وحدة السودان لا تتحقق بالأحتفالات وكباتن الكره يا أهل مصر! تاج السر حسين – [email protected] حملت أخبار مصر أن أحدهم (جزاءه الله خيرا) .. ولا اعرف حقيقة هل هو مصرى أم سودانى يعمل من خلال مؤسسه (دكتور ماجد كامل الخيريه) ويرعى مبادرة تحت شعار (السودان وطن لا يقبل القسمه على أثنين) وهذه امنيه طيبه بدون شك .. وليتها بقت على اثنين ولم تصبح على اربعه طالما المؤتمر الوطنى حاكم ومسيطر على الأمور ومخادع ومضلل مستغلا اعلامه الذى لا يتيح حريه كافيه لأى سودانى معارض يمكن أن يوضح للعالم ما يدور خلف الكواليس فى السودان وما ينتظره من كوارث ، وطالما البعض كل همه أن يحقق مصالح من خلف الشعارات البراقه المطروحه بمساندة (المؤتمر الوطنى) فى طريقة علاجه للأمور (المظهريه) لا العمليه التى تحقق ما هو مطلوب. وكما جاء فى الخبر سوف تحشد هذه المبادرة عدد من الشخصيات السياسيه مصريين وسودانيين مدعومين بمطربين ولاعبى كرة قدم مشهورين .. وتهدف المبادره – كما زعموا - لوحدة السودان. ونحن نقول لهم كمراقبين ومتابعين للأمور بصوره جيده هذا أمر مضى زمانه وملف طويت أوراقه ولا داعى (لبعزقة) الأموال التى لا نستبعد مساهمة (المؤتمر الوطنى) بجزء كبير منها، فمثل هذا العمل (المسرحى) والمظهرى يشبه ما ظل يقوم به فى السودان منذ أن اغتصب السلطه فى 30 يونيو 1989 ! الم يشاهد العالم كله تدشين (سد مروى) قبل يوم من توجيه (اوكامبو) لأتهاماته لرئيس النظام؟ فما هى اخبار (السد) الذى صرف فيه 3 مليار دولار وكان بمثابة (الرد)؟ وهل اهل الجنوب مطالبين بتحمل جزء من هذه الثلاث مليارات التى صرف جزء كبير منها فى (المظهريه) وسفر الصحفيين والأعلاميين سودانيين وغير سودانيين بالطائرات (الخاصه) لمشاهدة استراحات السد والتمتع بما لذ من طعام وشراب؟ وكمثال لتلك المسرحيات، زجت الأنقاذ فى ايامها الأولى وحتى عام 2005 بالشباب والصبيه صغار السن فى حرب مجنونه مدمره ضد اخوانهم فى الجنوب، وحينما يموتون ياتون لأمهاتهم يمنعونهم من الحزن والبكاء وييبسون الدموع فى مآقيهم ويضللونهم بكلمات تردد على الشفاه يقولون لهم فيها أن ابنائكم شهداء تنتظرهم بنات الحور، فتضرب الدفوف ويغنى المطربون وسموا ذلك الفعل (بعرس الشهيد)! الآن تتكرر نفس القصه مع قضية (الوحده) شعارات تردد على اجهزة الأعلام وحفلات تنظم وأغانى تردد وقطار الأنفصال منطلق نحو نهايته، فالوحده لا تتحقق الا فى ظل دوله مدنيه ديمقراطيه لا دوله (دينيه)، ولا تتحقق الا فى ظل اعتراف بتعدد الثقافات السودانيه، ولا تتحقق الا باعتذار شجاع عن اخطاء الماضى وتصحيح تلك الأخطاء فورا ودون ابطاء. ولا يمكن أن تتحقق فى ظل وجود قاده يقولون (وحدة) قرنق هذه أفضل منها الأنفصال .. و(قرنق) اصبح زعيما ملهما لجميع ثوار السودان انفصل الجنوب أم بقى موحدا. بدلا من هذه المظاهره المظهريه التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، على الحادبين على السودان فى مصر ومن يستغلون مؤسساتهم، أن يوجهوا هذا المال من اجل التوعيه لكى يصبح الأنفصال آمنا يمنع اندلاع حرب أو عنف ولكى تؤسس علاقات طيبه فى المستقبل بين الشمال والجنوب بعد الأنفصال وأن ينصحوا (مراهقوا) السياسه فى المؤتمر الوطنى بأن يوقفوا تصريحاتهم الهوجاء التى تدعو للكراهية .. فزمان الوحده قد مضى ودخل فى الزمن الضائع والمنتصر فريق يمتلك الخبره فى كيفية المحافظه على انتصاره فى مواجهة خصم يجيد التزوير والتزييف. للأسف مثل هذه الحشود والتظاهرات يستغل فيها اسماء كبار الشخصيات ربما بغير علمهم من اجل تحقيق مصالح ذاتيه ضيقه .. ومن قبل أتى احد (المستهبلين) من السودان واستغل اسماء شخصيات كبيره وشعار براق لمساعدة (اطفال دارفور)، فحصل على الأموال التى يريدها ولم يظهر بعد ذلك ولم ينل اطفال دارفور منه قيمة (علبة حليب)! ووحدة السودان لا يمكن أن تتم هكذا .. بعد صمت مؤسف ومحزن لفترة طويله من الوقت من المثقف العربى والأعلامى العربى والسياسى العربى وهم يرون شعب السودان يذبح فى الجنوب بالملايين ويقتل فى دارفور بمئات الألوف وتغتصب عشرات النساء، وباقى ابناء الوطن يشردون بسيف الصالح العام، فمنهم من اصبح لاجئا أو نازحا وأفضلهم من وجد وظيفه فى دوله بتروليه أو ساعده علمه وخبرته فى الألتحاق بمنظمة دوليه. من كان يسعى لوحدة السودان بحق ولا زال لديه امل فعليه أن يوجه نصيحه لنظام شمولى قمعى ديكتاتورى اقصائى استغل الدين من أجل السياسه، بأن يتنحى دون عنف واراقة دماء .. والسودانيون قادرون بعد ذلك على توحيد أنفسهم دون تدخل دولى أو اقليمى اذا ذهب هذا النظام، وقادرين على الأقل أن يعيشوا فى أمن وسلام مع بعضهم البعض فى دولة واحده أو دولتين. الفن جانب مهم وجميل وله دوره مثل كرة القدم ونجومها، لكن هذا ليس زمان الأحتفالات الكاذبه، على العكس تماما هذا زمن تنصب فيه سرادق العزاء، فجزء عزيز من ارض الوطن سوف ينفصل واشقاء وأخوه تربطنا بهم وشائج وصلات ودماء وتاريخ، سوف يصبحون فى يوم 9/1/2011، مواطنى دوله جديده ربما نحتاج لزيارتهم الى تاشيرة وموافقه مبدئيه وأقامة محدودة الزمن!! والمتسبب فى هذا كله نظام شرير عدوانى دموى جاء ينقذ السودان فاغرقه فى الظلام والفساد والظلم والكراهيه، ولم يكن وحده فقد شارك معه مثقفين عرب وسياسيين عرب وأعلاميين عرب، بصمتهم أحيانا ودعمهم ومساندتهم لذلك النظام ، الذى شرع الجهاد فى سودان لم يشرعه المسلمون الأوائل حينما دخلوا السودان وأدركوا أن هذا البلد له شعب لا يمكن أن تفرض عليه الأفكار والديانات بالسيف، ولذلك انتشر الأسلام الوسطى الصوفى المتسامح فى السودان ووجد القبول لأنه يتماشى مع تسامح الديانه المسيحيه التى كان عليها اهل السودان قبل الأسلام. ولم يجبر طيلة تلك الفتره وقبل الأنقاذ اى سودانى على ترك دينه أو تحقيره بسبب دينه أو ثقافته ولم يشعر اى مواطن قبل الأنقاذ بأنه درجه ثانيه داخل وطنه مسلما كان أو مسيحيا.