خط الاستواء البنطلون الذي يلهب خيال المجاهدين ..! عبد الله الشيخ قبل وقوفى امام هؤلاء المحققين فى مطار شيكاغو ،، كان فى عقلى الباطن وهم كبير ،، عن ،،ياترى ماذا اصيرُ ، عندما أغدو كبيرا..! ها انذا اصبحت كبيراً،، ماذا يعنى تكرش البطن ، و تجاعيد الوجه ؟ والناس فى بلدي إذا اظهر أحدهم تفوقاً فى الاحتطاب على سبيل المثال قالوا عنه أنه ( جمل الشيل)..!؟ .. عندما وقف مصطفى سعيد أمام أجداد هؤلاء قال: ( أنا لا اطلب المجد، فمثلي لا يطلب المجد..!) شوف بالله..! الزول ده جاهز كيف ،، وحاجاتو واضحة كيف ..!؟ سألت نفسى : ( أنا كايس شنو فى البلد دي..!؟ ) .. قبل وقوفى أمام المحقق كانت لدي إجابات قاطعة ونهائية لاحوال كثيرة .. كنت أظن أن الشوايقة ناس سمحين..! وأن معارضة نظام الانقاذ يمكنها أن تفكك دولة الحزب لصالح دولة الوطن ، وأن والى الخرطوم عبد الرحمن الخضر قد مات خجلاً بعد رشة المطر الاخيرة فى ( عاصمته القومية)،، يقولون أنه درس فى الغرب ، وتحصل على شهادة عليا فى الهندسة ..! ، وشاف بى عينو ( الحالة دي ) و كيف ان رجل البوليس، بتاع النظام العام يبتسم فى وجه كل انثى تلبس ( البنطلون) ،..! البنطلون فى بلدي يقيم الدنيا ولا يقعدها .. البنطلون ( يلهب خيال المجاهدين ).. والمجاهدين الذين لايعرفون من (دينهم) إلا تكريب الحبال والجنازير على الرعية ..! قبل وقوفى أمام المحققين كنت اظن أننى ( صحافياً شهيرا) ، وأن اوباما ، شخصياً سيستقبلنى فى المطار ، ويقول لى ( هاي ماي فريند)..! من اين تسرب الي (الحلم) فى اوباما..؟ تسرب الي يا سادتى من صحف الانقاذ التى تؤكد أن ( أجراس الحرية صنيعة امبريالية) .. هكذا أنا فى شيكاغو ( صهيونى فى بلده ، مصهينين منو فى بلد الصهاينة )..! كنت قبل لحظات اعتقد فى أن الشعب إذا اراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ..! ألم يكن الشعب السوداني ينشد الحياة من قبل ظهور الجبهة المعادية للاستعمار ؟ لماذا لم تستجيب أقدارك يا بلد..؟ بدأت اعاين حيطان غرفة التحقيق ،، يقولون أن كاميرات المراقبة تخترق الهدوم ، هذه المطارات الامريكية صورة مصغرة ليوم القيامة ، حيث يقف الناس حفايا ،عرايا ، هنا وهناك ،، من يأخذ كتابه بشماله ( ليس له طعام إلا من ضريع ) .. أخيرا.. مد الي المحقق جواز السفر ، بعد تعفيصه بكميات هائلة من الاختام ، وبعد مروره على ماكينات مكافحة التزوير .. اطلق المحقق سراحى .. ولكن اين اذهب فى هذا الليل؟ .. هل أعرج الى اعلى مع هذه السيور المتحركة أم اندرج الى قبو المكان؟ اين الدفء فى هذا الصيف؟ اين نسكي الذى ادخرته لمثل هذا اليوم؟.. و،، فجأة وقف بجواري اشقر من أهل جزيرة العرب ، فى مثل هذه المواقف يبدو الواحد منا أميراً نجدياً فى خيال الذين لايرون فيه إلا امتداداً لسيدنا بلال.. لا بأس يا (أخا العرب ، كلنا فى الهم شرقُ ).. سألته بالانجليزية ،، ( إمعاناً فى التأكيد على حقيقة الاختلاف بين مزاجه وثقافتى، وحتى لا انسى أن هذا ليس من ثوبى ، وأن ريالاته كثيرة ، و لا تأكلها النار ، وأن دولاراتى افرج عنها وزير المالية بحوالة تسلمتها فى المطار..) .. الى اين يا أخا العرب من العايدين أم من الداخلين.؟ وجدته يسألنى : اين اتجاه القبلة أخي فى الله..؟ .. قطبت جبينى مستنكراً أن يسأل رجل من الحجاز عن اتجاه القبلة وهو يدري أن القرآن الذي نزل ببكة قال: ( أينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله)..! هذه حكاية تطول ،، هذا هو اليوم الثالث وأنا فى حنوط السفر داخل الصناديق الطائرة .. اشرقت الشمس بي فى دنيفر ، وحملنى عصمت خوجلى الى داخل المدينة بعربة انيقة لا يمتلكها أجعص وارث أو قانص فى حوش بانقا التى نقلت أعمالها الى بحري ! ، أووه .. كان يمكن أن تكون لنا بلد مثل هذه فى جبال النوبة ، كان يمكن أن يكون لنا مثل هذا الألق فى جبال الانقسنا ..جبال وسهوب ، وزيفة دون زيف ..! سألنى عصمت خوجلى بلهفة : بحري كيف ؟.. قلت له : بحري عاصمتها الآن (ضيعة ) إسمها كافوري .. هذا السودانى الوديع لا يكف عن السؤال ... السودان كيف ؟ البلد كيف ..؟ قرشى عوض كيف ؟.. ما أن جاء لسانه بهذا الاسم الأخير حتى قلت له : لا يُسأل الخرمان عن خطوب مدلهمة .. يا للهول.. كنت أظن أن السي آي ايه تكافح أي نوع من انواع الكيف ..! هذا السودانى يحمل كيساً ( أضخم من كيس درب فى مستشفيات الانقاذ ( الاستثمارية،، الخاصة ) .. لماذا يتدجج السودانيون بمثل هذا (السلاح) ، وبرغم ذلك يسألون عن (الخرتوم بالليل)..!؟