حوالي عشرين دقيقة .
وعرف جميع المشاركين أن القوة الحقيقية وراء المؤتمر في ايادي ديفيد وان الجنرال قريشن مجرد واجهة ، ولا يملك من امره شيئاً بدون ديفيد ومن ورائه هيلري كلينتون . وسجلت هيلري قوناً ثانياً في شباك سمانتا باورز.
اذا كنت تنزل في فندق حياة , فكنت سوف ترى الجنرال قريشن يحضر للفندق في تكسي اصفر , ويغادر في تكسي اصفر , في حين يصل ديفيد في عربة ليموزين يقودها سائق ببدلة كاملة وكرافتة .
سوزان رايس
الدكتورة سوزان رايس مندوبة أمريكا في مجلس الأمن من صقور ادارة اوباما , وهي في معسكر هيلري , وضد المستشارة سمانتا باورز والجنرال قريشن . أيام ادارة بوش كانت سوزان رايس تدعو للتدخل العسكري الامريكي المباشر في دارفور. واقترحت ان تشن القوة الامريكية المتواجدة في جيبوتي هجوماً كاسحاً على نظام الانقاذ ، تدمر فيه كل الطائرات الحربية السودانية على الأرض , وتفرض حصاراً بحرياً على ميناء بورتسودان . وحلفت برأس أبوها انها لن تترك ابادات رواندا الجماعية تتكرر في دارفور في القرن الحادي والعشرين .
وأقسمت بالثلاثة بان مجلس الامن لن يجرؤ على تمرير قرار شطب او تجميد أمر قبض الرئيس البشير الا فوق جثتها الهامدة . ولكنها حية وتتنفس , فلا وألف ألف لا . وطلعت لسانها للمستشارة سمانتا باورز , وارجوزها الجنرال قريشن ، ولسان حالها يقول (( الحي بيعيش ويشوف)) .
السفيرة سوزان رايس لا تحب السكرتيرة هيلري كلينتون . ولكن المصايب يجمعن المصابينا . والمصيبة هنا هي المستشارة سمانتا باورز التي تدعو الى مصالحة وصداقة نظام الانقاذ ، ودعم الرئيس البشير ( وامر القبض فوق رئسه ) ، وترك الحبل على الغارب للرئيس البشير ليسافر الى مشارق الأرض ومغاربها دون قرصنة طائرته . والعمل على فوزه في الانتخابات الرئاسية العام القادم . كل ذلك حتى يمرر الرئيس البشير اجندة وملفات المستشارة باورز في السودان ، في يسر وسهولة وهو يملك على القوة العسكرية التي تمكنه من فرض قراراته (( قرارات باورز)) على جميع السودانين .
فما هي قرارت باورز يا ترى؟
قرارات باورز
الاتفاق السياسي الذي وقعته حركة العدل والمساواة مع حزب الامة في القاهرة يوم الخميس الموافق الثاني من يوليو الجاري .. تحصيل حاصل .. ولن يفيد شيئأ في تطبيق استراتيجية سمانتا لدارفور.
وتعتبر سمانتا ان الحزب الشيوعي السوداني قد اصبح خارج الشبكة بعد سقوط حائط برلين قبل عقدين من الزمان .. وان مولانا مصيره كما مصير الديناصورات , خصوصا بعد احتساب الحاج مضوي . وتؤمن سمانتا ان الامام يسبق قومه بمائة سنة قمرية ..
وعليه فان الحصان الذي سوف تراهن عليه سمانتا هو الرئيس البشير ويتارجح فوق راسه " البتاع " . وتسألك سمانتا مستغربة : كيف يتوقع الرئيس البشير من ناخبي السودان ومعظمهم من الاميين ان يصوتوا في مرة واحدة ويملأون 12 بطاقة انتخاب ، الشئ الذي لا يحدث حتي في الولايات المتحدة .. ولكن ذلك لا يزعجها ِشيئأ , فهي تراهن علي فوز نظام الانقاذ , وعلي راسه البشير , وعلي راسه " البتاع " . ب ألهوك أو ب الكروك , مثلأ : بطاقات الأنتخاب الدستة التعجيزية التي تسهل عمليات التزوير , دولارات السي أي اي , كل امكانيات الدولة خصوصأ في مرحلة التسجيل المفتاحية , وأخيرأ التزوير الواضح الفاضح أذا دعي الأمر .
نستعرض بايجاز ربما كان مخلاً قرارات المستشارة سمانتا باورز التي سوف تضمنها في سياسة ادارة اوباما للسودان للسنوات الأربعة القادمة المنتهية في يناير 2013 ، والتي سوف تتوقع من صديقها الرئيس البشير تمريرها وكأنها قراراته وليست املاءات امريكية.
اتفاقية السلام الشامل
سوف يعمل نظام الانقاذ على التعاون الوثيق مع الحركة الشعبية لتطبيق اتفاقية السلام الشامل.
سوف يتعهد نظام الانقاذ بقبول الحكم الصادر من محكمة العدل الدولية بخصوص أقليم ابيي ونزع سلاح قبائل المسيرية حتى لا تدخل هذه القبائل في عراك مسلح مع قبائل الدينكا اذا جاء الحكم لغير صالحها.
الاتفاق مع الحركة الشعبية على قانون الانتخابات وترسيم الحدود والتعداد السكاني والدوائر الانتخابية قبل الانتخابات العامة في ابريل 2010 والاستفتاء في يناير211.
الاتفاق مع الحركة الشعبية بخصوص الانتخابات والاستفتاء في أقاليم جنوب كردفان والنيل الازرق.
مبتدأ وخبر تطبيق اتفاقية السلام الشامل هو أن يضمن نظام الانقاذ عقد الاستفتاء في يناير 2011 تحت رقابة دولية صارمة وبضمانة قوات الأمم المتحدة المتواجدة في جنوب السودان , وفي شفافية ونزاهة ومهنية لا يأتيها الباطل من خلفها أو من بين يديها.
وان يتم تنفيذ نتيجة الاستفتاء فوراً بواسطة نظام الانقاذ والحركة الشعبية وبضمانة مجلس الامن تحت الفصل السابع.
وقد اخذت المستشارة باورز علماً بان ملك الملوك قد بارك انفصال جنوب السودان عن شماله اذا قرر مواطنو جنوب السودان ذلك في استفتاء يناير2011 . وتنوي باورز تعميم هذه المباركة على باقي الرؤساء العرب والأفارقة.
واخيراً يوافق نظام الانقاذ والحركة الشعبية على استمرار شرعية السلطة الحاكمة بعد التاسع من يوليو2009 , بما في ذلك رئاسة الدولة والسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية , ويتم تعديل الاتفاقية والمادة الثالثة من الدستور الانتقالي الفيدرالي والدستور الانتقالي لجنوب السودان ودساتير الولايات وجميع القوانين المتعلقة , وذلك بالتراضي بين نظام الانقاذ والحركة الشعبية.
دارفور
خطة المستشارة باورز بخصوص حلحلة مشكلة دارفور تنبني على سحب البساط من تحت اقدام حركات التمرد , وشفط كل الرياح من اشرعتها . وذلك بان يقوم نظام الانقاذ بتنفيذ الاجراءات الملخصة ادناه فوراً وفي مهنية وشفافية تضمن الانتهاء من هذه الاجراءات بنجاح , وفي موعد لا يتجاوز ابريل 2010 , موعد الانتخابات القادمة.
اولاً: ترحيل القبائل الوافدة من دول غرب افريقيا خارج دارفور , وتنضيف جميع حواكير دارفور من اي وجود لهذه القبائل الوافدة.
ثانياً: نقل قوات حرس الحدود (( الجنجويد الرسمي )) من دارفور الكبرى الى المراكز الحدودية مع مصر وارتريا واثيوبيا.
ثالثاً: نزع سلاح الجنجويد الشعبي والدفاع الشعبي والقوات الخاصة والشرطة الشعبية وكل السلاح المتواجد خارج اطار القوات النظامية في دارفور الكبري .
رابعاً: وقف كامل وشامل لاطلاق النار من جانب نظام الانقاذ في دارفور الكبرى.
خامساً: تأهيل القرى المتأثرة بالحرب . ويشمل ذلك حفر الابار وبناء المدارس والمستشفيات ونقاط الغيار ومنازل مناسبة للنازحين والفارين من اللاجئين.
سادساً: صرف تعويضات شخصية مناسبة لكل النازحين واللاجئين لتمكنهم من بدء حياة جديدة في قراهم القديمة التي سوف يتم تأهيلها.
سابعاً: تغيير طواقم الحكم في دارفور الكبرى بطواقم جديدة ومحايدة ولم تشترك في الحرب الأهلية.
بعد ان يقوم نظام الانقاذ بتنفيذ البنود السبعة المذكورة اعلاه، يتم عقد مؤتمر عام دارفوري- دارفوري , يتبعه مؤتمر دولي للاتفاق على خطة طريق , مقبولة لكل الأطراف , للتوزيع العادل للثروة والسلطة ضمن اطار السودان الواحد الموحد.
وأخيرأ , وبعد تنفيذ الاجراءات السبعة اعلاه ، سوف تقوم ادارة اوباما , بالتنسيق مع المجتمع الدولي , بتجميد أمر قبض الرئيس البشير لمدة عام قابل للتجديد .
وكان الله يحب المحسنين.
خاتمة
قد لاحظت , ياهذا , ان الأوراق قد تبدلت بين ادارة بوش وادارة اوباما. ابان ادارة بوش كان المبعوث الرئاسي الخاص وليم سون يحمل العصا , وكانت وزارة الخارجية تحمل الجزرة . ولكن في ادارة اوباما اصبح المبعوث الرئاسي الجنرال قريشن يحمل الجزرة ووزارة الخارجية تحمل العصا . واصبح الموضوع شكلة وشد شعر وضرب بالبراطيش بين المستشارة سمانتا باورز، المستشارة في مجلس الأمن القومي الأمريكي والمدعومة من ميشيل اوباما زوجة الرئيس اوباما وصديقتها الروح بالروح من جهة . وفي الجهة المقابلة الصرصورة هيلري كلينتون وزيرة الخارجية والسفيرة سوزان رايس مندوبة امريكا في مجلس الأمن.
سمانتا وميشيل مقابل هيلري وسوزان ! يتشاكلن حول رأس الرئيس البشير . وفاطمة ووداد ينظرن في غيرة وغيظ وحنق لهؤلاء الأمريكانيات القاهرات اللاتي يتشاكلن حول بعلهن.
يا ترى من يظفر برأس وقلب الرئيس البشير في هذه المعركة النسوانية البيت أبيضية !
موعدنا الصبح لنري !
أليس الصبح بقريب ؟
تلفنت سمانتا لمعالي الفريق مالك عقار في مقر اقامته في فندق حياة في واشنطون طالبة منه أن يهدي اللعب شوية ويروق المنقة وبلاش تصريحات نارية . فكان رد معاليه بانه اذا لم يتتورك ويزايد , فان باقان اموم وجماعته سوف يظنون أن الدم يحن وان المندكورو والجلابة قد ختوا رأسهم مع بعض ضد الجنوبيين . وذكرها بان الخال سلفاكير قد عينه رئيساً للوفد وعين الجلابي ياسر عرمان ناطقاً باسم الوفد لأنه يعرف أن المتتورك سوف يكون أكثر تهورأ ولداحة من التركي.
ولم تفهم سمانتا الكلام!
ملعون ابوكي بلد
خطة سمانتا أن تشغل الشريكين (( الانقاذ والحركة)) بالاجتماعات- يونيو في واشنطون، يوليو في الخرطوم، اغسطس في جوبا، سبتمبر في اديس ابابا، وهكذا من اجتماع الى اجتماع ومن مفاوضات الى مفاوضات بغرض المفاوضات حتى يهل هلال يناير2011 . وتم دوره أدور. وتقع الفاس في رأس الجلابة والمندكورو. ويتم تفتيت سودان محمد علي باشا الكبير الى شمال وجنوب ( يحتوي على جنوب كردفان والنيل الازرق ) تحت اسم دولة جنوب السودان وبمباركة ملك الملوك . ثم تفتيت شمال السودان الى شمال ودارفور . وبعدها تفتيت المتبقي من شمال السودان الى شمال ودولة شرق السودان الجديدة . تمامأ كما تفتت أمبييا بروتس . ساعتها سوف يتقلب المهدي عليه السلام في قبره متأسياً على الدولة الاسلامية التي أقامها في السودان الحدادي مدادي في خواتيم القرن التاسع عشر.
ملعون أبوكي بلد ! او كما قال أحد حكماء وعباقرة السودان القديم.
ملحوظتان
+ ان من اخبار قمة سرت السارة ان فخامة الرئيس شيخ شريف شيخ احمد رئيس جمهورية الصومال قد اكد للرئيس البشير وقوف دولة الصومال معه لتجميد امر القبض .. وفرح الرئيس البشير ..
الناقصة تمت ؟؟
+ كتبت مقالاً بعنوان الامام والسفاح والشيشكلي وتلقيت عدة رسائل يسأل أصحابها عن المعنى بالامام . ورددت على كل رسالة من هذه الرسائل موضحأً بان المعنى بالامام هو امام مسجد الشهيد . لذا لزم التوضيح .
كما كتبت مقالاً بعنوان الامام والسيد وأنا، وتلقيت اكثر من عشرين رسالة يسأل مراسليها عن اسم الامام واسم السيد . ورددت على هؤلاء السادة بان اسم الامام المقصود هو الامام روح الله الخميني واسم السيد المقصود هو سيد خليفة .
وقد كنت متحمساً لكتابة مقالتين عن الامام سيد الاسم , ولكن هذه الرسائل قد أطفأت الحماسة في قلمي , وقررت ألصوم لبعض الوقت , على الأقل في هذا الموضوع .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.