تراسيم.. البحث عن عروس!! عبد الباقي الظافر عقد والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر مؤتمرًا جامعًا عن الوضع الأمني في ولايته.. المؤتمر الذي تحدث فيه الوالي الخضر وبعض أركان فريقه الحربي شهد حضورًا إعلاميًا فاضت به القاعة الرحبة.. كاميرات التلفزة كانت تبحث عن موضع قدم أمام منضدة سعادة الوالى الأشهر. في أثناء مؤتمر والي الخرطوم هذا.. وفي هدوء تام كان يزور صحيفة (التيار) والي شمال كردفان الأستاذ معتصم زاكى الدين.. لم تسبق موكبه الفارهات الجياد.. ولم يرافقه إلا نفرٌ قليل من المساعدين.. أرجوكم لا تحقرن من الأبيض شيئًا.. فهي الجار الجنب للخرطوم.. عدد منسوبيها يساوي نصف سكان الخرطوم.. ولا تبعد عن عاصمتنا إلا بمئتي ميل.. حجم ثروتها الحيوانية خمسة عشر مليون رأس.. كل صادراتنا غير البترولية لها فيها نصيب الأسد. ولاية بهذا الحجم غائبة تمامًا من المشهد الإعلامي السوداني.. يمكنك أن تختبر ذاكرتك.. اذكر اثنين من أعضاء مجلس وزراء الأبيض؟.. أظنكم تقولون إن الولاية هادئة .. ولا توجد بها أحداث تستحق الذكر.. واليها حدَّثنا أن حكومته سوقت أكثر من ثلاثمائة فدان لمستثمرين عرب.. من بينهم أسماء فى ضخامة الراجحي. أمس الأول قامت ذات الولاية بالتوقيع على عقد طريق إستراتيجى يربط أمدرمان بالأبيض.. ويختصر هذا الطريق وقتًا غاليًا لصادراتنا لتصل الأسواق.. كم صحيفة خرطومية احتفت بهذا الخبر وجعلته (منشيتًا) دعوكم من الأخبار السعيدة.. شمال كردفان هي الولاية التي عبرتها جيوش العدل والمساواة حتى وصلت لبغيتها في أمدرمان.. وهي واحدة من المناطق المحتمل أن تتحول إلى دارفور جديدة إن لم تحسن الخرطوم التعاطي مع الأطراف. المركز في الخرطوم الآن يتسأثر بكل شيء.. حتى الأضواء الإعلامية تغمر الخرطوم وحدها.. ماعداها عتمة من الظلام.. هذا الغياب الإعلامي فيه ظلم لسكان الولايات القصية.. إخفاقات حكوماتهم منسية تمامًا.. أما الإنجازات فلا يمكن الوصول إليها إلا بشق الأنفس والمواد التسجيلية. لاري كنج مقدم أشهر برنامج حواري تلفازي.. لا يبث برنامجه من العاصمة واشنطن.. بل من كالفورنيا في أقصى الغرب الأمريكي.. قناة (سي إن إن ) الأمريكية مركزها الرئيس ليس في نيويورك بل في الجنوب الشرقي البعيد في مدينة اتلانتا. التقنية الإلكترونية الحديثة جعلت العالم قرية صغيرة.. بالإمكان الآن إصدار صحيفة (التيار) من بورتسودان.. ومن اليسير جدًا لقناة النيل الأزرق أن تبث من ضفاف (بحر أزرق) في الباقير.. ولا تحتاج (الشروق) إلى أن تقطع كل الفيافي وتطل من دبي.. يمكن أن يكون مكتبها الرئيس في القطينة. أقترح على الولايات الطرفية (مراعاة فروق الوقت) من الخرطوم.. والتركيز على حصتها من الإعلام.. أما نصيبها من الموارد فتلك قصة حزينة. من المؤلم أن يزور والي شمال كردفان الخرطوم ولا يسمع به أحد.. ومن المحزن (جدًا) أن تبحث عن عروس الرمال بين صفحات صحفنا وأثير بثنا الفضائي ولا تجد لها أثرًا.. أما إذا سألت السيد (قوقل) فسيقول لك عفوا أنت تقصد العروس آمال. التيار