بشفافية من أبو ذر إلى زهير .. الحرية لنا ولسوانا حيدر المكاشفي في البدء لا بد أن ندين ونستهجن بأقوى العبارات الاعتقال التعسفي الذي تعرض له كادر حزب المؤتمر الوطني المهندس زهير حامد والمعاملة الفظة التي لقيها على أيدي عناصر من الجيش الشعبي والارهاب اللفظي والمعنوي والحسي والجسدي الذي أذاقوه له خلال فترة اعتقاله لثمانٍ وأربعين ساعة قضاها حبيساً ومعزولاً وجائعاً، لا لشئ سوى أنه كان يمارس حقاً دستورياً وقانونياً و«نيفاشياً» في التبشير بالوحدة، وهذا ما لم يعجب عناصر الجيش الشعبي ففبركوا له تهمة الجاسوسية ليتم احتجازه تحت «وهمتها» ويقطعوا عليه الطريق، ولا عجب ففبركة التهم ونسجها مما اعتادته أجهزة الأمن أينما كانت وأين ما وُجدت معتقلاتها من غوانتانامو وأبو غريب وإلى دبك وشالا وغيرها من «جخانين» وأقبية هنا وهناك، ولكن الحمد لله أن الأزمة قد مرّت وتم الافراج عن المهندس زهير، ويبقى الأمل والعشم في أن تنفرج أزمات أخرى لآخرين مازالوا رهن الاعتقال التحفظي أو بين جدران السجون يقضون أحكاماً قضائية، فزميلنا الصحفي جعفر السبكي مرّت على اعتقاله حتى الان ثلاثة أسابيع دون أن يقدم لمحاكمة أو يطلق سراحه رغم أن بعض الشابات اللائي اعتقلن معه وتحت ذات السبب قد أفرج عنهن خلال اليومين الماضيين، كما أن زملائنا الصحافيين، أبوذر علي الأمين وأشرف عبد العزيز والطاهر أبو جوهرة مازالوا في السجن بسبب «مقال وخبر» كما لازالت صحيفة رأي الشعب موقوفة بينما عادت صحيفة الانتباهة للصدور بعد فترة الايقاف التي فرضها عليها قرار من جهاز الأمن وعادت بقرار من الجهاز نفسه، وعودة الانتباهة قد جاءت عبر استجابة من الرئيس لمناشدة من اتحاد الصحافيين مع أن مناشدة الاتحاد كانت شاملة لصحيفة رأي الشعب ومحكوميها الذين أشرنا إليهم، فبدت عودة الانتباهة وكأنها «انتقائية» انفردت بالاستجابة الرئاسية دون غيرها - صحيفة رأي الشعب وصحافييها -، كما ان محكومي حزب المؤتمر الشعبي بتهمة التدبير والتخطيط ل«مؤامرة انقلابية تخريبية» مازالوا منذ سنين عددا يقضون أحكاماً بالسجن مع أن من قيل أنه كان كبيرهم لم يقض يوماً واحداً بالسجن بل هو الآن يجد الاحتفاء والاحترام والتبجيل بعد إعلان عودته إلى صفوف الحزب الحاكم.... لقد أحزننا وأغضبنا أن يتعرض كادر الحزب الحاكم للاعتقال التعسفي والاعتساف في معاملته من قبل بعض عناصر الجيش الشعبي، ثم أفرحنا وأسعدنا خبر اطلاق سراحه وتمتعه بالحرية، كما أسعدنا «جزئياً» خبر تخفيف محكمة الاستئناف للعقوبة التي أوقعت على زملائنا صحافيي رأي الشعب، ولكن رغم ذلك ماتزال في النفس شئ من حتى الحرية التي ينبغي أن تكون للكل، وليت الحزب الحاكم الذي غضب غضبة مضرية لاعتقال كادره ثم سعى سعي الحجاج بين الصفا والمروة لاطلاق سراحه حتى تم الاطلاق، ليته يستوعب هذا الدرس لتكون الحرية ليس له فقط بل ولسواه أيضاً فَيُقدم على اطلاق سراح الصحافي جعفر السبكي ويُسقط بقية العقوبة عن محكومي رأي الشعب ويعيد صحيفتهم ويخلى سبيل المحبوسين على ذمة ما سُمّى بالمؤامرة الانقلابية التخريبية خاصةً بعد أن أحسن الحزب استقبال من قيل أنه كان قائدهم في تلك المؤامرة، فما لا ترضاه لنفسك لا تجيزه وتنفذه على الآخرين، هكذا تقضى العدالة.... الصحافة