[email protected] يبدو أن تصرفات المؤتمر الوطنى يدل على انه فى أضعف مراحله وانه فى الخواتيم من عمره والمسألة مسألة وقت ليست إلا ، تراجعت فى الفترة الاخيرة التصريحات العنترية المعهودة لرجال الانقاذ والتى تفتقر الى الحنكة السياسية . منذ وصول الانقاذ الى السلطة على ظهر الدبابة لم تترك جهة محلية او إقليمية او دولية وإلا ناصبتها العداء حتى مع الشقيقة الكبرى فى المنطقة \" مصر \" ناصبتها الانقاذ العداء لفترة من الزمان سبق وحاولوا فى محاولة فاشلة جبانة لإغتيال الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك متعه الله الصحة وأطال من عمره ، ووقفت مع النظام المستبد فى العراق بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين ضد الكويت ، وتعاونت الانقاذ مع المخابرات الامريكية وسلمت منسوبى حماس والجهاد والقاعدة للمخابرات الامريكية فيما يسمى بالمكافحة على الارهاب بغية ارضاء الولاياتالمتحدة لضمان بقاءها على سدة الحكم لمدة أطول من الزمان ، ولكن هيهات تأتى الرياح فى هذا الموسم بما لا تشتهيها سفنها التى فقدت البوصلة موسم الفيضانات العارمة والرياح العاتية والامواج المتلاطمة تأتى من كل فج عميق صوب الانقاذ لتعلن لها نهايتها المأسوية والتى ستشاهدها عما قريب العالم مباشرة بالفضائيات المرئية. ويفيد بعض التقارير ان المحكمة الدولية سترفع عصاها الغليظة فى وجه قادة الخرطوم وان القائمة السوداء زادت ووصلت اكثر من 375متهماً بدلاً من 51 بعد استقلال جنوب السودان من شطره الشمالى . عادت العلاقات بين نظام البشير فى الخرطوم ونظيره التشادى ادريس ديبى اتنو فى انجمينا فى مارس 2010 بعد ان توترت عقب محاولة يائسة لقلب النظام الشادى فى فبراير 2009 بدعم من الخرطوم التى تحتضن المعارضة المسلحة التشادية بقيادة عبد الواحد عبود وبعد عودة العلاقات بين الطرفين \" الخرطوم وانجمينا \" حاولت الانقاذ ان تطرد المعارضة المسلحة التشادية بقيادة عبد الواحد عبود ولكن لم تستطع حسب بنود الاتفاق بين الخرطوم وانجمينا عدم استضافة المعارضة فى بلديهما ولكن الخرطوم وجدت صعوبة امنية فى طرد المعارضة التشادية حيث شهرت المعارضة الشادية سلاحها فى وجه الخرطوم وهددت بالتحالف مع الحركات الدارفورية مما اخافت الانقاذ وعملت على ضم المعارضة التشادية فى القوات السودانية وابقتها لاى حرب محتملة وبالتحديد فى إقليم ابيى وبعض المناطق النفطية فى جنوب السودان ومنحت زعيمها عبد الواحد رتبة لواء ومساعده رتبة عميد حيث تتلقى المعارضة التشادية التى تسودنت التدريب فى شرق السودان وتستعد لقيام ببعض العمليات العسكرية فى تخوم جنوب السودان وفى الجانب الآخر استنكرت انجمينا هذه العملية التى تتنافى مع روح الاتفاق الموقع بين الطرفين مما ينذر بخلاف وشيك بين الخرطوم وانجمينا ، التزمت تشاد بروح ونص الاتفاقية وقامت بطرد كل معارضى الخرطوم حتى مزقت جواز سفر لكبير المعارضين لنظام الخرطوم من إقليم دارفور المجاور لها فى مطار انجمينا عقب عودته ومقاطعته لمنبر الدوحة وطرد من الاراضى التشادية ، مما يظهر ان خلاف جديد يلوح فى الافق من جديد بين الطرفين ، كما استنكر نفر من ابناء المسيرية العالمين ببواطن الامور فى الخرطوم بجلب المعارضة التشادية الى اراضى المسيرية بعد ان فقدت الانقاذ الولاء الكامل لقاعدة المسيرية والتى تستخدمها الانقاذ فى حروبها ضد جنوب السودان اللهم الا نفر قليل من قيادات المسيرية هى مازالت رهن اشارة الخرطوم تستخدمها ككرت سياسى للضغط على الجنوب لتقدم الحركة الشعبية المزيد من تنازلات لها . القاعدة العريضة من ابناء المسيرية رفضوا ان يتم استخدامهم كوقود حرب محتملة مع جنوب السودان عبروا ذلك فى تصريحات عدة فى منابر عديدة لأن الحرب لا تخدم مصالحهم كقبيلة رعوية ترعى فى المروج الخضر فى اعماق الجنوب واوضحوا ان الفئة التى تحتضنها المؤتمر الوطنى لا تمثلهم لا من بعيد ولا من قريب بل تمثل انفسهم ومصالحهم الذاتية . وعلى صعيد متصل عقب عودة المفاوضين من أديس أبابا تم تكليف قيادى قبلى مشهور من مسيرية المؤتمر الوطنى بتجنيد قبيلة المسيرية وتكوين مليشيا لتستخدم فى اهداف شتى منها اشتعال الاوضاع فى اقليم ابيى وعرقلة الاستفتاء فى جنوب السودان وتم منحه مبلغ تقدر ب 500 مليون جنيه سودانى وذهب الى معقل المسيرية فى مدينة المجلد وتعرض لإنتقاد شدة من المسيرية ولم يتمكن من تجنيد سوى نفر قليل منهم والذين اخذوا الاموال وفروا الى جهات غير معلومة مما اجبر السلطات باعتقاله ورميه فى المعتقل لانه اضاع المال وفشل فى المهمة ! وعلى ضوء ماسبق يبدو ان الانقاذ يترنح ويفرفر كالطير المذبوح وتبقى سويعات لتعلن موتها الى الابد وكان عراب الانقاذ السابق الشيخ الدكتور الترابى صرح فى دولة خليجية فى طريقه الى فرنسا ان القوات المسلحة لا تستطيع ان تحارب الجيش الشعبى لانها ضعيفة لذلك يستبعد الحرب بين الجنوب والشمال ، اذا نظرنا الى حديث الشيخ لم ياتى من فراغ لانه يعلم ماذا يدور فى اروقة النظام يعلم كلما مايدور فى خلف الكواليس فى المطبخ الانقاذى ويعرف مواطن الضعف والقوة للنظام . مكونات القوات المسلحة من مناطق الهامش وهذه المناطق صارت معارضة للنظام آخرها درافور وكردفان فمن اين تأتى بالجيوش لتهاجم الجنوب واستيعاب عبد الواحد التشادى وفى تقديرنا اكبر دليل قاطع على وهن وضعف قوات النظام وكان يراهن على القبائل العربية التى بدت تتمرد عليه وقبل بضع ايام اوردت بعض التقارير الاخبارية بتمرد كتيبة من جيش النظام تنتمى عرقياً الى قبيلة بنو هلبة العربية .