موطىء قلم.. غموض النصوص ..واستقاء الدروس ..وفن تعليم العروس... محمد عبد الله برقاوي.... [email protected] لو افترضنا ان الاتفاق الذي تم بين المؤتمر الوطني..والحركة الشعبية هو رباط في شكله ومحتواه واحتمالات خواتيمه يشبه الزواج تماما...فالعريس الذي نفترض انه المؤتمر الذي جاء للقبول بماله ورجاله..والعروس الحركة التي اجاب وكيلها وفقا لمقتضيات القبول والايجاب ...ثم مثلما يتطلب العرس عقدا موثقا يبصم عليه شهود وموافقة الولي او من يقوم مقامه وهو القاضي فان ذلك قد تم بكماله وتمامه اذ اعتمد العقد شيخ العالم كله وشهد عليه الحيران والجيران معا فيما غيب الأولياء الحقيقيون من الطرفين..وتضمن العقد بالطبع الصداق المتفق عليه ..وكان باهظا نظرا لدلال العروس وجمالها ..ثم كان اكثر منه بكثير مؤخر الصداق..فيما كان الظفر الاكبر للعروس واهلها حاضرهم وغائبهم هو حصولهم علي حق العصمة في يد ابنتهم الغالية ..لتخم الدجاجة وبيضها في حالة الطلاق ..او تكتفي باحداهما في حالة استمرار الأتفاق..والعريس لكونه متيما فقد جاء للعقد يردد بيت الشعر الذي يقول ..(فمن يداني العشق ..أصلا ..بالمخاطر في سبيله لن يبالي ) بينما كان صوت الشعب السوداني المغيب من خلف الصيوان يولول في حسرة .قائلا.( في الحالتين انا الضائع ). وقرر الطرفان. وحتي يكون العرس طاعما وعلي غير موت هذه الايام الذي ينتهي العزاء فيه بمراسم الدفن ..فكان لابد من احتفالية كبيرة في الساحة الخضراء والانتقال الي ردهات القصر لاكمال الحفل ( برقيص العروس ) التي قامت بتدريبها علي الحركات والسكنات خلال الرقصات معلمات حاذقات وتلقت منهن تلقينا في النصوص الغنائية الغميسة والأيقاعات الغامضة وتوقيتها اثناء الرقص ( لتدقيس ) ...العريس وتسجيل .. أهداف .في مرماه. اثناء دورانها و.. ( الحتلة ) المباغتة...وابشر يا عريس. وعلي طارى الزواج والطلاق والشيء بالشيء يذكر فان الرجال في موريتانيا الشقيقة يفضلون المرأة المطلقة لانها تخرج من زيجاتها التي قد تفوق العشر عرسات ( مرطبة وميسورة ) فتأخذ الجمل بما حمل وحتي لا تقولوا اننا خرجنا من الموضوع وبما اننا عبرنا موريتانيا..فقد اصبحنا علي حدود الصحراء الغربية التي تشبهها شكلا وموضمونا ..وتشبهنا ايضا وفيها حركة (البليساريو) التي تطالب بالطلاق من ملك المغرب منذ ايام الراحل الحكيم الحسن الثاني ومن ثم في عهد خلفه ابنه الرزين محمد..والذين وقفا الف احمر ..ولو كلفهما ذلك الموقف الخروج من الجامعة العربية والامم االمتحدة بعد أن خرجت بلادهم من الاتحاد الافريقي لمجرد ان الاتحاد قد منح صفة مراقب لحركة البلساريو..وطبعا ملك المغرب يعلم جيدا ان طلاقة للفاتنة الصحراوية سيمنحها ( التجارة والحمارة معا ) فيما ينتظرها غريمه في حبها الفتي الجزائري عند عمود النور في اخر الشارع وهو يبرم شواربه ويرقص لها حواجب الغزل ويقول في انتظارك ايها ( الثيب ) المرطبة..وايا كانت دوافع عناد المغرب تجاه هذا الشأن فان فيها درسا لكل الذين يعادلون مقدرات الوطن بمكاسب آنية ابخسها ثمنا النظر الي ديمومة السلطة والتي ستفني ولو بعد حين وعلي رأى شيخنا فرح ود تكوك حينما استفزه احد الاثريا مستعرضا قصره المنيف..فرد عليه الشيخ( البيت شن معناه ..طوب ومردم ..انت بتموت وهو بتهدم ) ولعل استقاء الدروس الأوسع بابا نأخذه من حكمة تاريخنا العربي والاسلامي في الذود عن الاوطان والتباهي بسعة اراضيها وكثرة قاطنيها لتكتسب قوتها ..ولنا مثل في الخليفة هارون الرشيد الذي خاطب السحابة قائلا..اذهبي حيث شئت فسيأتيني خراجك..ذلك الخليفة الذي ضرب مثلا في الورع علي غير ما يشاع عنه فكان يغزو عاما للحفاظ علي دولته ويحج عاما تزلفا لربه..وحينما ادركه المرض الأخير اتي بحكيم ليوعظه وهو علي فراش الموت ..فقال له الحكيم يا مولاي لو ان روحك تعلقت بشربة ماء وانت في صحراء بكم تشتريها.. قال الرشيد بنصف ملكي أشتريها.. ثم اردف الحكيم يساله ولو ان تلك الشربة علقت في مثانتك واحتبس بولك.. كم تدفع ..فأجابه الرشيد ..ادفع كل ملكي..ولم يقل مملكتي أو خلافتي .. فاطلق الحكيم في حضرة الرشيد المحتضر للقاء ربه راضيا مرضيا ..الحكمة التي قال فيها يامولاي ..لو دامت لغيرك لما وصلت اليك .. فنظر الرشيد الي الحكيم وهو يردد ..بئس من ملك يشتري بشربة ماء ..ويباع بنقطة بول..وبكي حتي اخضلت لحيته أي ابتلت بالدموع قبل ان تفيض روحه الطاهرة...وتذهب الي بارئها الذي الهمه الحكمة.. في ادارة دولته والحفاظ عليها لمن بعده........ .والله من وراء القصد..