بسم الله الرحمن الرحيم حاطب ليل ركبو اللواري وقبلو عبد اللطيف البوني [email protected] الشاعر الرقيق الاستاذ السر عثمان الطيب قال في اغنيته الذائعة الصيت (بحر المودة) والتي ابكت نصف الشعب السوداني في يوم من الايام قال :---- اتذكرك يايمة يايمة والناس قالوا قائمين البلد رصوا الهديمات عدلو ركبو اللوراي وقبلو خلوني وحدي بلا انيس كيف انفراد ي اتحملوا شالو السلام انا مني ليك اغلب الظن ان بكائية السر هذة كانت في سبعينات القرن الماضي يوم ان كان طالبا بمعهد المعلمين العالي (كلية التربية ) جامعة الخرطوم . الان فالحمد لله ان السفر لدار الشايقية وكل الشمال اليوم ليس باللواري بل بالبصات المريحة بيد ان ذات المنظر الوارد في القصيدة يتكرر اليوم ولكن في الاتجاه المعاكس اي الجنوب فالشاشات التلفزيونية تعكس لنا منظر الشاحنات وهي مكتظة باهلنا من الجنوب متجهين عائدين الي ديارهم ولئن كان سفر اهل الشمال سفرا اجتماعيا اي الناس ذاهبين الي ذويهم لقضاء الاجازة والعودة فان سفر اهل الجنوب سفرا سياسيا اي ذاهبين للتصويت ثم الاستقرار هناك بصورة نهائية واخشى ان اقول انهم لم يجدوا سرا يغني لهم ولا ابودؤد (ياحليلهم دوام بطراهم ) وهذة قصة اخرى قد نعود لها اذا امد الله في الاجال العودة الطوعية كانت شعارا قد رفع بعد توقيع اتفاقية السلام مياشرة وكونت لها مفوضية ورصدت لها الاموال ولكنها لم تنجح اذ لم تتقدم اعدادا كبيرة للعودة وحتى الذين استجابوا ذهبوا الي هناك ثم عادوا غافلين لانهم لم يجدوا ما يعينهم على الاستقرار ولكن هذة المرة الحركة الشعبية رصدت عشرات الملايين من الدولارات لهذة العودة السياسية لابل رفدتها بشعارات ثورية محفزة مثل (عد الي وطنك لكي تختار) اي انت هنا ليس في وطنك فوطنك هو الجنوب لذلك ظهرت تلك الاعداد المتحمسة للعودة في استطلاع وسط هؤلاء العائدين قامت به كاميرا برنامج عدد خاص الذي تبثه قناة النيل الازرق سئلوا لماذا العودة اجابوا لكي نصوت في الاستفتاء فقيل لهم ان في الشمال يمكن ان تصوتوا وتدلوا باصواتكم فقالوا انه قد يحدث تزويرا . الامر المؤكد ان كل هؤلاء الذاهبين سوف يصوتون للانفصال لان من يريد الوحدة لن يحتاج لهذة الرحلة ولاشك ان التصريحات التي صدرت من بعض المسؤلين في الشمال من ان الجنوبيين في الشمال بعد الانفصال سيكونون اجانبا ساعدت على هذة العودة السياسية ولكن يبقى السوال الهام لماذا انفقت الحركة الشعبية كل هذة الاموال على هذة العودة بينما كانت تتفرج ايام العودة الطوعية ؟ ولماذا اختارت لها تلك الشعارات التحريضية ؟ ولماذا سلطت عليها الاضواء بهذة الصورة الكثيفة ؟ الامر المؤكدا ان الاستجابة لهذة العودة لن تكون كبيرة ولن تتجاوز مئات الالاف على اكثر تقدير لان البئية في الجنوب ليست مهياة للاستقرار فالجنوب يحتاج لزمن حتى ترتفع فيه معدلات التنمية كما انه ليس هناك مشاريع تنموية مطروحة الان لكي يعمل بها هؤلاء العائدين و قد يحدث هذا بعد فترة فاغلب الظن ان هذة العودة وبهذة الصورة القصد منها افراغ المراكز في الشمال من المقترعين حتى تنخفض نسبة المسجلين للاستفتاء فالنتيجة مرهونة بتصويت ستين في المائة ومافوق فالشغلانة شغلانة تكتيكية فليت الامر كان بغير هذا الاستفتاء المفترى علية