بسم الله الرحمن الرحيم حاطب ليل وبرضو مشكورة ياحركة عبد اللطيف البوني [email protected] اخيرا اعلنت الحركة الشعبية موقفها الرسمي المنحاز للانفصال وان شئت قل الاستقلال بجنوب السودان وترك جمل السودان القديم بماحمل ليس في الامر جديد من ناحية عملية فقادة الحركة الجنوبيين كافراد اعلنوا مواقفهم الانفصالية منذ زمن بعيد حتى الذين تظاهروا منهم بالوحدوية كان واضحا ان الامر بالنسبة لهم تكتيك سياسي ليس الا . فكل السياسات التي اتخذتها الحركة منذ نيفاشا مرورا بالانتخابات وانتهاء بتقرير المصير كانت تصب في اتجاه الانفصال ولكن يبقى السؤال لماذا اعلنت الحركة هذا الموقف الرسمي الان ؟ وهذا السؤال يتفرع من سؤال اخر وهو لماذا اخفت الحركة ميولها الرسمية تجاه الانفصال كل هذا الوقت؟ يبدو لي ان هذا التوقيت تزامن مع قرب انتهاء عمليات التسجيل للاقتراع لتقرير المصيراي بعد ان دخل الكلام (الحوش) واصبح الامر في حكم المنتهي حتى ولوتاجل الاقتراع لعدة ايام او اسابيع فعمليات التسجيل توكد ان تقرير المصير تنزل الي ارض الواقع ويمكن لحكومة الجنوب اكمال العمليات المتبقية بمفوضية لايتراسها البروفسير خليل وليس فيها سعاد ابراهيم احمد لاسيما وان التسجيل حسم النتيجة مبكرا فاكثر من اثنين مليون سجلوا في جنوب السودان وبقية المسجلين في الشمال وفي الخارج يحسبون بالالاف رغم ان اعلان الحركة لموقفها الرسمي يعتبر تحصيل حاصل والبيان الصادر بهذا الشان ليس فيه جديد الا انه يحتاج الي قراءة ثانية فالحديث عن التخلص من الاستعمار ودماء الشهداء الذين ضحوا من اجل الاستقلال وان من يصوت للوحدة يعتبر خائنا فمثل هذة اللغة التعبوية التاجيجية سوف تؤثر على علاقة الدولة الجديدة باختها القديمة ليس بعد الاستقلال بل الان لان هناك الكثير من القضايا العالقة التي تحتاج الي تفاهم هادئ .(معليش اعتبروا هذة المرحلة مرحلة خم وتعبئة ودق نحاس) الاعلان يوجه كثير من الرسائل الي عدة جهات ولعل اولها قطاع الشمال في الحركة الذي كان قادته يتزرعون بان الحركة كمؤسسة لم تعلن تاييدها للانفصال فالان قطعت الحركة قول كل متشكك فعلى هذا القطاع ان لا ياسى على ما حدث فهم قد انضموا للحركة بنية خالصة من اجل سودان جديد ولكن تطور الاحداث ادت الي ان تجري الرياح بمالايشتهون فالمامول ان لايفقدوا توازنهم ولايتسرعوا في تبني مشروع سياسي جديد ونتمنى عليهم ان يعكفوا على دراسة تجربتهم ويقدموها للشعب السوداني الفضل فهي تجربة سودانية جديرة بالتوقف عندها . ثم ان هناك رسالة اخرى موجهة لاحزاب تحالف جوبا فالحركة تقول لهم ان سعيكم مشكور وما قصرتم معانا فمع السلامة(وابقى ذي ما قلت ليك وخلي بالك ...) يبدو ان الرسالة الكبرى موجهة للموتمر الوطني فالمطلوب منه ان يكف عن (الحركات ) التي يقوم بها مثل صندوق دعم الوحدة وهيئة دعم الوحدة ودورة مدرسية من اجل دعم الوحدة وبنود الصرف المفتوحة فيما لاطائل منه لابل تفتح ابوابا للفساد الذي يتسع بابه كل يوم. على الموتمر الوطني ان لايضيع الوقت فيما لافائدة منه ويعكف منذ الان في اعلامه وسياسته على ماينبغي ان يفعله بعد التاسع من يناير فقد اضاع الموتمر على نفسه وعلى البلاد وقتا ثمينا ومالا كثيرا في امور لم تبدل من الواقع شئيا فالمطلوب منه الان ان يعمل على تجنيب البلاد والعباد مخاطر مابعد ذلك اليوم وكما قيل انه ليس يوم القيامة وليس يوم نهاية وجود الانسان على ارض السودان اللهم الا اذا اردناه كذلك فالشكر كل الشكر للحركة الشعبية ان اسفرت عن وجهها واعطت القائمين على امر البلاد فترة سماح (مش بطالة)