زمان مثل هذا فاتن.. ألم جديد الصادق المهدي الشريف دهس الطفولة في هذا الوطن الجريح تجدد مرَّةً أخرى مع الطفلة فاتن، وهي القضية التي تعرضت واستقصت عنها صحيفة الوطن الغراء صباح أمس الأول، وتابعت تداعياتها في عددها الصادر أمس. فقد أبلغت أسرة الطفلة فاتن شميلا بأنَّ ابنتها ذات الثلاث سنوات تعرضت لحالة اغتصاب من ثلاثة شبان، تمّ القبض عليهم وأودعوا الحراسة. ولكنَّ الأمر لم يدُم طويلاً، إذ سرعان ما تمَّ إطلاق سراحهم بالضمان، بعد أن دونت الأسرة بلاغاً لدى نيابة حماية الأسرة والطفل بأمدرمان. خرجوا بالضمان مثل أيِّ جنحةٍ معتادةٍ أو حادثٍ صغيرٍ في طريق المرور، تُسجنُ فيه (وثيقةُ التأمين) ويخرجُ الفاعلُ الى الهواء الطلق. الاغتصابُ تسبب في آلامٍ بالغةٍ بمستقيم الطفلةِ. وأوضح أورنيك «8» وجود بروزٍ في مستقيم الطفلة الضحية يحتاجُ للكشفِ بواسطةِ طبيبِ جراحةٍ لتوضيح حالةِ المستقيم. ومن حيثياتِ أورنيك (8) فإنّ السفلة قد أتوا البنت من دُبرها.. ذلك لأنّها صغيرةٌ غرةٌ كالخديج لا تطيقُ وطءَ القُبلِ... فهل بعد ذلك من ذنبٍ. الشبابُ الذين ارتكبوا هذا الفعل لاذوا بالقانونِ المتساهلِ الذي يكفلُ لهم الخروج من السجن (بكفالة). لا بُدَّ أنّهم بعد ذلك خرجوا يتفرجون على إحدى الحفلات وهم يرمقون الرضيعاتِ في أحجار أمهاتهنَّ، والصغيرات وقد غالبهُنَّ النُعاس... وكيف لا يرمقونهنَّ شغفاً وبإمكانهم تكرارُ فعلتهم، والخروج بالضمان تارةً أخرى. هم يخرجون من السجن الى أنوار المدينة وشمس الشتاء، وتدخل أسرةُ الطفلةِ في ظلاماتٍ من الحزنِ والألمِ لما كابدته ابنتهم من تجربة لا تقلُّ عن الموت في شيء. فاتنٌ ليست الأولى و(لن) تكون الأخيرة طالما أنّ القانون لا يردع بالشكل الذي يجعل من يرتكب مثل هذهِ الفعلةِ عبرةً لمن لا يخاف إلا القانون. ومن حقِّ أيِّ أبٍ وأيِّة أمٍّ أن تحجر ابنائها من الخروج الى ايِّ مكان طالما أنَّ هناك من يستطيع العبث بأطفالهم... ثُمَّ يخرجُ الى فضاءِ الحريةِ مبتسماً مثل منتصرٍ في حرب على الأخلاق. ولكن هل هذا هو الحلُّ الذي تريده جهات التشريع في البلاد... أن يمسك كل أبٍ ابنهُ وأن (تلم) كلّ أمٍ ابنتها؟؟؟ هل هذا ما يهدف إليه القانون المتهاونِ وغير الرادعِ؟؟؟. مغتصبو طفلة المسيد... الزغبة البريئة شيماء حُكم عليهم بالإعدام لأنّهم لم يغتصبوها فحسب...بل اغتالوها (لملمةً) لجريمتهم البشعة ولخزيِّهم الذي كان سيصحبهم الى نهاية أعمارهم الملعونة. وصدر عليهم حكم الإعدام لأنهم (لم يستفيدوا من الأسباب التي تحيل جريمتهم الى القتل شبه العمد، كما قال بذلك أحد القانونيين... ولا بواكي على الاغتصاب. كذلك سرى الحالُ على مغتصبي وقتلة الطفلةُ مرام... التي رماها مغتصبوها في جُبِّ بئرٍ بعد فعلتهم... وحكم الإعدام جاء قصاصاً للقتل... وليس الاغتصاب. هذا شذوذٌ لا يَقِلُّ عن شذوذِ من ينكحَ الذُكران من العالمين... وهو شذوذٌ على فطرةِ اللهِ التي فطر الناسَ عليها. ومن شذَّ... لا بُدَّ أن يشذَّ بِهِ القانونُ، قبل أن يشذَّ في النار. وطالما هذا هو القانون... ف(س)نلتقي في هذه المساحة لنتباكى على اغتصابِ طفلةٍ أخرى، حمى اللهُ أبناءكم وأبناءنا وحفظهم بما حفظ به كتابه الكريم. التيار