بالمنطق عشان يآمنوا..!!! صلاح عووضة ٭ المواطن (المفتري) استغل حلم جاره (المسكين) ليمارس عليه (ساديةً) أضحت جزءاً من طبعه بسبب (عاهة!!) نفسية.. ٭ ولم تقِ - المفتري هذا - غضبة الحليم التي حذّرت منها الحكمة المشهورة إلى أن جاء اليوم الذي انتقم فيه المسكين منه لنفسه مثنى وثلاث ورباع.. ٭ وكان وقع ذاك الإنتقام (حارّاً!!) في نفس الجار السادي ليقوده الغضب إلى ساحات (العدالة) التي كان عنها غافلاً - أي العدالة - وهو (يظلم) جاره المسكين آناء الليل وأطراف النهار.. ٭ وحين سأل القاضي المتهم عن سبب ضربه المبرح لجاره لم يجد جواباً يعبر عما بداخله تعبيراً دقيقاً سوى عبارة صارت ذات شهرة بين الناس.. ٭ قال للقاضي وهو يطلق صريراً من بين أسنانه: (عشان يآمن يا مولانا).. ٭ والعبارة هذه تصلح - بركاكتها الفصيحة - مسك ختام لكلمتنا اليوم.. ٭ فالانقاذ درجت على أن تفعل تجاه الآخرين ما إن فعل تجاهها هي فسوف تتذكر أن لل(عدالة!!) ساحات كانت عنها غافلة.. ٭ وبالفعل تذكرت الانقاذ الساحات هذه الآن وهي تدبج الشكوى إثر الشكوى ضد الحركة الشعبية بسبب ما قالت انها أساليب (ملتوية) في اجراءات التسجيل للاستفتاء.. ٭ ونسيت الإنقاذ - أو تناست - أساليب وُصفت ب(الملتوية!!) إبان اجراءات التسجيل للحصر السكاني التي جرت تحت سمعها وبصرها.. ٭ ثم نسيت - أو تناست - كذلك أساليب وصفت ب(الملتوية!!) عند الشروع في اجراءات الدعاية الانتخابية متجاهلةً مبدأ (العدالة).. ٭ ثم - أخيراً - نسيت أو تناست أساليب وصفت ب(الملتوية!!) خلال العملية الانتخابية التي جاءت ب(الوجوه!!) نفسها و(كأنك يا أبو زيد ما «احتجيت»..).. ٭ والآن فقط ادركت الانقاذ كم هي (حارَّة!!) أن يُفعل فيها ما فعلته في الآخرين.. ٭ ونحن هنا لا نُسلِّم بصحة اتهام الانقاذ ولكنا فقط نفترض ذلك جدلا حتى نبين لمنسوبي الوطني خطر (التلذذ) بممارسات قد تضحي (أليمة) إذا ما عوملوا بمثلها.. ٭ ولنستمع الآن - دون شماتة - إلى مستشار الأمن القومي صلاح قوش وهو يطالب بالأمس بما كانت تُطالب به حكومته ف(تسد هذه بطينة وتلك بعجينة).. ٭ فقد قال مدير جهاز الأمن السابق ان الحركة الشعبية تقوم بممارسات وصفها ب(الغريبة!!).. ٭ ثم طالبها - أي قوش - ب(الصبر على الحريات!!) و(عدم تكميم الأفواه!!).. ٭ وحين ذهب زميلنا عمار محمد آدم مرةً إلى السيد صلاح قوش راجياً إياه (عدم تكميم) قلمنا - وقد كنا مُنعنا عن الكتابة فترة من الزمن - قال له على ذمة عمار: (صاحبك ده فاكر الديمقراطية جات واللاّ شنو؟).. ٭ ولعل السيد قوش (فاكر) الآن أن (الديمقراطية جات) في (الجنوب!!) وهو الذي استنكف من قبل مجيئها في الشمال ذي التجارب الديمقراطية العديدة.. ٭ والذي يطالب به المستشار الأمني الحركة الشعبية هذه الأيام هو نفسه الذي كان يطالب به قلم كاتب هذه السطور ليصدر قرار - في عهد قوش - ب(تكميمه!!) إلى أجل غير مسمى.. ٭ فالحريات لا تتجزأ يا أهل الانقاذ.. ٭ هي لكم ولسواكم.. ٭ أما أن (تتلذذوا) بحجبها ثم تطالبون الآخرين ببسطها - حين يكون حجبها (حارّاً) عليكم - فهذه هي ازدواجية المعايير نفسها التي تعيبون على الغرب ممارستها تجاهكم.. ٭ وهي (الحرقة!!) ذاتها التي استشعر (كيَّها لمصارينه) الجار المفترِي ليعرف أن هنالك (عدالة!!) لها ساحات.. ٭ ولمعرفة خالقنا ب (مرارة) الظلم و(حروريته) - بالنسبة لعباده - حذر عنه كثيراً في كتابه الكريم، وتوعد مقترفيه بأشد العذاب.. ٭ وفي الحديث القدسي: (يا عبادي؛ إني حرّمت الظلم على نفسي فاجعلوه بينكم محرماً ولا تظالموا).. ٭ وإذ تشتكي الانقاذ الآن مما سمته ممارسات (ملتوية) من تلقاء الحركة الشعبية فلعل من بين قيادات الحركة هذه من يقول للجهة المُشتكى اليها مثل الذي قاله الجار المسكين للقاضي حين اشتكاه جاره (المفترِي!!).. ٭ لعله يقول للجهة هذه: (عشان يآمنوا). الصحافة