[email protected] (1 ) شول ود سلوى عبد الله شول دينكاوي مسلم محب لدكتور جون تعاصرنا في المركز الاسلامي الافريقي (جامعة افريقيا العالمية حاليا ) قبل ربع قرن من الزمان ورغم انني تركت العمل في الجامعة قبل عقد ونصف من الزمان وهو مازال عاملا فيها الا ان اواصر الصداقة بيننا لم تنفصم والبركة في صديقنا المشترك جعفر هارون اذكر ان عبد الله طلب مني في بداية تعارفنا ان ادله على طريقة يتكلم بها اللغة العربية بسرعة لان اللغة المدرسية صعبة عليه فدليته على الاغاني الخفيفة لتكون له مدخلا تميهديا للعربية (ياحاجة لا اله الا الله ) و (ويا بلدي ياحبوب) وكان يتراقص معها بصورة جاذبة . عبد الله شول لم يسجل للتصويت لتقرير المصير ولا اي شخص اخر من افراد اسرته قام بعملية التسجيل فعل ذلك باصرار وقناعة قال عبد الله انه لن يذهب للجنوب مهما كلف الامر وانه باق في الشمال مهما تبدلت الظروف وهو لايريد وطنا سواه ساله جعفر كيف سوف يتحصل على الجنسية في الدولة القديمة فرد بالقول ان والدته شمالية واسمها سلوى وهي تقطن الجزيرة ويشهد على ذلك البوني لانها من قريتهم . من جانبي اقول لعبد لله شول ابشر بالخير انا اشهد ان امك سلوى ومن اللعوتة (سجن سجن غرامة غرامة) ( 2 ) لا لا لا (404 ) حفيدتي لميس (ثلاثة سنوات) استرقت لها السمع وهي تغني (فتحت ليهو قلبي في موضع الجلالة . لالالا لالالا لا لا) فهذة اغنية للفنان الكيبر صلاح مصطفى وردت فيها كلمة لا 404 مرة وهذة الاغنية كانت من الاغاني المنتشرة على ايام شبابنا فاستغربت كيف لهذة الطفلة في هذا العمر ان تحفظ مقطعا لفنان سبعيني(نسال الله طول العمر لصلاح ) حاولت تفكيك هذا الامر فاتضح لي ان لميس حفظت الاغنية من بنت خالتها فاطمة (0ست سنوات ) وهي حفيدتي الكبرى وفاطمة اخذتها بطريقين من خالتها الطالبة بالثانوي ومن التلفزيون مباشرة فهي مدمنة تلفزيون وكلاهما عرفهما على الاغنية الشاب المغني شريف الفحيل وهو من شباب نجوم الغد وبرنامج اغاني واغاني والامر المؤكد ان كلا من لميس و فاطمة اذا سمعا صلاح مصطفى الان يغني اغنيته هذة سوف يقفان عندها . قصدت القول من هذا ان غناء الشباب لاغاني الفنانين الكبار سوف يقربها للشباب والاطفال لانهم يضيفون اليها روحهم الشبابية كما ان اعمارهم تقربهم من جيلهم وبهذة الطريقة سوف نضمن بقاء ابنائنا في حظيرة الاغنية السودانية ولن يلجاوا الي الاغنية الاجنبية او الاغاني الهابطة وبهذة المناسبة اذكر انني طلبت الابن هاشم ابراهيم عوض ان لايرفض غناء الفنانين الشباب لاغاني والده رغم صعوبة تقليد الفنان الذري لان اغاني ابراهيم عوض صالحة لكل زمان فشباب الفنانين هم الذين سوف يحفظون للفنانين الكبار مكانتهم في نفوس اجيال السودانيين المتعاقبة (3 ) ابراهيم عوض تاني في مطلع ستينات القرن الماضي وعمري في حوالي السابعة كنت اركب مع خالي على ظهر حماره ذاهبا معه الي الحواشة وجدنا على الطريق احدى فتيات قرى العمال (كنبو وجمعها كنابي ) قدم اهلها من غرب افريقيا جالسة على ضفة الترعة (قناة للمياه) وهي تتخذ من الصفيحة التي ترد بها الماء ايقاعا وتغني قائلة (ياظالم ياداير لو تدي الحقيبة ) لصق اللحن والكلمات في ذهني وحفظتها من اول وهلة واخذت ارددها زمنا طويلا وفيما بعد اكتشفت انها كانت تقصد (ياظالم ياجائر لو تدري الحقيقة) وهذا مقطع من اغنيةابراهيم عوض (اصبر خليهو الايام بتوريهو) للطاهر ابراهيم وهي من اغاني ابراهيم الخالدة والتي رقص على ايقاعها كل الشعب السوداني قبل نصف قرن من الزمان وانا اشهد بان تلك الفتاة كانت مدخلي لحب ابراهيم عوض المتغلغل في وجداني ما بقيت (هابا على وش الدنيا ) (4 ) ويلا غنوا كلكلم , ففي الغناء تفريج هم وبث شجن ونشر لغة وتكوين ثقافة ونسيان استفتاء وبناء امة