عندما تغيب الحكمة ، يحكمك باقان ..(1) الطاهر ساتي [email protected] ** عندما تعمقت في تفاصيل ماحدث للدورة المدرسية هذا العام بالجنوب ، إكتشفت بأن الذين يديرون أمر الجنوب تعاملوا مع الدورة المدرسية كما يتعامل (الهمباتة ) مع (رعاة النوق).. ولأن مداد هذه الأيام لم يجف وهو يوثق أزمة الأخلاق التي صاحبت جلد تلك الفتاة بالخرطوم ، فأن الأمانة تقتضي توثيق أزمة الأخلاق التي صاحبت ماحدث للدورة المدرسية بالجنوب..نعم ، فالعامل المشترك بينهما ( أزمة أخلاق ليست إلا ).. ولاخير فينا إن لم نساوي ما بين (قبح مايحدث بالشمال) و( بؤس حال الجنوب ) في النقد.. فأقرأ مايلي ، ليس بتحليل ولا رأى، بل هو محض حقائق موثقة..وإن كانت صورها بطرفي ، فأن الأصل بطرف ولاة أمر الجنوب .. فلنقرأ سويا ..!! ** لجنة إتحادية برئاسة على عثمان محمد طه وأخرى جنوبية برئاسة رياك مشار، إجتمعتا ثم إتفقتا على تأهيل البنية التحتية بالجنوب ، بحيث يستضيف الدروة المدرسية الحالية...إنبثقت اللجان، ثم تحركت كل لجنة في الإتجاه المؤدي إلي ( تنفيذ المهمة )..المدارس لم تكن مؤهلة بكواجوك ، حاضرة ولاية واراب، فأهلوها لتستوعب (16% من المناشط ) ..المسارح لم تكن مؤهلة بأويل، حاضرة ولاية شمال بحر الغزال، فأهلوها لتستوعب (24% من المناشط ) ..الإنارة لم تكن كافية بواو، حاضرة غرب بحر الغزال، فأنشأوا محطة كهربائية تنتج ( 2.5 ميغاواط )، لتكون الإنارة كما تشتهي فعاليات الدورة، ولتستوعب ( 60% من المناشط ) ..ثم الإستاد بواو ذاتها لم يكن مضيئا ولا النجيل على ملعب باسطا خضرته ، فأناروه ثم بسطوا خضرة النجيل على الملعب..و..لم يتجاوز التأهيل هناك - واو، واراب، أويل - مدرسة أومسرحا.، بل حتى بيوت بعض السادة غمرتها موجة التأهيل على.. وكل هذا حدث تحت سمع وبصر حكام تلك الولايات الثلاثة ، وتحت إشراف ورعاية نائب رئيس حكومة السودان ونائب رئيس حكومة الجنوب..والكل إتفق على يكون ( سوا سوا ) شعارا لهذه الدورة ..!! ** ولأن الشعار يستحق كل غال ونفيس، لم تبخل وزارة المالية في الدفع ثم الدفع - منذ نصف عام - على عمليات التأهيل تلك.. ولك أن تعلم يا صديق بأن الوثائق تشير بوضوح لا غموض فيها، بأن الشعب صرف على تأهيل تلك البنية التحتية مبلغ يتجاوز ( 39 مليون جنيها )..نعم ، بالبلدي ( تسعة وتلاتين مليارجنيه ) ، بفئة عملة ( السودان القديم ) ..الشركات التي أهلت ، البنايات التي أنشئت ، محطة الكهرباء بكل تفاصيلها، أعمدة الإنارة ، أبراج الإستاد ونجيله، صيانة الداخليات والمعسكرات ، ثم حكام الجنوب وزياراتهم الميدانية بصحبة الإذاعة والتلفاز وهم يبتسمون بجوار هذا التأهيل، الإكراميات والتسهيلات وما شابه تلك ، كل هذا موثق في ميزانية تجاوزت ال (39 مليار جنيه بالقديم ) ..دوائر بالتعليم العام سربت لبعض الصحف بأن الصرف على ذاك التأهيل بلغ ( 31 مليار جنيه )..لا، تلك تسريبات مراد بها عدم إثارة غضب ولايات الشمال التي إستضافت الدورة المدرسية في السنوات السابقة بميزانيات تساوي نصف ما نتحدث عنها ، فالصرف على التأهيل بالجنوب تجاوز ال(39 مليار جنيه ) .. وليغضب من يغضب وليفرح من يفرح ،( أنا مالي) ..المهم ، تأهلت الأرض هناك وكذلك المناخ ، وتهيأ الأهل بالجنوب في إستقبال طلاب أهلهم بالشمال .. ثم توافد الصغار وأساتذتهم من كل ولايات الشمال ، (2500 طالب وطالبة ) ..( 60 % طلاب ، 40% طالبات ) .. تم إستقبالهم بالأزاهير والزغاريد في شوارع المدائن وأزقة الأرياف ، وفرشوا لهم المكان والزمان بلسان حال قائل : ( حللتم أهلا ونزلتم سهلا في جنوب وطنكم ) ..ثم ماذا بعد هذا ؟.. تابعنا ، لتعرف - غدا إن شاء الله - بأن غياب الحكمة هو أن يحكمك باقان وأمثاله ...!!