تأمُلات أقيلوا هذا الوزير كمال الهدي [email protected] . وزير ماليتنا الهمام مشروع وقود انتفاضة جاهز. . فالرجل لا يعي ما يقول ويتغطرس دون مبررات منطقية. . تعددت تصريحاته الغريبة والعجيبة في الآونة الأخيرة وكان آخرها تصريحاً قال فيه أن استيعاب الخريجين في الحكومة يشكل عبئاً ولا يأتي بالفائدة. . من يقول لسيادته أنه شخصياً يشكل أكبر عبء على كل مواطني البلد بأكمله وليس على الحكومة وحدها! . وأضاف السيد الوزير \" منذ العام 2004 وحتى الآن تم توظيف 75 ألف خريج وتابع « ليس لديهم شغلة ولا فكرة عن أي حاجة»، مشيرا إلى أن الخيار الأفضل منحهم فرصا في القطاع الخاص وعمليات الإنتاج.\" . الخريجون ليس لديهم شغلة\" نعم.. لكن هذا شأنكم أنتم كمسئولين يا سيادة الوزير وليس مشكلتهم هم. . أما ما يتعلق بقولك (إنهم ما عارفين أي حاجة) فهذه تسأل عنها أنت وبقية أجهزة نظامك. . عليكم أولاً أن تجيبوا الناس عن جدوى هذا العدد الهائل من الجامعات التي تخرج شباباً لا يفهم شيئاً! . أسألوا أنفسكم عن انتعاش الغناء والطرب والمطربين والمطربات على زمانكم حتى أوشكنا أن نسجل رقماً قياسياً في أعدادهم. . من غيركم يا سيادة الوزير المبجل قد أضاع شباب السودان وأفرغ عقولهم من كل هم سوى التسابق على أحدث موضات قص الشعر وارتداء البنطلونات ( الناصلة) القبيحة! . من غيركم حول قنواتنا الفضائية إلى صالات للرقص واستعراض الأزياء وحوار العقول الخاوية! . ومن غيركم استثمر في صالات الأفراح أكثر من الاستثمار في المشافي والدور الثقافية! . أما فكرة السيد الوزير القاضية بأن يتم تحويل هؤلاء الخريجين للقطاع الخاص فمضحكة جداً. . إذ كيف تتوقع يا سيادة الوزير من شركات القطاع الخاص التي تبحث عن الربح أن توظيف خريجين ما عندهم شغلة ولا يعرفون شيئاً! . هل سمعتم في حياتكم بقطاع خاص يتحمس لتوظيف أناس غير منتجين! إلا إذا كان القطاع الخاص في سودان العز والكرامة يحقق أرباحه من أمور غير مجالات عمله المعلن! . لا أدري لماذا تذكرت حديث الممثلة الجاهلة سماح أنور حينما طالعت تصريح السيد وزير المالية. . فعندما سئلت سماح أنور عن تصريحها الذي قالت فيه أن الشباب الذين تظاهروا بميدان التحرير يستحقون الحرق بالنار بدأت في ( البطبطة) وقالت أنها لم تكن تعرف أن ما يجري ثورة. . وأضافت سماح \" آلولي دول بيخربوا؟! . يعني الممثلة التي يتدافع الناس على أجهزة التلفزيون لمتابعة أعمالها ليست أكثر من إنسانة جاهلة وإمعة لا رأي لها. . ولو تذكرون كنت قد قلت أيام مباراة مصر والجزائر الكارثية وسب أجهزة الإعلام المصرية للسودانيين أن تلك المحنة قد كشفت لنا زيف وجهل وتسطيح الكثير من نجوم الفن والإعلام في مصر. . فقد عبروا عن جهل فاضح وغباء لا نظير له. . وها هي سماح أنور تأبى إلا أن تذكرنا بجهل العديد من ممثلي مصر الشقيقة، وليتها لم تقبل دعوة قناة العربية لها لتبرير موقفها المخجل، فربما كان الصمت أجدى. . أعود لوزير ماليتنا لأقول انه من الأفضل لحكومتنا أن تقيل هذا الوزير اليوم قبل الغد. . فهذا الرجل شرارة ثورة جاهزة وليس من الحكمة في شيء أن يترك أي نظام حاكم الزيت بجوار النار. . أقيلوه سريعاً.. . ولا أقول ليكم حاجة! انتظروا قليلاً حتى تمشوا جميعاً. . صحيح أن ما أصاب السودانيين من وهن وخذلان وخنوع صار محزناً، ربما يمنح الانطباع بأن من حق أي مسئول أن يسئ للمواطنين بأي صورة يراها. . ففي هذه الأيام يحس الواحد منا بأنه صار أقل من القزم لما يشاهده من هوان وذل وجرائم تشيب لها الولدان. . عندما أقارن حالنا بالليبيين الذين يؤكد كل واحد منهم أنهم لن يقبلوا بتدخل أي قوة خارجية لحسم أمر ثورتهم أحس بالضآلة كسوداني بعد أن صار دخول القوات الأجنبية أراضينا أسهل من شرب الماء. . وعندما أسمع أحد الليبيين يقول أنهم متوحدون أكثر من أي وقت مضى، أقول حليل زمنك يا إنسان السودان! . فقد كنا حتى وقت قريب نتباهى بشهامتنا ومروءتنا وجسارتنا. . ظللنا نحدث الآخرين عن تاريخنا المشرف في التصدي للمستعمرين والوقوف بكل جسارة أمام فوهات بنادقهم. . لكن أين نحن اليوم من كل هذا؟! . نسمع عن الفظائع التي ترتكب في بلادنا كل يوم دون أن نحرك ساكناً. . ونكتفي فقط بالشجب والإدانة وسب من يفعلون كل هذه الفظائع. . انقسم البلد إلى شطرين وما زلنا نخوض في جدل فارغ وتنظير سياسي لا يغني عن جوع ولا يبنى أوطاناً. . كل يتفلسف على طريقته ويدخل الناس في متاهات السياسة مع أن غيرنا يتحركون باتجاه الفعل دون كثير كلام أو تنظير. . هب الشباب في أكثر من بلد عربي هبة رجل واحد دفاعاً عن كرامتهم المهدرة، أما نحن فيكتفي شبابنا بالرقص على أنغام المطربين والمطربات من نجوم غد وأمس. . يا لهواننا نحن أهل السودان فقد فاتنا الركب في كل المجالات وما زلنا نتباهى بعظمة الإنسان السوداني.. فهل من صحوة؟!