[email protected] عندما توصف إحداهن بأنها (مره قادرة)، فهذا الوصف لا يندرج تحت باب (الشكر) بأي حال من الأحوال، كما يحدث عندما نصف الرجل بأنه (قادر) لأننا هنا نقصد الثناء عليه كما في أغنية الحماسة التي تقول: (حجر الصاقعة البخوي .. حقيقة القادر بسوي) ومثلها أغنية البنات التي تقول: عينيّا يا عيني أنا .. عينيّا سمحة المقدرة ولأمي مثل تقوله عندما تسمع عن مجايب فلان من الناس وبأنه جاب وسوّى، فتعبر عن اعجابها ب (كدي جيد لي .. مقدرة وحديث ذاوات) وفي نفس المعنى تقول أيضا (سمح اللقا متين ما إتلقا) .. والترجمة لغير الناطقين بها المثل يعني (الخير والرزق الوفير متى ما أصاب صاحبه فهو سمح .. خير وبركة)!! إذن فالقدرة عند الرجال هي الإستطاعة، سواء أن كانت هذه الإستطاعة عبارة عن إستطاعة مالية أو بدنية أو سلطوية ففي كل من وجوه تلك الإستطاعة شكرة للرجل .. ولكن بالمقابل (قدرة النسوان) أقرب للمنقصة وكثيرا ما تندرج تحت بند السباب العلني الذي يعاقب عليه القانون، ف عندما نقول (مرة قادرة) نقصد أنها (تجرؤ) على فعل مالا تجرؤ غيرها من النساء على فعله، أمّا حياء وتأدبا أو خشية من رقابة المجتمع والقيل والقال، وبذلك يكون اعراب (قادرة) هنا في محل نبذة مستترة تقديرها (مرة قاهرة) .. أما عندما نقول (مرة متقدّرة) فهذا الوصف أيضا يندرج تحت باب من أبواب الذم، لأن المتقدّرة هنا تعادل (المتفلهمة) أو (الكوبّارة) وهي التي تعاني من داء الشوفونية وتحاول أن تتباهى بقدرتها المالية ومكانتها الإجتماعية، كذلك يمكن وصف المرأة التي تدعي مقدرتها على فعل مالا طاقة لها به وتدخل نفسها في أمرا ضيّق .. ب مرة متشبّرة أو مرة متقدّرة .. كذلك يطلق وصف (القادرة) على المرأة الظالمة والمفترية أو الشرانية العدوانية التي لا تخاف ولا تتورع عن ايذاء من يعترض طريقها ويهدد مصالحها .. ف زوجة المدير (القادرة) هي التي تستغل صلاحيات (مرة المدير)، في تجنيد كل (الإسطاف) لمراقبة حركات السكرتيرة وتحركاتها التكتيكية للإيقاع ب حضرة جنابو، كذلك لا تتوانى عن استغلال سيارة المصلحة في دواحة الأسواق، بنفس جرأتها على استغلال معرفة السواق بدروب ومظان (أخصائي الكتابة والعراقة) .. (العراقة) هي استعمال عروق السحر للطب والربط .. والمطبوب هو العاملين ليهو عمل .. أها قصرتا ؟!! *جمعت الصداقة والعشرة بين (عبد الرؤوف) وصديقه (مضوي)، كما جمعت بين زوجتيهما (انعام) زوجة الأول المسكينة وقليلة الحيلة، و(محاسن) زوجة الثاني ال (الشويطينة) .. وكان كل من الصديقين يتبوأ منصب المدير في شركة قطاع خاص، وبما ان (عبد الرؤوف) كان قليبو رهيف فقد تمكنت سكرتيرته من اصطياده من قولة (تيت) قبل أن تكمل شهرها الرابع و(تثبت) في وظيفتها، ولم تجد (انعام) المسكينة (صرفة) سوى الاستسلام للنصيب وقسمتها التي قسمت إلى قسمين، ولكن القدر أن تنطبّق حكمة (ان القرين بالمقارن يقتدي) على الصديقين، بعد أن شرع (مضوي) في اجراءات زواجه من سكرتيرته هو أيضا (اقتداء) بصديقه الحميم، رغم ما عرف عنه من كبرة القلب والخوف الشديد من زوجته (محاسن)، والتي سمعت ب (الخبر) لسوء الحظ قبل شروعه في جريمة التطبيق ف .... جاطت عليهو الحكاية .. ولم تكتف بذلك بل سعت لتنسيق الجهود بين جبهتي القتال، بعد أن قامت بتحريش صاحبتها (إنعام) وحفزتها لمقاومة احتلال السكرتيرة الغاشم لأراضيها، واتفقت الإثنتان على الاستعانة بسلاح مدفعية (الاذية) لرد العدوان !! دخل (عبد الرؤوف) ثائرا على مكتب (مضوي) وقال: هوووي يا مضوي .. مرتك دي دايرة تخرب العامرة بيناتنا من سنين ؟ وقف (مضوي) ودعا صديقه لأن (يبرد نفسو) ويشرح له السبب في ثورته، فسأله (عبد الرؤوف): أولا .. أنت عارف مرتك هسي وين؟ - أيوه .. رسلتا ليها السواق من قبيل الصباح قالت عندها مشوار عزاء. ضحك (عبد الرؤوف) في سخرية ثم حكى له .. كيف حضرت (محاسن) لزيارتهم واصطحبت معها زوجته (انعام) في مشوار، وكيف أن الفأر لعب في عبه فركب عربته وتبع بها عربة صديقه التي حملت زوجتيهما، حتى وصلت ل (الحاج يوسف) وتوقفت أمام احد البيوت، حيث نزلت الاثنتان وتلبدتا حتى دخلتا واغلق الباب خلفهم .. قال (عبد الرؤوف) ل (مضوي): اوع بالك مرتك دي دايرة تسقط حجرنا بالفقرا !! تحير (مضوي) وهز رأسه عدة مرات ثم قال في تسليم العاجز: انت حا تقول لي .. دي قادرة وبتسويها !! الرأي العام